2022/01/17 | 0 | 1492
الشيخ الشواف في إشارات الشيخ الأمير
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه واله وسلم، وبعد
أستمتعنا خلال فترات مضت بتداول مواضيع قيمة يتعلق معظمها بالأحساء تاريخا وأدبا وحضارة وأعلاما، وللإنصاف أقول : لقد أظهرت مثل هذه المجموعات الإلكترونية قدرات وكفاءات في مختلف المجالات العلمية والأدبية وربما لم يكن لنا قنوات للاطلاع على ما لديهم من قدرات وعلم لولا هذه المجموعة ((قروبات الواتس اب )) .
وقد أتفق أن كان موضوع تداولنا للأسبوعين الماضيين الذي طرحه الأستاذ عباس المعيوف (سيرة الشيخ حسين الشواف), الذي اتفق أيضا أن يتزامن طرحه بعد مدة قريبة من ذكرى رحيله الموافق للثاني عشر من شهر جمادى الأول من عام( 1404ه ).
والشيخ حسين الشواف بكلمات هو: الشيخ حسين بن عبد الله بن عيسى بن حسن بن الشيخ حسين بن الشيخ علي بن حمد بن حسن الشواف اّل بن فارس، ولد في عام (1324 ه ), ووالدته – بحسب الأستاذ حسين بن جواد الرمضان - هي : "شريفة بنت علي بن الشيخ عبد الله بن العلامة الشيخ محمد (صاحب قصيدة خير الوصية المتوفي سنة 1240 هجري) بن عبد الله بن حسن الرمضان " واّل بن فارس هم أهل محلة الفوارس التي تحمل اسمهم و تقع في منطقة الرفعة من مدينة الهفوف التاريخية .
ومن أكثر ما شدنا من المداخلات العديدة التي ادلى بها المشاركون الكرام الإشارات التي اتحفنا بها سماحة الشيخ عادل بن علي الأمير من بين تلك المداخلات, الإشارات التي أضفى عليها تمنعه الملاحظ عن تفصيلها من جهة , ومحاولاته الّواذ بالصمت لولا مداخلات و التماسات و أسئلة من شأنها تحريك مثله ما أطلق معه بين هذا التمنع و الّواذ وبين ما أشرت اليه إشارات, هي بلا مبالغة تتكئ على مخزون معان و تنطوي على مفارقات كما يبدو, وحسبنا اشارتاه التاليتان حولها, اللتان أجاب بأحدهما الأستاذ أحمد البقشي الذي كان الح عليه بالاسترسال و التفصيل , فقد أجابه الشيخ الأمير بقوله "بعد الاعتذار لمقام سيد الموحدين علي صلوات الله عليه أيها الحبيب ,ثم منكم أيها الأحبة, ربما أشعر بعد تلك الإشارات التي من شأن دلالاتها تصديقا لمن يجيد وضع النقاط على ما يناسبها من حروف ,بحال يحسن القول بعده : "هيهات هيهات أيها الحبيب ,تلك شقشقة هدرت ثم قرت ",مع فرق بين صاحبها صلوات الله عليه , ومستعيرها الاّن يقل عنه ما بين السماء و الأرض , للمناسبة من المشروع أن يثير هذا التعبير متلق ما ليسأل : وهل فيما نحن فيه ما يفترض أن يثير شقشقة , ما تلوذ عند الإجابة عليه بما في مثل "كليلة و دمنة", وان لم تحسن فلتسكت شهرزاد عن الكلام المباح ,..."
والثانية التي أجاب بها الأستاذ عبد الوهاب الحمد وهو من أصول تنتمي الى النعاثل ملتمس من سماحته المزيد حيث قال :
"شيخنا العزيز أنت تتحدث عن قامة إنسانية، وعلمية لم يصلنا الكثير عنها برغم معايشتنا له في فريج النعاثل .. لذا أتحفنا بما لديك يا شيخ عادل، ولك الشكر".
كل ذلك وغيره جعل تلك الإشارات مما يشبع، ويأجج الفضول معا، ويغري الأقلام الواعدة بورود حمى الشيخ الشواف، الذي شاءت عوامل أن تهمله، أو تمر عليه بعجلة هي أسرع من مرور الكرام بكثير .
