احنا جيرانه (ص) أهداها الله كفوفه (1)

( سيد أحمد رضا الزيلعي )

في رثاء زوجة ولي الله الأعظم وعزيزة بضعة رسول الله السيدة الطاهرة الوفية أم البنين سلام الله على المصطفى وآله الطاهرين وعليها وبنيها بأفضل الصلاة والسلام

مفاعلْ

المقطوعة الأولى.. فيها حائرٌ حرفي

على ساق عرش الله أرنوا عبايةً

حروف الحسين السبط تحوي حكايةْ(2)

سيوف الفحول الصِيد خاطت عروقها (3)

تعد الحشى في الغيب أوتار آيةْ

بِوُسْعِ السما كانت يداها رحابةً

وعباس منها شاد نهراً و رايةْ

سقته التفاني كأس صبرٍ على السقا

وأوحى عليٌ في كفوفٍ شِرايةْ (4)

لأم البنين الله أهدى كفوفه

فأعطى الهدى كشفاً وأرسي رعايةْ (5)

فأعلى البنين الغر _أمناً_ خيامهم

أبان العدى بدرٌ بلحن الشظايا

المقطوعة الثانية.. حنانيها وسؤْلي...

على عزف فكري أنشدَ الوعي سُؤْلَهُ

تُرى كيف أُحيي من عطائي روايةْ؟

تُرى كيف يبقى القلب وقفاً لطاهرٍ

ويسقي بدوراً يافعاتٍ.. درايةْ؟

ترى كيف يسخو قلب أمٍ بجيشهِ

فتلكمْ شبول الملتقى منك ثايةْ

ترى كيف جُدْتي كل ما حزتهِ سناً * فبعض الوصي كان كوناً.. حمايةً

ترى كيف جُدْتي كل ما حزتهِ سناً

فبعض الوصي منك كان الولايةْ

حنانيك يا رمز الفدا في بقيعنا

نشيد التراب اختال.. "أحوي العطايا"

سأحي لك الأيام ندباً ولوعة

فـ"لا تدعوني" نغمها شاد غايةْ

حنانيك يا روح الفدا ذي هواجسي

يضم البقيع الحيُّ منِّي نهايةْ؟

و يا آية الإيمان جمعي مشتتٌ

فلُمِّي جموعي في سفين الهدايةْ

ويا آية الإيمان حرفي مبعثرٌ

فأروي بحب السبط شعري سجايا

1. كفوف الله عز وجل كناية عن عطائه وركمه كما يقال يد الله في مورد آخر.

2. هنا يصور الشاعر الحسين عليه السلام في مخيلته وكأنه كون قداسة تضم أهل بيت وأنصار ومنهم أم البنين عليها السلام والعباءة رمز للعفة والحجاب الإسلامي الذي أثبت عطاءه السخي في مكانه الصحيح وبالطريقة الصحيحة.

3. فحول هنا ناظرة إلى قول أمير المؤمنين عليه السلام لأخيه والد شهداء الطف عقيل بن أبي طالب عليهم السلام أجمعين "اختر لي امرأت ولدتها الفحول من العرب".

4. هاء الضمير تعود إلى الراية في إشارة إلى أبي الفضل العباس عليه السلام. وشراية انطلاقاً من قوله تعالى في أمير المؤمنين عليه السلام عند مبيته على فراش رسول الله صلى الله عليه وآله "ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله" وكان العباس عليه السلام سر أبيه.

5. كشفاً ناظرة إلى المقولة الشهيرة "يا كاشف الكرب عن وجه أخيك الحسين اكشف كربي بحق أخيك الحسن"