2020/11/01 | 0 | 2011
مشروع التقريب بين المرجعيات الشيعية
في ظل عصر النهوض الشيعي وتمكنه من فرض واقع تمثيل الطائفة في المحافل الاجتماعية عموماً بعد دهور من الاقصاء المتعمد للظروف السياسية والتي استمرت طيلة القرون السابقة ، أصبح من اللازم بل والحتمي صياغة منظومة مؤسساتية تعنى بالتمثيل الحقيقي لأتباع آل البيت عليهم السلام ومرتكزة على حالة الاتزان الحقيقي الشامل لكل فروع هذا التمثيل بما تحمله من احتواء حقيقي وتفهم للأسس التي تعتمدها كل مدرسة من مدارس المرجعيات الدينية دون تجاهل او ازدراء وقابلة لتأسيس مفاهمات للخروج بخطوط عريضة تمثل الفكر الأصيل للمدرسة الشيعية .
ونحن نعايش أسبوع الوحدة الإسلامية ومشروع التقريب بين المذاهب في حلته المتجددة سنوياً وبجهود علماء الأمة ومفكريها ، هذا المشروع الرائد الذي تعقد على نتاجاته الآمال في ترجمتها للواقع نحو أسلوب تعايش بين فرق المسلمين تستطيع كل فرقة التعبير عن تراثها وعقائدها دون المساس بمبادئ الفرقة الأخرى وتستحضر الأهداف المشتركة نحو بلورة موقف موحد يعود للمسلمين عموماً بالثمرات المأمولة في تعزيز وجودهم العالمي تجاه قوى الهيمنة والاستكبار ، لا شك ولا ريب أن هذه الجهود تحظى بثقة من المسلمين عموماً لما تمثله من أثر واضح في المساهمة لتذويب الفوارق بل والتعالي على الخلافات خاصة العميقة منها لوجود أهداف أرقى من قيمة الاختلافات ، ومن ذلك برزت تشريعات فقهية قادرة على التأقلم والتعايش لتحقيق هذه الأغراض.
نعم، إن مبادرة التقريب مشروع حضاري بامتياز وهو ان صح التعبير لملمة التبعثر والتوجيه نحو محور واحد يقوي كافة الأطراف وينتهج أسلوب احترام الآخر بما يملكه من ادراك وفهم لمعطياته .
من هنا كان لزوماً الايمان بأصل المنهج كنظرية ومن ثم تطبيقه على مجل التفرعات ومنها الانقسام الطبيعي للمشارب الفقهية داخل المذهب الجعفري والمتمثل بالمرجعية الدينية .
فنظرة بسيطة لما آلت الية أحوال الشيعة في خضم الفتن المتتالية وهي بالتأكيد صنيعة ما دون المرجعية لتبيت محاور قوى لهم بالقاعدة الشعبية .
إن تعدي أتباع مرجعية دينة قبالة مرجعية أخرى واتهامها بالتضليل والخروج عن الولاية ينبئ بكارثة حال إهمال مواقف الاحتواء من رموز المرجعية ويؤسس للاقتتال من الداخل مما يسهم في توهين المذهب الذي تنفس الصعداء في الفترة المتأخرة كنتيجة طبيعية للشغب العلمي الذي يرافق عدم استيعاب أي طرف للآخر .
من هنا كان لزاماً تأسيس محور التقاء للمرجعيات الدينية أو على الأقل للممثليات الرسمية كمؤتمر لقاء سنوي أو فصلي تدار بحلقاته حالة التحدي الخارجي والداخلية وتنبثق منه قوانين حماية المجتمع المدني من براثن التعديات المنهجية المحسوبة على الأطراف وتوجد موانع محل اتفاق لكل ما يعزز الرجعية والتفرقة بين الاتباع .
إن ما حصل من هجوم لمراجع دين من قبل اتباع مرجعيات أخرى وطوى الزمان عليه ملفاته بوفاة المرجع المتعدى عليه أعطى زخماً واقعياً لمشروعية حرابة العلماء خاصة بالمسائل نتاج الاجتهاد العلمي وهذا الاتجاه أكثر من كونه خطير على السلوكيات وانما يؤسس لإرهاب فكري يمنع التقدم والتجديد للفكر الشيعي بل ويحول دون تقديم أي مبادرات محل آمال للوحدة الإسلامية بشقيها في الامة .