واليك أيها المتلقي الكريم جملة الإشارات الأميرية تباعا كما يلي :
1- الإشارة الأولى :
و قد بعث بها لما احسبه من تردد لمسه لدى مداخلي حول علاقة سماحة الشيخ حسين الشواف بالمسجد الكبير في الفوارس, فجاءت إشارات الشيخ الأمير كالتالي : "كان سماحة الشيخ حسين رحمه الله تعالى هو الامام الراتب للمسجد الكبير بمحلة الفوارس ( مسجد بو خمسين لاحقا ) الى أن تعرض لإصابة بالغة في احدى قدميه تصدى سماحة الشيخ باقر رحمه الله تعالى على اثرها لتلك المهمة , وكان ذلك بعد قدوم الشيخ باقر من النجف الأشرف بفترة , وقد بدأت علاقة الشيخ حسين بالمسجد الصغير بمحلة الفوارس – (كما صار يعرف بعد تشييد الكبير فيها , وقد كان يعرف قبل ذلك بمسجد فارس أو اّل بن فارس , ثم عرف فترة بمسجد حمد و هو ممن تصدى لولايته من أبناء العمومة الشواف فترة من تاريخه , وهو أقدم مسجد في الفوارس اذ يبدو أنه المسجد الذي قامت حوله , لذا نسب كما أشرت لجد حمايل اّل بن فارس , ولذلك المسجد هو الأساس لمسجد الشواف القائم في منطقة اليحيى )-كولي له – أي الشيخ حسين – بعد تماثله للشفاء من تلك الإصابة بعد فترة , فقد زوده الشيخ باقر بمستمسكات المسجد , التي كانت صارت فيما يبدو قبل تلك الفترة مما في حوزة الشيخ موسى بوخمسين رحمه الله, وقد أستعرض كتاب "كشكول حول عشيرتي " شيئا حول تاريخ المسجدين , ويبدو أن وضع الفوارس في الفترة التي تناولتموها لم يكن يحتمل إقامة جماعة راتبة في مسجدها الصغير حال اقامتها في مسجدها الكبير الجامع .
ما جعله مفتوحا للصلاة فرادى أو للتعبد الا أن تقام جماعة ما فيه .
و للمناسبة فان سماحة الشيخ حسين الشواف درس و درس بعد تتلمذه الأول في الأحساء في كل من النجف الأشرف و الكاظمية المشرفة , ومما يجدر ذكره أن سماحته ممن أشتغل ضمن اشتغالاته العلمية في النجف الأشرف بتدريس الحكمة بلونها الإحسائي المعروف , متحلي لما عرف عن رواد ذلك اللون من حكمة عملية فضلا عن عمق و اتقان نظري مثل ما يصدر عنهم فيضا من غيض , وهو ما جمعه بسماحة السيد هاشم العلي السلمان والد سماحة السيد محمد علي, ما أشرت اليه في كتابي "ثلاث قامات من بلادي"عند تحليلي لشخصية سماحة السيد محمد علي العلي السلمان رضوان الله عليهم " .
2- الإشارة الثانية :
وقد جاءت إثر مداخلة للأستاذ أحمد البدر جاء فيها : " لم أسمع أن للشيخ حسين الشواف مؤلفات، وانما كان يمتلك مكتبة بها الكثير من الكتب المطبوعة حجرية وطباعة حديثة، وربما لديه بعض المخطوطات .
وكان بعض رجال العلم يستعيرون منها بعض الكتب للاستفادة منها .
وعلى سبيل المثال : استعار الشيخ محمد بن علي البقشي من المكتبة كتاب عدة الداعي ونجاح الساعي للشيخ أحمد بن فهد، وكذلك كتاب أدعية الوباء ورسالة في عدم تقليد الأموات", فقد التقط قلم الشيخ عادل الأمير هذه المداخلة، ليسرد بعض ما يعرفه عن مكتبة الشيخ الشواف، جاء فيها :
"من الروافد المهمة لمكتبة الشيخ حسين الشواف ما تمكن من استفادة من مكتبة أخيه الشيخ عيسى بن عبد الله الشواف , المتوفي سنة 1338 ه , الذي عرف بسعة اطلاعه و كثرة قراءته في مجالات من العلوم المختلفة , و كان لذلك شغوفا بشراء الكتب و اقتنائها , و كان لشدة شغفه بالكتب يستعير النادر منها و ينسخها بخط يده حتى أصبحت لديه مكتبة قيمة و ثمينة , بذل جهودا مضنية في جمعها و المحافظة عليها , وقد ضاع الكثير مما كتبه الشيخ عيسى بعد وفاته المبكرة, خصوصا مع رحيل الشيخ حسين للدراسة في النجف الأشرف , وقد اعتنى سماحته بعد رجوعه بما تبقى من هذه الكتب القيمة ".
