2017/02/11 | 0 | 2043
العلاقة الأبوية بين الزهراء وأبيها نموذج إسلامي في البر بالوالا نموذج إسلامي في البر بالوا
وأشار سماحته إلى العلاقة الأبوية الحميمة بين السيدة الزهراء وأبيها ، التي عبّر عنها النبي صلّى الله عليه وآله بقوله: (أمي) و (فداك أبوك) فقد كانت عليها السلام تغدق عليه المشاعر العظيمة من الحب والعطف والحنان والرأفة أعظم مما تغدقه الأم على وليدها ، وتقدم له فائق التقدير والاحترام والهيبة والتقديس والتكريم ، وتقدم له خالص الخدمة والرعاية والمتابعة ، ورغم أن النبي صلّى الله عليه وآله تزوج العديد من النساء إلا أنها تحتل المكانة الخاصة من وحي تعاملها المميز للنبي الأكرم صلّى الله عليه وآله ، فقد طبّقت وجسدت القيم الإسلامية في العلاقة الأبوية وقدمت النموذج الإسلامي في بر الوالدين.
وأكد سماحته على الإحسان إلى الوالدين وحسن علاقة الفرد بأبويه ، وأن الله سبحانه وتعالى قرن عبادته بالإحسان إليهما [وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا] {الإسراء:23} وأن رضا الله من رضا الوالدين كما روي عن النبي صلّى الله عليه وآله (من أرضى والديه فقد أرضى الله ومن أسخط والديه فقد أسخط الله) والحذر الشديد من إيذاء الوالدين والإساءة إليهما [فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا] {الإسراء:23} وهذا أقل ما يصدر من الإنسان وهو التأفف والإسلام ينهى عنه
وحذر سماحته من عقوق الوالدين ، وأن هذا الذنب العظيم من الذنوب الكبيرة بنفس وصف الشرك بالله ، كما روي عن النبي صلّى الله عليه وآله قال: (أكبر الكبائر الإشراك بالله وقتل النفس وعقوق الوالدين) ولكن مع شدة هذا التهديد من قبل الشارع لهذا الذنب العظيم توجد معاناة واقعية بسبب التسامح والتهاون وعدم الامتثال للأمر الإلهي بشأن حقوق الوالدين ، فالعديد من الأسر تعاني من واقع الإساءة للوالدين ، العديد من الآباء والأمهات يشتكون من المعاملات السيئة ويوجد الكثير من الوقائع المؤلمة التي تكشف عن قساوة القلوب وتحجرها وجفاف المشاعر ، فقد كشفت بعض الإحصاءات في السعودية وقائع الإساءة للوالدين أكثر من خمسين حالة قتل للوالدين من قبل الأبناء بالخنق والحرق والطعن وغيرها من الأساليب المؤلمة ، فضلاً عن حالات الطرد من البيت والشتم والضرب والإهانة والإيذاء والحبس بدون طعام ، والبعض يوجع بطن أمه أمام زوجته وأسرته ، في الوقت الذي كنا نستغرب سابقاً عندما نسمع أو نشاهد ولداً لا يحترم أباه برفع صوته عليه أو عدم طاعته له ، إذاً نحن نواجه أزمة واقعية وحالة مأساوية بدأت تظهر في مجتمعنا ، ولا نعمم هذه الحالة على الجميع ، فهناك الكثير من الأبناء والبنات يبرون آبائهم وأمهاتهم ، ولكن نخشى أن تتسع هذه الظاهرة وتتفشى في المجتمع ، ولابد من التنبيه والتذكير والتحذير من انتشارها.
وأوعز سماحته أسباب عقوق الوالدين إلى عدة أمور منها سوء التربية بسبب الدلال المفرط للأبناء مما يفقدهم الرجولة والاحترام ويفقد الأب هيبته أمام أبنائه ، وكذلك سوء المعاملة باستخدام الأب العنف الشديد تجاه أبنائه وبناته مما يفرز حالات الحقد والضغينة وقد يتمنون موته ، وكذلك التفرقة بين الأولاد في التعامل خصوصاً إذا كان الأبناء من زوجات متعددة ، وكذلك الانجرار وراء رغبة الزوجة وأهوائها نتيجة التعاطف معها والسعي لإرضائها ولو بالإساءة إلى والديه خصوصاً الأم ، وكذلك فقدان القدوة في بر الوالدين إذا لم يبرا بوالديهما (بروا آبائكم يبركم أبناؤكم).
وحث سماحته على بر الوالدين للأحياء والأموات ، فالبر بالوالدين لا ينحصر بالحياة الدنيا ، فقد ورد عن الإمام الصادق عليه السلام (ما يمنع الرجل منكم أن يبر والديه حيين أو ميتين ، يصلي عنهما ويتصدق عنهما ويحج عنهما ويصوم عنهما) ومن بر الوالدين بعد الوفاة زيارة قبرهما ، ومع الأسف البعض لا يزور قبر والديه لعدة أشهر أو سنوات وهذه تعتبر قطيعة ، بل أن البعض يسكن مع والديه في نفس الحي ولا يزورهما لعدة أشهر بحجة المشاغل ، فهذه قطعاً قطيعة محرمة.
وأكد سماحته على أهمية أعمال البر للوالدين ، فمن يكون قادراً مالياً عليه أن يشارك في بناء وإنشاء أي مشروع خيري أو صدقة أو رعاية المحتاجين ويجعل ثوابه لوالديه فإن فيه الأجر العظيم له ولوالديه ، ومن لا يستطع مالياً عليه بالأعمال المعنوية من تلاوة القرآن والدعاء والزيارة لهما والصلاة والصوم والحج وقضاء الحوائج والإحسان إلى الناس والخدمة في الجوامع والحسينيات والجمعيات الخيرية ويجعل ثواب ذلك لوالديه.
جديد الموقع
- 2025-12-30 (قصيدةُ نثرِكَ بلا لاءاتِ فنائِها)
- 2025-12-29 ارتفاع ملفت في وفيات النوبات القلبية خلال موسم الأعياد ورأس السنة
- 2025-12-29 ارتفاع ملفت في وفيات النوبات القلبية خلال موسم الأعياد ورأس السنة
- 2025-12-28 تكريم العبدرب الرضاء نظير جهوده 3 سنوات مشرفاً لخدمات المرضى للقطاع الشرقي التابع لتجمع الأحساء الصحي
- 2025-12-28 165 متبرعاً يختتمون حملة "عطاء الفضول" للتبرع بالدم
- 2025-12-28 بين الكتب والخبز
- 2025-12-28 (الرحلات الآمنة) بمستشفى الملك عبدالعزيز بالأحساء
- 2025-12-28 الجلطات الدماغية بمستشفى الملك عبدالعزيز بالأحساء
- 2025-12-28 إطلاق خدمة تصوير الرنين المغناطيسي للأجنة بمستشفى الولادة والأطفال ببريدة
- 2025-12-27 جمعة وفاء وتقدير في ضيافة جمعية البر مركز المطيرفي