2013/04/12 | 4 | 7363
رحمك الله يا شيخنا الفضلي
فلقد تربى الشيخ الفضلي ــ رحمه الله ــ في أحضان الحوزة العلمية في النجف الأشرف، وتتلمذ على يد كبار علمائها آنذاك (كالسيد محسن الحكيم، والسيد أبو القاسم الخوئي، والشهيد السيد محمد باقر الصدر، والشيخ محمد رضا المظفر، والسيد محمد تقي الحكيم وغيرهم)، وكانت تربطه بالشهيد الصدر علاقة خاصة ومميزة يعرفها كل من اطلع على الرسائل التي بينه وبين السيد الشهيد بعد هجرته من النجف، والتي تدل على المكانة الرفيعة التي كانت للشيخ الفضلي عند الشهيد الصدر.
ورغم ما تميز به الشيخ ــ رحمه الله ــ في الحوزة العلمية، إلا أنه لم يكتفي فقط بدراسة وتدريس العلوم الحوزوية كما هو شأن الكثير من العلماء وطلبة العلوم الدينية، بل اجتمعت فيه من الخصال التي لم تجتمع لغيره من الشخصيات العلمية الأخرى بالمنطقة، فهو بالإضافة إلى دراسته وتدريسه في الحوزة العلمية بالنجف الأشرف؛ واصل دراسته الأكاديمية وتنقل من أجل ذلك بين عدة جامعات للدراسة والتدريس، فمن جامعة أصول الفقه في النجف الأشرف حيث درس البكالوريوس، إلى جامعة بغداد حيث درس الماجستير في اللغة العربية، إلى القاهرة حيث درس الدكتوراه، إلى مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية حيث مارس التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز ورأس قسم اللغة العربية فيها، إلى لندن حيث مارس التدريس بالجامعة العالمية للعلوم الإسلامية.
ولم يقتصر دور ونشاط الشيخ ــ رحمه الله ــ في مجال الدراسة والتدريس الحوزوي والأكاديمي فحسب، بل نجده قد ساهم في تجديد وإصلاح المناهج الحوزوية من خلال تأليف وإعداد العديد من الكتب منها: (كتاب مذكرة المنطق، خلاصة المنطق، خلاصة علم الكلام، أصول البحث، أصول تحقيق التراث، أصول الحديث، أصول علم الرجال، تاريخ التشريع الإسلامي، مبادئ علم الفقه، ودروس في فقه الإمامية)، وغيرها من الكتب والمؤلفات في الفكر الإسلامي وفي علوم اللغة العربية.
ومن يطلع على كتب الشيخ الفضلي يعرف كيف استطاع ــ رحمه الله ــ أن يزاوج ويكامل بين العلوم الحوزوية والأكاديمية، فكتابته للمناهج كانت عبارة عن ولادة لمزاوجة تمت بين تجربته الحوزوية والأكاديمية؛ حيث أسهم في تحقيق التكامل المعرفي بين الحوزة والجامعة، وهذه السمة نجدها واضحة أيضاً في دروسه في الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية، وفي ندواته ومحاضراته.
إضافة إلى ذلك كله، فقد اتسم شيخنا الفضلي ــ رحمه الله ــ بالأخلاق العملية العالية على المستوى السلوكي، فكل من عرفه يذكر له ذلك، وقد برزت هذه السمة أكثر عندما تعرض لحملات التسقيط بسبب موقفه الإيجابي من مرجعية السيد محمد حسين فضل الله ــ رحمه الله ــ حيث ترفع عن الرد أو المواجهة ولم تصدر منه أي كلمة أو تصريح أو تدخل في أي صراع.
فرحمك الله يا شيخنا الفضلي وأسكنك فسيح جناته، فمن مثلك نتعلم كيف نكون حريصين على تحصيل العلم والمعرفة، ومن مثلك نتعلم كيف نعمل بهدوء وصمت، ومن مثلك نتعلم كيف نتجنب الصراعات.
جديد الموقع
- 2024-10-31 العمل الفردي ومعضلة الاستمرارية.
- 2024-10-31 دع الكتب تمضي
- 2024-10-31 يعيشون بيننا - الأستاذ المرحوم أحمد الحبابي
- 2024-10-31 تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد
- 2024-10-31 قراءة في ديوان الشاعر محمد الحرز ( مشّاؤون بأنفاس الغزلان) -تمثيل وتشخيص وترجمة سرديّة وأمثولات رمزية وتوغُل في صميم التجريب.
- 2024-10-31 جمعية أدباء بالاحساء تعقد جلسة أنسها الأدبية الثامنة
- 2024-10-31 الروضة بالاحساء ينظم برنامج كبارنا معلمو الحياة
- 2024-10-31 متلازمة القلب المنكسر؟ - ومسائل انفعالية أخرى
- 2024-10-30 الكتاب المسموع منافس أم مكمل؟
- 2024-10-30 مفارقة اللذة
تعليقات
ابن الاحساء
2013-04-13استاذنا العزيز سلمان كل موضوع لك يتسم بالصدق وبالموضوعية رشفات قلمك تبلسم الجروح فهنيئا بهذا اليراع الذي ينضب عطاءا وينير العقول زدنا ازادكم الله بعلمه وتوفيقه
عين السيح
2013-04-14بموت الدكتور الفضلي اعرفنا صديقنا من عدونا كل من التزم بالصمت ولم يشارك ببيان او العزاء عليه علامة استفهام
بو حسن
2013-04-14حسدوك الملا وفضّلك اللَهُ** بما فُضِّلَت به النجباء نعم يا استذنا سلمان اتضحت الحقائق وتحضرم الحاسدون فالشيخ الفضلي نبراس وفقيه رسم لنا معنى العلم تحية لقلمك
شيعي ضد المندسين
2013-04-15(وقد برزت هذه السمة أكثر عندما تعرض لحملات التسقيط بسبب موقفه الإيجابي من مرجعية السيد محمد حسين فضل الله ــ رحمه الله ــ حيث ترفع عن الرد أو المواجهة ولم تصدر منه أي كلمة أو تصريح أو تدخل في أي صراع) وشدخل هل الكلام باثارة الناس ياكاتب ؟؟؟؟ محاولة فاشله من شخص يحب الهجوم على غيره ولا يرضى الهجوم على نهج مقلدة - رحمه الله - يا كاتب ترحم على المراجع المتوفين كما تترحم على مقلدك