كما أن فقدان مواقع التجمع البحثي والتداول البناء زاد في هوة شرخ التنافر الطبقي العلمي عبر تعزيز المزايدات العقائدية فاصبحت حرمة العلماء محل انتهاك من العوام وهذا مؤشر آخر للرجعية بالمقابل ومن باب النفور من التجاهل المتعمد برزت حركات شبابية تدعي الحداثة والتنوير وارتكزت على مثالب المنهج التقليدي المتمثل بالخصوصية وسد أبواب البحث التجديدي لتنتهز الثغرات والفجوات العقلية والتي لا أساس علمي لها لتدلل بفشل هذا المنهج في معالجة قضايا الحياة المعاصرة وذا ما زاد المشهد تعقيداً.
إن بوادر الالفة كامنة في ثقافة آل البيت عليهم السلام وما على المؤمنين الا الرجوع للمنابع الطبيعية في معالجة التباين والاختلاف حتى تنجلي لهم المبهمات وتخفف عليهم الاعتاب .
إن مشروع التقريب بين المرجعيات الدينية أصبح من الضروريات الطبيعية وكم نتألم حال عدم اجتماع مركز القوة بالمذهب وترك المجال للاقتتال الداخلي كما هو الحاصل حالياً فمجرد اختلاف فقهي كفيل باشعال فتيل صراع قد لا ينتهي بل ويتكرر كل سنة بنفس المحفل ومن الطبيعي أن يستمر اذا كانت قيادته من الاتباع فقط دون التوجيه من الرموز ، كذلك نلحظ حالة التنمر للنتاج البحثي والعلمي وكأن فجوة الاختلاف تحددها الغرائز على حساب العقل ومن ذلك دعوات إعادة القراءة للتراث الشيعي والتأكيد على ترك المهمل وتعزيز المتفق وهذه مهمة لن تتحقق الا باللقاء بين رموز المذهب وإيجاد صيغة مجديه للحوار حتى لا تترك القيادة للاتباع في التصدي بين بعضهم وتكرس بذلك الانشقاقات .
إن ما يثير حفيظة المؤمنين حالة التشدق التي يمعن بها البعض في استيعابنا للمخالفين وفي ذات الوقت تضيق بنا السبل تجاه المؤالفين وأبناء جلدتنا حتى وصل الأمر الى تكريس التعدي الجسدي تجاه مراجع دين وعلماء بلحاظ الاختلاف العلمي او المنهجي ورمي هذه القنبلة الموقوته بالمجتمع لتكون المشروعية للبسطاء والسذج في امتهان كرامة العلماء والزج بالمشهد نحو اتون الفتنة .
كل المطالب حالياً تتجه نحو العلماء في تدشين اللقاء العلمي والبحث في مجمل المستجدات العلمية حتى نصل جميعاً لصيغة حوار بناء وعذر علمي بكل نظرية مستحدثة أو تم تعطيل تفعيلها وثقتنا كبيرة بالمرجعية التي طالما اعتمدنا بعد الله على رشدها .
جديد الموقع
- 2024-05-02 تزامناً مع اليوم العالمي للصحافة و باستضافة نادي كيو بارك .المعلق الرياضي جعفر الصليح .16 عام أمام المايك في 6 قنوات و المعلق العربي و الأجنبي اضافة لمتعة الكرة السعودية
- 2024-05-02 أفراح العايش والفرحان تهانينا
- 2024-05-01 النقد الأدبي بين الفاعلية والمجاملات الرقمية والإعلامية.
- 2024-04-30 سمو محافظ الأحساء يرأس المجلس المحلي للمحافظة
- 2024-04-30 سمو محافظ الأحساء يرأس اجتماع اللجنة العليا لإنشاء المستشفى الجامعي التعليمي
- 2024-04-29 وعي القلم والأمل نص مستخلص من مجموعة (كلام العرافة) للدكتور حسن الشيخ
- 2024-04-29 ريم أول حكم سعودية لرياضة رفع الأثقال حازت على الشارة الدولية
- 2024-04-29 بيئة الأحساء تدشّن أسبوع البيئة 2024 تحت شعار "تعرف بيئتك"
- 2024-04-29 منتدى البريكس الدولي يكرم الفنان السعودي الضامن في غروزني الشيشان ..
- 2024-04-29 حققوا المركز الأول على مستوى المملكة كأعلى تسجيل للطلاب طلاب "تعليم الرياض" يفوزون بـ13 ميدالية في أولمبياد "أذكى"