2025/12/05 | 0 | 623
(هكذا يُحْجَزُ لكَ مكانٌ في سماءِ النجوم)
كقياسِ منطقٍ صوريٍّ لا نَفْعَ فيه
كنتائجِهِ المضمَّنةِ في المقدمات
كضحالةِ أطروحاتِهِ في الكثيرِ مِنْ مطالبِه
كالتواءاتِهِ التي تجعلُ السطحيَّ عميقاً كما يُخَيَّلُ إليك
لتكونَ أنتَ ضحيَّةَ خدعةِ شكلانيَّتِهِ المفرطة
تظنُّ أنَّ فكْرَكَ صارَ معصوماً مِنَ الخطأِ بفضلِها
صار صائباً لمجرَّدِ طَنْطَنَتِكَ بها
بمطالبِها التي لَمْ تكنْ سوى وليدةِ سياقِ اللامعقول
لم تكنْ سوى حاشيةٍ على متونِ حُسْبانِيَّةِ تحاولُ ترشيدَها
ولذلكَ هي تحملُ شيئاً مِنْ سذاجتِها
هكذا هو طبْعُ السياقِ الذي يكونُ فاعلاً مؤثِّراً في الغالب
مثلما أثَّرَ عليكَ بعضُ النظْمِ الشِّعْريِّ الذي لَمْ يتجاوز السطح
أثَّرتْ عليكَ المباشرةُ العوراءُ لدى بعضِ المحسوبينَ على الشعراء
المباشرةُ العوراءُ المكتفيةُ بإبلاغيَّتِها
بدلالتِها الاستعماليَّةِ الأولى التي لا تتعدَّاها
بالمباشرةِ الخطابيَّةِ العوراءِ كنتَ مهموماً
حتى رحتَ تُنتجُ نصّاً يشمئزُّ منهُ الذوق
نصّاً يَتقصَّدُ الغموضَ غيرَ العفويِّ غيرَ المُنتِج
بهِ تَظُنُّ أنَّكَ فررتَ مِنْ عيبِ المباشرةِ العوراء
إلا أنَّكَ فررتَ مِنْ شيءٍ وقعتَ فيه
فالمباشرةُ العوراءُ والغموضُ كلاهما يلتقيانِ في منطقةِ القُبْح
كلاهما يجعلانِ النصَّ مرذولاً لا لسانَ دهرٍ يُنشدُهُ أو يرويه
فلا فرقَ بينَ الغموضِ غيرِ المنتجِ وبينَ الخطابيَّةِ الضحلة
هما مِنْ سِنْخِ المباشرةِ العوراءِ لو تأمَّلت
فأنتَ مباشرتُكَ في إفهامِ المتلقِّي بنوعِ مباشرتِك
بجعلِهِ يستشعرُ غموضَ نصِّك
يَفهمُ أنَّ نصَّكَ لا هدفَ له سوى افتعالِ الغموض
يَفهمُ أنَّ نصَّكَ زمهريرُ غموضٍ، وقد فَهِم َذلكَ منك
فَهِمَ حقيقةَ أسلوبِكَ بشكلٍ مباشرٍ مِنْ دونِ تدخُّلٍ مِنْ أحد
مِنْ دونِ تصنيفٍ أو توصيفٍ مِنَ الخارجِ، مِنْ دونِ إشارة
هذا هو عمادُ وظيفةِ غموضِ نصِّك
هذا هو لو حاولتَ فهْمَ نفسِك
وأمَّا مَنْ ناوأتَهُ فقد كان الإبلاغُ نوعَ مباشرتهِ ليس غير
أرأيتَ كيف صرتَ حاشيةً على متنِ مَنْ رَدَدْتَ عليه
مثلما كان المنطقُ الصوريُّ حاشيةً على متونِ حُسْبَانِيَّةٍ كان لها طنينٌ ورنين
هكذا أنتَ تُقابلُ نصّاً ميْتاً بنصِّكَ الذي هو أكثرُ موتاً منه
تردُّ العيبَ بالعيبِ وتحسبُ أنَّكَ بلغتَ أوجَ الإبداع
تدفعُكَ المراهقةُ المتأخِّرةُ أو المُسْتَصْحَبَةُ إلى إلقاءِ نفسِكَ في وحلِ ردودِ أفعال
ردودِ أفعالٍ طائشةٍ تُنهيك
ما هكذا تُورَدُ يا سعدُ الإبل
كُنْ حاذقاً حتى تَصِل
حتى يكونَ نصُّكَ مِمَّا يُنشدُهُ الدهرُ ومِمَّا يرويه
ليكُنِ المعنى الدلاليُّ الأوَّلُ قارّاً في نصِّك
وليكُنْ حاضناً لدلالاتٍ سيَّالة
فبالمعنى الأوَّلِ نشوةٌ عامَّةٌ تأسرُ القلوبَ كُلَّها
تشدُّ المتلقين إليهِ على اختلافاتِ مستوياتِهم
وبدلالاتِهِ الأخرى يحيا نصُّكَ حياةً ثانية
يَسلبُ النومَ مِنْ عيونِ الساهرين عليه
يُمتعُهم مثلما أمتعَ المعنى الأوَّلُ الجميع
هكذا يَخْلدُ نصُّكَ، هكذا يبقى، هكذا يدوم
هكذا يُحْجَزُ لكَ مكانٌ في سماءِ النجوم.
جديد الموقع
- 2025-12-28 تكريم العبدرب الرضاء نظير جهوده 3 سنوات مشرفاً لخدمات المرضى للقطاع الشرقي التابع لتجمع الأحساء الصحي
- 2025-12-28 165 متبرعاً يختتمون حملة "عطاء الفضول" للتبرع بالدم
- 2025-12-28 بين الكتب والخبز
- 2025-12-28 (الرحلات الآمنة) بمستشفى الملك عبدالعزيز بالأحساء
- 2025-12-28 الجلطات الدماغية بمستشفى الملك عبدالعزيز بالأحساء
- 2025-12-28 إطلاق خدمة تصوير الرنين المغناطيسي للأجنة بمستشفى الولادة والأطفال ببريدة
- 2025-12-27 جمعة وفاء وتقدير في ضيافة جمعية البر مركز المطيرفي
- 2025-12-27 العالم الرقمي و خصوصيتنا
- 2025-12-27 المهندس "المطر" يدشّن حملة التبرع بالدم في مركز صحي الفضول والختام اليوم السبت
- 2025-12-27 د.نسيبة أحمد أخصائية الجلدية بمستشفيات الحمادي: ضرورة شرب الماء الكافي وتناول الأطعمة الصحية واستخدام أجهزة الترطيب في الشتاء