2012/11/08 | 4 | 3173
التقدم للخلف
البعض يرى من التطور و المدنية نوعا من الخروج على العادات و التمرد على التقاليد و يصفها البعض بالليبرالية او الراديكالية .. بينما نرى ان البعض يتمسك بعرف قديم كإجبار الفتاة على الزواج من ابن عمها او التبذير و الاسراف باسم الكرم و يرى ان هذا نوع من الفخر و الرفعة بينما ان مثل هذه الأعراف مخالفة لأقل ما توجه له تعاليم ديننا الحنيف من نبذ القبلية و الجاهلية و وصف التبذير و الاسراف بكفر النعمة التي توجب العقوبة الدنيوية ناهيك عن العقوبة الاخروية .. و مع ذلك فلسنا نبرر أفعال الجهل بأن نزيدها جهلا .. فبظهور المدنية بدأنا نرى التغيير في كثير من العادات و الأعراف القديمة بشكل ملحوظ و هذا أمر جيد لكن الملفت أن هناك بعض الحالات الغريبة بل و الدخيلة على مجتمعنا و التي بدأت في الظهور مؤخرا و الانتشار لدرجة أنها أصبحت طبيعية و متداولة كالأعراف القديمة التي أصبحت متطلبا عاما في حقبة ما من الزمن.
* لقد كان من المخجل أن يخرج الشاب من المنزل دون أن يرتدي الزي الكامل الذي يظهر هويته العربية عموما و الخليجية خصوصا ؛ و ها نحن اليوم نرى أن هذا الشيء بدأ في الاضمحلال فقد أصبح الشماغ للمناسبات و ظهر الشاب الخليجي بالثوب فقط دون غطاء للرأس ؛ بل و تطور الأمر حتى تم نزع الثوب و أبدل بالأزياء الرياضية ؛ كذلك انتهت صرعة البدلات الرياضية لكي يكون التوجه لصرعات أكبر تطورا فمن شعار آلهة الحب و مايكل جاكسون لموضة ياهو و هوتميل ؛ و هذا الأمر لم يقتصر على الشاب الخليجي للأسف بل امتد للفتاة الخليجية التي بدأت تستخدم عباءات الفراشة و اتحداك تلمسني و بدأت علاقات جهاز الدردشة بالظهور لنرى الفتاة المتمدنة تعلق جهاز الدردشة في عنقها أثناء التجوال أو التسوق .. كما أن اعتراض المجتمع شرعا على بنطال البرمودا للفتاة خارج منزلها جعل من موضة هذا البنطال تنتقل تلقائيا للشباب الذين قاموا بدورهم بتطويره ليصبح طيحني و لاحقني و مسميات غريبة ما أنزل الله بها من سلطان بالإضافة لظهور بل و تطور قصات شعر مخيفة أسموها كدش و هذه لوحدة قصة تحتاج لتحليل و مشكلة تحتاج لبحث و حل سريعين .. هنا نتوقف عن الملبس فالحديث عنه يندى له الجبين، و سوف نتحدث عن السلوكيات العامة و علاقتها بالمدنية أو بالأحرى بالجهل المطور إن صح التعبير، ففي السابق كانت هناك بعض التصرفات الخاطئة التي يمارسها بعض أبناء الجيل السابق كالمعاكسات و العبث بالمرافق العامة من كتابات و إشارات منبوذة .. لكن تلك الممارسات أصبحت غير مناسبة و لا تتماشى و التطور الموجود اليوم من خلال الصورة المعلوماتية و التقدم التقني الهائل الذي يحتاج لمواكبة و متابعة .. المعاكسات في الأسواق أصبحت بدائية جدا لذا تم ابدالها بالمعاكسات المرئية ، فلا خوف من مقابلة الشخصية اليوم بل و ممارسة أبشع الجرائم من خلال شاشة صغيرة يظن صاحبها أن لا رقيب و لا حسيب عليه حين يقدم على أمر كهذا ، و التطور أيضا نقل المعاكسات الهاتفية و إلقاء الأرقام إلى لقاءات هاتفية من خلال برامج المحادثة المكتوبة و المرئية بل و الصوتية التي يوفرها مزودي الخدمة و المبرمجين للمستخدمين بشكل مجاني ، هذا لا يعيب هذه البرامج فهي لم توجد لهذا الغرض من المحادثات لكن المشكلة تكمن فيمن يستخدم هذه التقنية المباحة الأصل ليجعل منها وسيلة لأغراض لا يختلف اثنان على تحريمها شرعا و توجب العقوبة الدنيوية قبل الأخروية لما يترتب عليها من فضح الأسرار و نشر الرذيلة بين أبناء المجتمع الذي يفترض به أن يكون مسلما ملتزما مستقيما . ما يثير دهشتي و ما يثير استغرابي هو التبجح الواضح و الفخر الكبير لفتى أو فتاة يعرض ما لا يجب عرضه من خلال هذه البرامج ليقول لكل من يستخدم هذه التطبيقات بأن ينظروا لما لا يجب النظر إليه بكل ثقة و تجبر .. ما الفائدة التي يحصل عليها أمثال هؤلاء من نشر هكذا أمور ؟
حري بالمجتمع أن يعي و يعقل المخاطر التي تظهر من داخله قبل أن يحذر من الأخطار التي تحيط به .. فكما تقول جدتي رحمها الله ( اللي علته من حشاه من وين يلقى العافية ) ، نسأل الله العافية و حسن الخاتمة.
