2020/08/29 | 0 | 3144
المظلوم المنتصر
لم تكن ثورة الإمام الحسين عليه السلام التي خططت لها السماء وجاءت أخبارها عبر الرسالة المحمدية، والتي مهدت لها في حياته المباركة عبر مجموعة من الأحداث والروايات المتكاثرة؛ فما رواية القارورة التي جاء جبرئيل وسلمها النبي (صلى الله عليه وآله) لأم المؤمنين أم سلمة إلا إشارة واضحة وبيان من السماء بهذه القضية العظمى.
لذا لم هذه الثورة التي قامت ضد الظلم وانتشار البغي من تولي يزيد للسلطة واحداثه المآسي في العالم الإسلامي من قتل سبط النبي (صلى الله عليه وآله) وهدمه للكعبة المشرفة وهتكه للمدينة المنورة عبر وقعة الحرة.
كما أن من المعلوم أن كربلاء لم تكن معركة متكافئة عسكرياً؛ فالروايات التي تتحدث عن أعداد جيش بني أمية أقلها أربعة آلاف ويصل العدد إلى سبعين ألفاً، والعبرة دائماً بالنتائج وليست بالمقدمات.
وفي كل زمن و عصر هناك حسينٌ ويزيد؛ لكنّ الانتصارات تعاد باسم الحسين عليه السلام، وها هي تجربة هذا العام مع هذا الوباء الذي انتشر في أصقاع العالم وحصد ما حصد من وفيّات وخلّف ما خلّف من مرض، لكن أنصار الحسين عليه السلام أبوا إلاّ الانتصار كسيدهم الحسين عليه السلام.
إن التزام المؤمنين بالمبادئ الإسلامية عبر مسايرتها لأوامر المرجعية الرشيدة التي أوصت المؤمنين بإقامة المآتم بالطريقة التي تحفظ المؤمنين من جهة وإقامة المآتم مع الأخذ بالتوصيات الصحية التي نادت بها الجهات المختصة كانا لافتاً مشرفاً كبيراً خلال الايام الماضية.
فالمناظر الأخاذة المنتشرة عبر وسائل الإعلام سواء في القطيف أو العراق أو غيرها من الحواضر الإسلامية كفيلة أن تعيد للأذهان الخوف والتهويل من بعض الجهات والتي كانت تراهن على فشل المؤمنين وأنهم غير قادرين على إدارة الموقف كما ينبغي، لكنّهم بعزيمة الإمام الحسين عليه السلام التي انتصر فيها بكربلاء المبادئ استطاعوا تجسيد ذلك عبر تطبيق الاجراءات الاحترازية المطبقة في المجالس الحسينية، وليثبتوا مجدداً أنّ الحسين عليه السلام المظلوم المنتصر كما أن المنتسبين إليه منتصرون دائماً بتحقيق أهداف الإصلاح التي نادى بها الإمام الحسين عليه السلام
درس من دروس كربلاء في هذا العصر حريّ بالعالم أن يعي أن ثورة الحسين عليه السلام كانت من أجل إحياء النفوس والمبادئ والمحافظة عليها، وأنها جديرة أن تكون في نظر الاطروحات والدراسات للاستفادة من تلك التجارب، كما هي تجربة الأربعين في كل عام والتي يحضرها الملايين وتكون ناجحة بامتياز رغم ضعف القدرات والإمكانات لدى إخواننا في العراق.
ما أعظمك يا أبا عبد الله وما أعظم عاشقيك السائرين على نهجك والمضحين لأجلك والباذلين لايصال صوتك -صوت الحق والإباء والعزة والكرامة- للعالم أجمع.
السَّلامُ عَلى الحُسَينِ وَعَلى عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ وَعَلى أولادِ الحُسَينِ وَعَلى أصحابِ الحُسَينِ الذين بذلوا مُهجَهم دونّ الحسينِ عليه السلام..
جديد الموقع
- 2024-04-29 وعي القلم والأمل نص مستخلص من مجموعة (كلام العرافة) للدكتور حسن الشيخ
- 2024-04-29 ريم أول حكم سعودية لرياضة رفع الأثقال حازت على الشارة الدولية
- 2024-04-29 بيئة الأحساء تدشّن أسبوع البيئة 2024 تحت شعار "تعرف بيئتك"
- 2024-04-29 منتدى البريكس الدولي يكرم الفنان السعودي الضامن في غروزني الشيشان ..
- 2024-04-29 حققوا المركز الأول على مستوى المملكة كأعلى تسجيل للطلاب طلاب "تعليم الرياض" يفوزون بـ13 ميدالية في أولمبياد "أذكى"
- 2024-04-29 جمعية العمران الخيرية بالاحساء للخدمات الاجتماعية تحظى بتكريم مرموق من مركز الملك عبد العزيز للتواصل الحضاري .
- 2024-04-29 مبادرة خطوة قبل الشكوى تبدأ فعالياتها بتأهيل اناث الدمام
- 2024-04-29 افراح الشبيب والعبدالسلام في قاعة الفارس بالاحساء
- 2024-04-28 الحاج معتوق الهدلق.. سيرة عاطرة
- 2024-04-28 بين لججِ الشك وفِخاخِ الغواية في ديوان (قبل التيه برقصة)