2025/12/04 | 0 | 60
الدين حاجة للروح والنفس
إنني أعتقد أن كلمة الدين موغلة في القدم أي قبل نشوء العلوم والمعارف الإنسانية والتجمعات البشرية الغير متوحشه... وكلمة الدين بمعناها اللغوي استخدمت قبل نزول الديانات السماوية، أو سن وتشريع المعتقدات الأرضية، إن كلمة الدين تشير إلى ( الإعتقاد والتصديق والإتباع) حيث يتبين لنا أن الكلمة (الدين) لم تستخدم إلا بعد نزول التعاليم والقوانين من السماء على من أُطلق عليهم أنبياء أو رُسل...
وبالتالي فقد أُطلق على كل مُصدق بالنبوة ومعتقد بتعاليمها وقوانينها ومطبق ( مُتدين)..
بعد تلك المقدمة القصيرة لا بد إلا أن أسأل التالي :-
هل المجتمعات بحاجة إلى الديانات السماوية؟
وهل المجتمعات لا تستطيع سن القوانين والتشريعات بدون الأنبياء والرسل؟
وهل التدين حاجة فطرية في اللاوعي؟
وهل التدين له علاقة بالعقل وهل للعقل علاقة بالروح؟ وهل التدين يُعتبر محطة استرخاء للتفكير وراحة للعقل؟
للإجابة على تلك الأسئلة لا بد أن أُنوه بوجوب التمازج بين العقل والعاطفة لتكون الإجابات مقنعة عند البعض وغير مقنعة عند البعض الآخر....
إن الديانات جاءت في المرحلة الثانية بعد الحاجة ل (قوة عظمى) يركن إليها الإنسان الأول في وقت شعوره بالضعف أو في وقت شعوره بالحاجة، وفي تلك الحالتين تكون حاجة الإنسان ملحة وضرورية لكونها قوة تُشعره بالأمان و الإطمئنان... إنني أعتقد أن تلك الحالتين أصلهما عقلي وروحي عاطفي.... إذ العقل يستنتج خلاصة التفكير ليُسقطها على طرف آخر ( القوة العظمى) لكي يستمد منه العون، في أنه يتصل روحياً بتلك القوة التي تمنحه الإطمئنان.... إذن بعد هذا الإعتقاد فلا بد من الإنتقال إلى المرحلة الثانية والتي هي الديانات ؟؟
لنعلم أن الديانات بأجمعها جاءت من القوة العظمى التي تعددت أسماؤها عبر العصور....
يهوه: هو الاسم الرئيسي والأكثر قداسة لله في العهد القديم.
إلوهيم: هو اسم آخر يشير إلى الله، وهو صيغة الجمع من كلمة "إله".
أدوناي: هذا اللقب يعني "سيدي" وكان يستخدمه اليهود لتجنب نطق اسم يهوه المقدس.
كيريوس: هذا هو المصطلح اليوناني الذي استخدم في الترجمة السبعينية للإشارة إلى "يهوه".
ياه: هو اختصار لـ "يهوه" ويستخدم في تعابير مثل "هللويا" (سبحوا ياه).....
بأهداف مشتركة وثابتة، وأهمها الإرتقاء بالإنسان من طور الهمجية والفوضى التي يعيش فيها إلى طور التمدن والتحضر الذي سيكون بسبب الإلتزام بتعاليم السماء التي جاء بها الأنبياء والمرسلون... إذن فإن الدين ضرورة ملحة لمعظم الأمم وإن سبقت الديانات في سن الأنظمة والقوانين والتشريعات ...
إن تلك المجتمعات البشرية في العصر الأول اتفقت على التحسين والتقبيح العقليين، ثم بعد تلك المرحلة بدأت في سن بعض التشريعات التي في أقل حالاتها تكون حامية للفرد والمجتمع إلا أنها غير كافية لكل حاجات المجتمعات.... حيث بقيت الحاجة إلى تلك القوتين..... قوة الإله وقوة التشريعات الإلهية الملزمة بأمر الإله والتي جاء بها الرسل...
إن التدين في الأصل مطلب ضروري ( محطة استرخاء للعقل) أو كما أُشبهه بطبق طعام جاهز، ولذا فإن التدين أقرب إلى أن يكون مطلباً روحياً أكثر من أن يكون مطلباً عقلياً...
أما السؤال الأخير الذي طرحته عن كون التدين مرتبطاً بالعقل أم هو مرتبطاً بالروح أم بكليهما؟؟
إن العقل في حالة تدينه بأي دين أو تصديقه واتباعه لأي معتقد سماوي أو أرضى، لا شك أن يكون له ارتباطاً وثيقاً به، لأن العقل تكون له القدرة على طرح الأسئلة بغية الوصول إلى الحقيقة، ولذلك فإن استخدام العقل قد يكون عائقاً في التصديق مالم الدين يُحقق مصالح الفرد والمجتمع ويُلبي حاجاتهم ويُحقق آمالهم وتطلعاتهم.... لكن استخدام العقل قد يفشل فشلاً ذريعاً في الوصول إلى مراده نتيجة عدم عثوره عن طريق آخر يحقق له رغباته....
إننا نجد أن العالم القديم والعالم الحديث بفطرتهم يميلون إلى التدين معقدين أن التدين فقط هو من يلجأون إليه لأنه الدين الذي نزل من السماء وبالتالي فإن ارتباطهم به يكون عقلياً وروحياً ونفسياً ....
جديد الموقع
- 2025-12-04 نائب أمير المنطقة الشرقية يطلع على عدد من الجوائز والاعتمادات العالمية لتجمع الشرقية الصحي
- 2025-12-04 جمعية البر بالاحساء تتسلم جائزة المركز الثالث في تميز المنظمات غير الربحية لعام 2025
- 2025-12-04 متدربتان من "التقنية الرقمية بالأحساء" تحصدان المركز الثالث في معرض "مبتكرون 2025"
- 2025-12-04 تعزيزا لدور المسرح . . جمعية المسرح والفنون الأدائية تطلق "مهرجان المونودراما" في الدمام بـ ١٠ فرقة مسرحية
- 2025-12-04 ("إثراء" يحصد جائزة العمل التطوعي للمرة الرابعة)
- 2025-12-04 رحال نجفي يصل المدينة المنورة على دراجة نارية قادماً من النجف
- 2025-12-04 مشكلة التسويف تكمن في التردد في بداية التنفيذ - تكنلوجيا جديدة تساعد على التغلب على المشكلة
- 2025-12-04 شبه القراءة بالأكل
- 2025-12-04 جوهر التفكير الفلسفي ؟
- 2025-12-04 تراث الأحساء والتحولات الحديثة