2025/11/25 | 0 | 485
(كيف لا نشهدُ للتي يشهدُ لها الخلود)
صار الجوُّ يَميلُ إلى البرودة
يُطلقُ النسماتِ العليلةَ مِنْ هنا وهناك
ومِنَ الجهاتِ الأربعِ في البستان
حتى إنَّ الجهاتِ الأربعَ تُصبحُ جهةً واحدة
وأنتَ فيكَ تتلاشى المُسَمَّيات
فلا جسمُكَ ذو ماهيّةٍ ولا رُوحُك
كُلُّ الاعتباراتِ الوجودية تختفي
إلا اعتبارَ كينونتِكَ بلا قيد
إنَّكَ تُحسٌّ بذلكَ وقتَ قربِ أُفولِ الشمس
وقتَ احمرارِ السماءِ، وقتَ استعدادِ النهارِ للرحيل
وقتَ هبَّاتِ قشعريرةٍ تنتابُ جسمَكَ مِنْ لسعةِ بردٍ دافئة
وقتَ رقصةِ خيوطِ الطبينةِ البيضاءِ أمامَك
وقتَ تلمحُ ثقباً متوهِّجاً يتوارى بينَ أكوامِ طبينتِه
وقتَ انصبابِ شايِكَ مِنَ القوري الذي اختفى أساسُ لونِه
وقتَ رشفِكَ للشاي ولا تدري أَلَهُ تقولُ الله الله ..!
أم للشمسِ المذبوحةِ في كبدِ السماءِ أم للنسماتِ العليلة
أَ لخيوطِ الطبينةِ أم لرائحتها أًمْ، أَمْ
أم لكُلِّ ذلكَ بحيثُ لا تَشعرُ مِنْ أينَ تأتيكَ اللذَّة
لهذا يتبادرُ يحضرُ في ذهنِكَ الجمالُ المطلَقُ، الكمالُ المطلَق
ينطقُ بلفظِ الجلالةِ لسانُك
وبعفويَّةٍ تجدُ نفسَكَ تقولُ الله الله ..!
هكذا أنتَ حينَ تتعجَّبُ، حينَ تتلذَّذُ، حينَ تُسْحَرُ بالأشياء
هكذا ينبغي أن يكونَ سِحْرُ قصيدتِكَ، ولا ينبغي أن تكونَ قصيدتُكَ أقَلَّ مِنْ ذلك
قصيدةُ شطريك، قصيدةُ تفعيلتِكَ، قصيدةُ نثرِك
هكذا تعودُ إلى القصيدةِ وإليكَ هي تعود
هذا هو مقامُكَ فيها وهو مقامُها فيك
فكنْ أنتَ ودعْ مَنْ قالَ إنَّ قصيدةَ النثرِ لها ترتيبٌ خاص
دعْهُ وشأنَهُ وتَسَامَ وشأنَك
إنَّ شأنَ قصيدةِ نثرِكَ أن تكونَ أنت والمتلقي معها
ككونِكما في البستانِ، ككونِكَ فيهِ بحيثيَّاتِه
في المكانِ في الزمانِ نفسَيهما
في اللحظةِ التي قلتَ فيها الله الله ..!
هي لحظةُ قصيدةِ نثرِكَ التي يُقالُ فيها ولها
أنا أقولُ فيها ولها وأنت
أنا وأنتَ وبائعُ الحشائشِ في سوقِ الخضرة
أنا وأنتَ والأطفالُ النازلونَ مِنْ حافلةِ روضتِهم
أنا وأنتَ ومَنْ يَصبُّ الفولَ مِنْ جَرَّتِهِ في الصحن
ومَنْ يأكلُ الفولَ في المطعمِ أيّاً كان
تشهدُ لذلك دقَّاتُ قلبِه
تشهدُ رائحةُ البصلِ المنبعثةُ مِنْ مضغِه
تشهدُ الزيتونةُ التي سقطتْ في حضنِه
تشهدُ نسمةُ طبينةٍ جاءت تُحيِّيهِ مِنَ البستان
وأنا وأنتَ نشهدُ لقصيدةِ نثرِك
للتي خرجتْ عن ترتيبِها المعلَنِ المُجتَرِّ الخاص
للتي عرفتْنا كُلَّنا وعرفتْ طريقَها
لها نشهدُ قطعاً نشهد
كيف لا نشهدُ للتي يشهدُ لها الخلود.
جديد الموقع
- 2025-12-05 القراءة في رواية أم البنين (ع)
- 2025-12-05 القراءة في كتاب أخلاق أهل البيت (عليهم السلام)
- 2025-12-04 نائب أمير المنطقة الشرقية يطلع على عدد من الجوائز والاعتمادات العالمية لتجمع الشرقية الصحي
- 2025-12-04 جمعية البر بالاحساء تتسلم جائزة المركز الثالث في تميز المنظمات غير الربحية لعام 2025
- 2025-12-04 متدربتان من "التقنية الرقمية بالأحساء" تحصدان المركز الثالث في معرض "مبتكرون 2025"
- 2025-12-04 تعزيزا لدور المسرح . . جمعية المسرح والفنون الأدائية تطلق "مهرجان المونودراما" في الدمام بـ ١٠ فرقة مسرحية
- 2025-12-04 ("إثراء" يحصد جائزة العمل التطوعي للمرة الرابعة)
- 2025-12-04 رحال نجفي يصل المدينة المنورة على دراجة نارية قادماً من النجف
- 2025-12-04 مشكلة التسويف تكمن في التردد في بداية التنفيذ - تكنلوجيا جديدة تساعد على التغلب على المشكلة
- 2025-12-04 شبه القراءة بالأكل