2025/07/31 | 0 | 1297
"أصدقاء عبر الزمن" لعبدالله الجاسم
من سفْره الضخم (شخصيات عاصرتها) والذي دوّن فيه أسمى مظاهر الأخوة والصداقة، مستعرضاً بجلاء شريطاً من ذكرياته مع أصدقاء عاصرهم، ينتقل الباحث الأستاذ عبدالله الجاسم بذات الأريحية وهو المسكون بهذه الألفة الطيبة، إلى تأليف وتغليف باقة جديدة من جزئين اسمها (أصدقاء عبر الزمن) وهو إصداره الأخير الذي ضم فيه ورود أصدقائه المتناثرين على أرضية روحه، مدركاً أن الصداقة ليست مجرد ممر يفضي إلى غرض نفعي وانتهى الأمر، وإنما يتجاوز ذلك كله إلى كونها حياة موازية للحياة، تتسم بذكريات جميلة وتجارب مشتركة تعزز الرابطة الوثيقة وتجدد عمر اللحظات، وتجلو غشاوة الأفكار، كما أنها تطلي سياج الزمن بطلاء السعادة، أنسا بالقرب من الأحبة، عند لقائهم، وحنينا إليهم عند غيابهم.
من يعرف الأستاذ عبدالله الجاسم عن قرب، يدرك محورية هذا الاسم في نسج العلاقات ومد جسور الوصل بين كل فئات المجتمع، فعلى صعيد رجال الدين له القدح المعلى تواصلا ومعرفة ومشاركة في الأحداث المختلفة، وعلى صعيد المثقفين له قصب السبق وصلا وألفة، وكذلك هو على الصعيد الفني، والاجتماعي، والأدبي، والرياضي، والطبي، إذ لا يكاد يفقده مجلس يضم نخبة تتداول علماً أو فكراً أو أدبا، أما على صعيد البحث في التراث والتاريخ فذلك ميدانه الذي ينطلق فيه حصانا عربيا أصيلا.
لذلك جاء كتابه (أصدقاء عبر الزمن) مرآة لحياته الواقعية، وحينما يقول عبر الزمن، فهو لا يغفل عن تدوين سيرة حتى أصدقائه القدامى الراحلين منهم، كما أنه لا يقتصر على زمنه الحالي فقط، فهو يفترض أنهم أصدقاء العمر كله.
يبوّب (أبو محسن) الجزء الأول من كتابه بعبارة تفضح روحه الريانة بقيم النبل والمشبعة بعشق الأصدقاء بعبارة تقول (تمر السنوات وتبقى الصداقة أرقى العلاقات في حياة الإنسان، فليس هناك أجمل من صديق بنكهة أخ) وهنا تلمس الحميمية ودفء الأنفاس، وكأن حروفه مغمسة في عبير وجدانه الذي يفوح بعطر الوفاء دائما، وذلك ما عبّر عنه صراحة في مقدمة الكتاب بقوله (وهذا ما دفعني لكتابة هذا الكتاب الذي أوضح فيه شيم الأصدقاء الذين التقيت بهم في حياتي، وجسدوا معنى الصداقة الحقيقية، فكان من الواجب عليّ أن أشير إلى ذلك تعظيما لهؤلاء وأخلاقهم وتخليدا لذكرى من مات منهم والإشادة بفضائل من بارك الله في عمره على قيد الحياة) وأحسب أن من يقرأ هذا المقطع يدرك المحرك الحقيقي للكتابة وهو الوفاء الذي يرى أن القيام به يصل إلى حد الوجوب، ويا لعظمة هذه الروح المحبة والتواقة لكل ما هو أصيل ونبيل!!
الملفت في كتاب العزيز (بو محسن) هو تقسيمه لفصول الكتاب بشكل لافت وذكي حيث قسّم الأصدقاء إلى عدة فئات (أصدقاء الأسر والعوائل، أصدقاء جامع الإمام الحسين، أصدقاء الكتّاب والمؤلفين، أصدقاء الملتقيات الثقافية، أصدقاء العمل...) ولا يكتفي بذكر السيرة كما وردت من أي صديق، إنما يسبقها بمقدمة عنه يضفي عليها من نكهته الخاصة، وما يعنيه ذلك الصديق في نفسه وكيف وأين ومتى تعرف عليه، مطوقا كل ذلك بما قيل وما كتب عنه ومدونا ما أجري معه من حوارات، وكم أنا محظوظ أن جعلني صاحب (أصدقاء عبر الزمن) ضمن أوراق هذه الشجرة الوارفة، والتي تخضر عبر الزمن برعايته ومحبته ـ أطال الله عمره في خير وسلام وحب ـ .
جديد الموقع
- 2025-12-29 ارتفاع ملفت في وفيات النوبات القلبية خلال موسم الأعياد ورأس السنة
- 2025-12-29 ارتفاع ملفت في وفيات النوبات القلبية خلال موسم الأعياد ورأس السنة
- 2025-12-28 تكريم العبدرب الرضاء نظير جهوده 3 سنوات مشرفاً لخدمات المرضى للقطاع الشرقي التابع لتجمع الأحساء الصحي
- 2025-12-28 165 متبرعاً يختتمون حملة "عطاء الفضول" للتبرع بالدم
- 2025-12-28 بين الكتب والخبز
- 2025-12-28 (الرحلات الآمنة) بمستشفى الملك عبدالعزيز بالأحساء
- 2025-12-28 الجلطات الدماغية بمستشفى الملك عبدالعزيز بالأحساء
- 2025-12-28 إطلاق خدمة تصوير الرنين المغناطيسي للأجنة بمستشفى الولادة والأطفال ببريدة
- 2025-12-27 جمعة وفاء وتقدير في ضيافة جمعية البر مركز المطيرفي
- 2025-12-27 العالم الرقمي و خصوصيتنا