جديد الموقع
- 2024-04-29 حققوا المركز الأول على مستوى المملكة كأعلى تسجيل للطلاب طلاب "تعليم الرياض" يفوزون بـ13 ميدالية في أولمبياد "أذكى"
- 2024-04-29 جمعية العمران الخيرية بالاحساء للخدمات الاجتماعية تحظى بتكريم مرموق من مركز الملك عبد العزيز للتواصل الحضاري .
- 2024-04-29 مبادرة خطوة قبل الشكوى تبدأ فعالياتها بتأهيل اناث الدمام
- 2024-04-29 افراح الشبيب والعبدالسلام في قاعة الفارس بالاحساء
- 2024-04-28 الحاج معتوق الهدلق.. سيرة عاطرة
- 2024-04-28 بين لججِ الشك وفِخاخِ الغواية في ديوان (قبل التيه برقصة)
- 2024-04-27 أفراح سادة المكي بالمبرز تهانينا
- 2024-04-27 نادي أطياف يحتفي ب"قبل التيه برقصة"
- 2024-04-27 صدور الكتاب الرابع عشر لـ عدنان أحمد الحاجي
- 2024-04-26 الوائلي.. في أوج العلم والثقافة والأخلاق
تعليقات
عبدالمنعم بن جاسم
2012-11-08للأسف هذا ما وصلنا إليه نتيجة غياب القيم المجتمعية و مراقبة الأبناء حيث أصبح المراهق منهم لا يتقيد بالمبادئ و القيم سوى في البيت و أمام ناظري الوالدين و إذا خرج للشارع ألقى بتلك القيم عرض الجدار و أصبح الواحد منهم يتلقى المعارف و الأمور السيئة مما يستقبله جهازه الجوال و ليس ما يتلقاه من منابر العلم و المعرفة
نفست عن هم..رحم الله والديك
2012-11-08كلمة شكرا قليلة في حقك على هذه الكلمات أتعلم لم؟ لأنه لم يعد أحد يتكلم للاسف وربما ترك الحبل مرخيا حتى داخل البيت وأريد أن أشير لبعض المخاطر التربوية : 1- المسلسل الخليجي كغيره والمسرح تطاير بعيدا عن الحياء وعليه..بناتنا أول سهم وأخطر سهم . 2- الافلام التركية واخواتها..والرعب ومثلها لا تبرر بتعلم اللغة وكأن لا يوجد إلا هذه الافلام الحيوانية :عداء وشهوة 3- الرسوم المتحركة..والآباء والأمهات في غفلة تامة وتغافل أتم. إن السكوت تلو السكوت..هو السقوط المحقق لكافة الاعمار من أطفال-شباب...قبر .
يمكن أن نعالجه
2012-11-09عند المسلمين خلطة عجيبة فعالة تستطيع أن تعالج هذه الاخطاء وتبعد عن نفسها المخاطر..جاء الاسلام بها و أكدها وبين اسرارها لهم وهي البناء الاسري..أيها الانسان المسلم ابدأ بنفسك ثم بمن حولك.. ستجد العالم قد رفع رأسه لينظر إليك !
أين أجد اسرار هذه الخلطة؟
2012-11-09ولكن..عليكم أن تطلبوا أسرار هذه الخلطة من معين صافي..وهم القرآن وأهل البيت عليهم السلام . في الرواية عن أبي جعفر عليه السلام : "...ومن أتى آل محمّد ( صلى الله عليه وآله ) أتى عيناً صافية تجري بعلم الله ، ليس لها نفاد ولا انقطاع ..."