2021/06/30 | 0 | 2068
أما آن أوان إكرام النخلة
ها قد أقبل موسم حصاد النخيل بالتباشير والفرحة بعد عام زراعي خلف الاشتياق لثمار هذه النخلة التي باركها النبي ص حين وفد سفراء عبدالقيس لإعلان اسلامهم عام الوفود ، وكان أعظم اهداء لأعظم مكرم هو ثمرات هذه المنطقة التي تعبر عن أصالتها ومقاومتها لكل محن التغير المناخي والبيئي وكأنه اعلان مستبق للثبات على منهج الدين الحنيف .
الكل منا يشتاق للرطب في وقته ويلتذ بتنوع أصنافه فما أن يبدر بشرى صنف جديد حتى تتهافت الانفس نحو استذواقه وتنصب الرغبة في شراءه مهما بلغ من ثمن ، تقديراً لهذه البركة التي امتدحها القرآن الكريم في خطاب المولى عز وجل للسيدة الجليلة مريم المقدسة (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا ) فالأمر بجني الرطب بعد عناء مخاض الولادة له دلالات واضحة بقيمة هذا الرطب بل وبركته ، كما أن الاحاديث المستفيضة بالوصاية لثمار هذه النبته مستفيضة وقد أقتصر على بعضها :
- عن أبي عبد الله عليه السلام قال استوصوا بعمتكم النخلة خيرا فإنها خلقت من طينة آدم الا ترون انه ليس شئ من الشجر يلقح غيرها . جامع أحاديث الشيعة للبروجردي
- قول رسول الله صلى الله عليه وآله نعم المال النخل الراسخات في الوحل المطعمات في المحل بعد توضيح الفقرات وفي حديث آخر أكرموا النخلة فإنها عمتكم
ولن أسهب المقال في فضائل هذه الشجرة المباركة التي عاضدتها الثقة مصادر التشريع مجتمعة ولكن خطابي لأهل النخلة وما حل من ظلامة واضحة بل وترقى لمستوى المؤامرة على خيراتها عبر قلب الموازين والتفريط بالنعم ففي الوقت الذي يتفنن البعض في الصرف والبذخ على صنوف الحلويات التي مما لا شك فيه أن لها أثر واضح في التدهور الصحي العام وتدني الفائدة والمنفعة بل ما تخلفه من آثار مرضية مزمنة ، كل ذلك تلازم مع هجران لثمار النخلة وتغييبها قصراً عن موقعها الطبيعي بل ومكانتها اللازمة .
إن لم يدرك أهل وحاضنة هذه الشجرة أهميتها ويسعوا لتعزيز مكانتها فسوف نمعن أكثر في التفريط وسينعكس ذلك على كل موازين الحياة ولا أعني الاهتمام برفع سعرها وانما بتعزيز تداولها وذلك بتكريس مباشرتها والتغذية منها وادخالها كجزيء أصيل في تنشئة الاجيال القادمة كما كنا من قبل .
ولنبدأ بمرحلة الانشاء ، حيث أجبرت الامانة كل صاحب بناء باستزراع الاشجار كشرط أساسي ، ولعل النخلة أوفر الاشجار موائمة لظروف وبيئة الاحساء والتي ارتبطت تاريخياً بهذه الشجرة كما أن فوائدها لا تقتصر على الثمر بل كل ما فيها بركة من لحاء وجذع وكرب وطلح وسعف اضافة الى قلة مخلفاتها ويطفوا على ذلك جمالها البراق صغيرة كانت أم كبيرة .
ثم ننتقل لثقافة التعامل مع هذه الشجرة فمواسمها قليلة مما يضفي الاستمتاع بجمالها لأطول مدة ممكنة مما يورث حسن الصحبة وينقش الذكريات المتعددة . بعد ذلك نصل الى تعزيز ثقافة ثمارها وهذا هو لب المقال.
التاريخ يخبرنا بأن التمر هو علامة الأمن الغذائي الاول لكل الشعوب فلن يجوع قوم اعتمدوا مصادر بلدهم الغذائية كما أنه لا يوجد ثمر يحمل ذات القيمة والتحمل كما تحمله ثمرة النخلة فلا تحتاج تبريد او تدفئة وتسطيع مقاومة العوامل الطبيعية لموسم ونصف الموسم أي تأمين كامل من العام للعام القابل دون أي مجهود او قيمة تشغيلية .
بعد ذلك علينا برمجة عاداتنا وفق ثقافتنا الزراعية فاشتراط الضيافة بالرطب او التمر يجب أن تكون أولوية قومية نعتز بها ونعيب المتخلف عنها ، كما أن وجباتنا يجب ان لا تتخلف عن إناء هذه الثمرة كما كان الاولون حيث يعتبرون التمر مع اللبن افطاراً كاملاً لا ينقص من واجبه شيء اضافة الى تعزيز فنون الصناعة في مشتقات التمر والتي تطورت بالآونة الأخيرة حتى تعددت وتنوعت .
نستطيع دون كلل او ملل أن نقفز بمنتوجنا القومي للعالمية بسواعد شبابنا وهمة وتشجيع رجالنا ونسائنا ولم لا ، فالتقدم رهن الطموح ولعلنا نعيش نهضة جديدة تعتمد الرؤية من لدن الشباب فاستفيقوا من كل هذا السبات ايها الشباب وسابقوا الامم بحضارتكم وإرثكم كما سابقتموهم بقيمكم ونجحتم وعززوا ثقافتكم بمقوماتها تفلحوا.
جديد الموقع
- 2024-05-18 إيماءات الأطفال، وماذا تعني
- 2024-05-18 أفراح سادة آل سلمان "الكاظم "و العلي " تهانينا
- 2024-05-18 الشاعران بيلا والحرز في منتجع ماربيا
- 2024-05-18 قاسم العبدالسلام عريسا في الدانة البيضاء بالاحساء
- 2024-05-18 التمار والحسان تحتفل بزواج ابنيها " علي وحيدر "
- 2024-05-18 قطوف دانية من كلام الإمام الرضا (عليه السلام)
- 2024-05-18 مشهد الطروبة "في ذكرى مولد المولى أبو الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام"
- 2024-05-17 (نادي ابن عساكر) يستضيف الباحث (المطلق) في فعالية (الآراء التاريخية الشاذة)
- 2024-05-17 أفراح الجزيري تهانينا
- 2024-05-17 الكتاب الذي ينسيك أنك تقرأ