2025/09/02 | 0 | 514
لماذا يغيب النقد التقويمي في الفعاليات؟
مجتمع الأدب بشكل عام والأدباء من أكثر المجتمعات احتفاء برموزه وعناصره، ويتفاوت هذا الاحتفاء بحسب مكانة المحتفي أو المحتفى به ، وكثيرا ما ينطلق الهمس والنبز واللمز لهذه الفعاليات بسبب مبالغة المحتفين بالاحتفاء، والتفخيم الذي يمارسه بعض الناشطين في هذا المجال ، وبحسب متابعتي أيضا – وكوني أحد الناشطين في المشهد- أجد أنه يصاحب الأماسي الأدبية الشعرية والسردية والنقدية أيضا حالة من حالات الاحتفاء بالمنجز، والاكتفاء بجانب واحد وشكل واحد من النقد وهو النقد الإيجابي، أو ما نعبر عنه بالتقريظي، ويصب النقد والمداخلات والتعليقات في برامج الأمسية أو الفعالية الأدبية في هذا الحقل .
وأعتقد بأن الأسباب تتفاوت في ذلك بين ما هو عرف، وبين ما هو معقول بلحاظ الظرف والفرصة، وهو داخل في مقولة " لكل مقام مقال "، ولا يمكن اعتبار هذه الظاهرة في حد ذاتها سلبية دون النظر للمعطيات والظروف المحيطة بكل أمسية على حدة .
وهنا سأحاول التوغل في فهم ومعرفة واستنتاج هذه الظاهرة والنظر في ما وراءها وما يمكن أن يقال فيه :
١- إذا كان النقد التقريظي منطبقا على الحالة والتجربة والنص فلا غضاضة في إبراز إيجابيات أي عمل أو نص طالما تم الالتزام بالموضوعية في هذا الأمر.
٢- في الغالب تعقد الفعاليات بشكل مسبق للاحتفاء والتدشين، فلا يكون من المناسب خدش هذه الحالة بأمر آخر لم يكن معدا له، أو معلنا عنه ، وفي هذه الحالة سيكون النقد التقويمي مستهجنا أو غير مناسب لا زمانا ولا توقيتا ولا أسلوبا، بل ينجم عنه بعض من الحزازات والإحن والتجاذبات السلبية ، لذلك يحجم عنه ، وقد تخلق حالة جدل تخرج المناسبة عما أعدت له.
٣- ليس المقصود بإقامة النقد التقويمي على الملأ إعلان نتائج مسابقة، وتبرير فوز نص على آخر، أو تفضيل شاعر على آخر حتى تتم فيه الأمور وفق منهج واضح وشفافية وصراحة في المتناول، والظريف أن هذا لا يحصل في مظانه مثل المسابقات على الأغلب، بل ما يحصل في المسابقات هو العكس وهو تبرير للفوز، وليس للإخفاق، وإن كان هذا حاصل فليس بالغالب.
٤- النقد التقويمي ينبغي أن يتم في مظانه ، بين الناقد والشاعر ، أو في ورش النقد التي يكون غرضها التقويم والتعليم وليس التشهير ، وهذا النوع أحسب بأنه يحدث بشكل غير معلن غالبا، أما ورش النقد فيبدو بأنها عزيزة ونادرة ندرة الكبريت الأحمر، ولا أعتقد بأن تلك الأسباب المذكورة مبررات كافية لكننا بصدد فهم وتوضيح الحالة لا بصدد علاجها كما سيأتي لاحقا.
٥- أغلب الذين ينادون بالنقد التقويمي في الاحتفالات قد لا يرتضونه فيما لو وجه النقد لهم أو لنصوصهم، فطرف كبير من هذه المطالبات تقع في حيز غير جديّ أو مجدٍ .
٦- هناك طرف منطقي من هذه المطالبات حاصل في عدد من الاحتفاءات المبالغ فيها بالنصوص أو الأشخاص، وهنا نتفهم هذه المطالبة في خفض هذا الصدى ، فكم هو مستهجن أن تتحول الفعاليات لقاعة من التصفيق والتمجيد الزائد عن حده ، أو ضرب من ضروب التطبيل وتصنيم بعض الأشخاص.
٧- غياب النقد التقويمي عن الفعاليات في الفترات الماضية يجعل من التطرق له حالة مربكة لمجتمع اعتاد الاحتفاء ومواكبة المناسبات الأدبية برومانسية مفرطة ، وهذه الحالة السلبية قد تخلق بل خلقت سكوتا عن أخطاء كبيرة وممارسات أدبية لها أثرها السلبي في جعل النقد التقويمي أشبه ب"التابو" والدخول في المنطقة المحرمة .
٨- بعض الإحجام عن الوغول في النقد التقويمي سببه الرغبة في حماية الناقد قانونيا من الملاحقة والدخول في بعض القضايا ، وهذا يقودنا لأزمة الثقة في النقد ، وكذلك النظر فيما قد يعتبر تصفية للحسابات الشخصية .
وأخير أقول إن وجود هذه الظاهرة ينبغي أن يفهم ويقترن بالتوازن في خلق حالتين متقابلتين تكمل إحداهما الأخرى، ويفترض التزام الموضوعية في التقريظ وفي النقد التقويمي حال غياب الحالتين وحضور إحداهما أو حضورهما معا .
جديد الموقع
- 2025-12-28 تكريم العبدرب الرضاء نظير جهوده 3 سنوات مشرفاً لخدمات المرضى للقطاع الشرقي التابع لتجمع الأحساء الصحي
- 2025-12-28 165 متبرعاً يختتمون حملة "عطاء الفضول" للتبرع بالدم
- 2025-12-28 بين الكتب والخبز
- 2025-12-28 (الرحلات الآمنة) بمستشفى الملك عبدالعزيز بالأحساء
- 2025-12-28 الجلطات الدماغية بمستشفى الملك عبدالعزيز بالأحساء
- 2025-12-28 إطلاق خدمة تصوير الرنين المغناطيسي للأجنة بمستشفى الولادة والأطفال ببريدة
- 2025-12-27 جمعة وفاء وتقدير في ضيافة جمعية البر مركز المطيرفي
- 2025-12-27 العالم الرقمي و خصوصيتنا
- 2025-12-27 المهندس "المطر" يدشّن حملة التبرع بالدم في مركز صحي الفضول والختام اليوم السبت
- 2025-12-27 د.نسيبة أحمد أخصائية الجلدية بمستشفيات الحمادي: ضرورة شرب الماء الكافي وتناول الأطعمة الصحية واستخدام أجهزة الترطيب في الشتاء