2025/12/01 | 0 | 286
السفر إلى دولة قطر
بعد مرور أكثر من خمسة عشر عامًا على آخر زيارة لي لدولة قطر، ومع مشاهدة كأس العالم 2022 م، وما رافقه من حديث عن التطور والازدهار، قررنا الذهاب في الإجازة المدرسية الأخيرة إليها٠
وقع الاختيار على مكتب يقدم خدمات سياحية إلى قطر، وتم الحجز والانطلاق بالحافلة. ومنذ بداية الطريق، مرورًا بشاطئ نصف القمر الذي وفّرت لنا حكومتنا الرشيدة طريقًا سريعًا بمواصفات عالمية، لم نشعر بطول المسافة حتى وصلنا إلى جمرك سلوى الذي يعد تحفة فنية وصورة مغايرة تمامًا لما كان عليه سابقًا، وكأنك في حلم تراه حقيقةً من خلال الحس والتجربة.
واستقبلنا الجانب القطري بإجراءات راقية وسلسة. وبعد الخروج من المنفذ، دخلنا طريقًا سريعًا متعدد المسارات. وقد كان قائد الرحلة شابًا منظمًا وضع لنا جدولًا دقيقًا، مستغلًا الوقت بأفضل طريقة ومعرفًا بمدة كل زيارة ووقت الوصول، مما ساعد على تقليل الجهد وتوفير الراحة للمسافرين.
وكان قطر مول أول وجهاتنا السياحية. ورغم قِصر الوقت المخصص، فقد شعرنا بالمتعة خلال التسوق وأداء صلاتي الظهر والعصر، ثم تناول وجبة الغداء. كانت تجربة جميلة تستحق التكرار.
توجّهنا بعدها إلى الفندق، وبعد صلاة المغرب بدأ البرنامج المسائي الذي شمل الواجهة البحرية، وبعض المجمعات التجارية، وركوب المترو والباخرة والتوجه إلى كتارا، وهو حي ثقافي في الدوحة يهدف إلى تعزيز الحركة الثقافية في قطر ودعم الطاقات الإبداعية عبر مرافقه المختلفة. وهو ملتقى للمثقفين والفنانين، ومركز للمهرجانات والمعارض والندوات والحفلات الموسيقية وكافة أشكال التعبير الفني.
واستمرت جولتنا السياحية لثلاثة أيام شملت أبرز المعالم في قطر، ومنها:
– سوق واقف – مشيرب -– قطر مول – كتارا– اللؤلؤة– فاندوم مول
– حديقة أسباير – الحزم مول– لوسيل– سوق الوكرة القديم– جزيرة المها
– كورنيش الدوحة
وكان انطباعي عن قطر شعورًا بالغ السعادة لرؤية التخطيط والترتيب والأحياء والشوارع والبنية التحتية التي تعكس تصميمًا وإدارة وإشرافًا على كل صغيرة وكبيرة. لم نرَ حفرة في شارع، ولا نفايات، ولا تعطّل في الحركة المرورية. الإشارات تعمل أتوماتيكيًا، والطرق الرئيسية بخمسة مسارات، إضافة إلى الطرق الفرعية والجسور والتقاطعات التي تخدم الجميع بسهولة. كما أن اللوحات الإرشادية والأحياء تتبدل في الشكل واللون والديكور الفني الذي يعكس الحضارة الإسلامية والحداثة.
ولفتني كثرة المناطق التي يبدأ اسمها بكلمة "أم"، ما أثار تساؤلي. وبعد البحث وجدت في "جريدة الشرق" أن كلمة "أم" تعني "ذات"، مثل أم الشبرم وأم صلال وأم باب. وذكر السليطي في لقاء مع "تلفزيون قطر" أن أم صلال تعني ذات الصخور الكبيرة الصلبة.
(https://n9.cl/j8pok)
وتبدو مدن قطر وكأنها عقد فريد على ساحل الخليج العربي.
أما المسافة من منفذ أبو سمرة الحدودي (الواقع على بعد نحو 10 كيلومترات من منفذ سلوى السعودي) إلى العاصمة الدوحة، فهي 96.87 كيلومترًا.
وازداد جمال العاصمة بفضل توفر وسائل النقل وربط المناطق بالمترو، ما جعل التنقل داخل قطر متعة بحد ذاتها، وكأنك تنتقل من لوحة فنية إلى أخرى.
وقد توقع البعض أن قطر لن تستفيد بعد كأس العالم إلا من الحدث ذاته، وأن المشاريع ستصبح مجرد ذكرى. لكن الواقع جاء خلاف ذلك؛ فقد أصبحت لكل شهر فعاليات وحركة سياحية نشطة تستقطب الزوار من دول الخليج. وقدمت قطر مثالًا حيًا على التطور والازدهار، ورحبت بضيوفها عبر توفير سبل الجذب السياحي في كل المرافق.
وأخيرًا، كانت هذه لمحة قصيرة عن ثلاثة أيام لم نتمكن خلالها من رؤية كل جديد في قطر أو المشاركة في فعاليات أو مبادرات اجتماعية. ونتمنى مستقبلاً أن نشارك في أنشطة أكثر، وأن نستعيد ما بقي في الذاكرة من انطباعات عن أن قطر دولة تستحق الزيارة مرات عديدة كلما سنحت الفرصة.
ونسأل الله أن يحفظ بلادنا وبلاد مجلس التعاون، لنستفيد جميعًا من أي تجربة تنعكس على نهضة الوطن وسعادة المواطن والمقيم، وأن يجد كل مواطن عملًا ورزقًا في هذه المشاريع ليخدم بلده ويعبر عن مواطنته الصالحة بجهده وعطائه.
جديد الموقع
- 2025-12-04 نائب أمير المنطقة الشرقية يطلع على عدد من الجوائز والاعتمادات العالمية لتجمع الشرقية الصحي
- 2025-12-04 جمعية البر بالاحساء تتسلم جائزة المركز الثالث في تميز المنظمات غير الربحية لعام 2025
- 2025-12-04 متدربتان من "التقنية الرقمية بالأحساء" تحصدان المركز الثالث في معرض "مبتكرون 2025"
- 2025-12-04 تعزيزا لدور المسرح . . جمعية المسرح والفنون الأدائية تطلق "مهرجان المونودراما" في الدمام بـ ١٠ فرقة مسرحية
- 2025-12-04 ("إثراء" يحصد جائزة العمل التطوعي للمرة الرابعة)
- 2025-12-04 رحال نجفي يصل المدينة المنورة على دراجة نارية قادماً من النجف
- 2025-12-04 مشكلة التسويف تكمن في التردد في بداية التنفيذ - تكنلوجيا جديدة تساعد على التغلب على المشكلة
- 2025-12-04 شبه القراءة بالأكل
- 2025-12-04 الدين حاجة للروح والنفس
- 2025-12-04 جوهر التفكير الفلسفي ؟