3- الإشارة الثالثة :
وجاءت أثر مداخلة للأستاذ أحمد البدر جاء فيها : " أخوه الشيخ عيسى رغم صغره انه توفى وعمره 34 سنة الا انه كان له نشاط علمي كبير، حيث انه كان يراسل الشيخ محمد العيثان واستشاره في فكرة تأليف كتاب عن كرامات أهل البيت عليهم السلام .
وللشيخ عيسى مؤلفات كثيرة، كما انه تملك مكتبة خاصة، ونسخ بعض الكتب بيده مثل كتاب أجوبة بعض المسائل المتفرقة من تأليف الشيخ محمد العيثان ",
فقد حلق الأمير عاليا ليضيف الى ما قاله عن مكتبة الشيخ قوله :
"أحسنت، فقد كان سماحة الشيخ عيسى فذا في هذا الصدد، ألّف وراسل علميا ونسخ وجمع رغم صغر سنه ما يلفت النظر ....
ومن مؤلفات هذا الشيخ الفذ أعني الشيخ عيسى الشواف :
1- منهاج الكرامات الصادرة لسادات البريات .
2- كشكول جمع فيه طرائف ونوادر مما قرأه أو شاهده أو سمع به .
3- أيقظ القلوب لعبادة علام الغيوب، ذكر في مقدمته رسالة التقوى والحث عليها .
4- تعليقه على مقدمة كتاب المعالم .
5- منحة الأخوان الدالة على طريق الغفران .
6- تحفة الوداد في الحث على طلب الأولاد، ولم يكتمل الفصل الأخير منه .
7- ترجمان الأدب في بيان كلام العرب .
وترك رضوان الله عليه بعض الخطب والرسائل، منها : رسائل وبيانات، منها :
- رسالة في بيان الحاجة لبعث الأنبياء والحكمة في ذلك .
- رسالة في استحباب أصل السلام بين أهل الإسلام من الخاص والعام وحقيقة الاختلاف فيه بين العلماء الأعلام .
- رسالة في عقود البيع .
- مسألة في ب (أن من ملك شيئا ملك قراره ) .
- رسالة في عبادة المخالف .
- رسالة في وجوه الاختلاف على العمل بفتوى الميت .
- رسالة قد جمعها وهي مختصرة في فوائد الطب .
- رسالة في تحقيق المدغم من المضاعف من الكلمات في الاعراب والصيغة .
- تقرير في بيان المعنى الحقيقي والمجازي، قال رحمه الله في تقديمه له : "ما حثني على تحرير هذا البحث هو أني اجتمعت مع شيخيّ العالمين الفاضلين شيخنا الشيخ حبيب بن قرين والشيخ موسى اّل أبي خمسين، فجرى الكلام بينهما في هذا البحث وتكلمت معهما أيضا " .
وقد ترك الشيخ عيسى ( رحمه الله ) الكثير من الأسئلة التي كان يرسلها لبعض العلماء وبالأخص الشيخ محمد العيثان (قدس سره) و يتلقى الأجوبة عليها، و يتعلق بعضها بالعقائد و الفقه وهي مراسلات ضاع و تلف أكثرها كما ذكر...
يفترض أن ينظر لهذا بلحاظ صغر سنه من جهة ومحدودية الوسائل في البلد من جهة أخرى ..." .
4- الإشارة الرابعة :
وقد جاءت ردا على سؤل تضمنته مداخلة للشيخ أحمد الشقاق جاء فيها : "جزيت خيرا، هل وقعت تلك الكتب في يدك يا أبا عبد الله ؟
فهو دليل حي على ابراز علمية السيد والشيخ ومن دوّن، وإعطاء صورة لمدى المحتوى الذي يشغل المهتمين قبل قرن من الزمن" .
فقد جاء جواب الشيخ الأمير بقوله : "دعاؤك حبيبنا الشيخ لنبلغ بها أو من يوفقه الله لذلك لحالة الظهور أو ما هو قابل منها لذلك .
أما ما يتعلق بما أشرت اليه مما جمع السيد بالشيخ، فذلك مما نقلته عن شاهد حال لتلك الحالة ذات الإشارات في النجف الأشرف، وقد حرصت أن أنقل مثل ذلك الخبر ضمن سياقه الكامل قدر الامكان كواحد من الحلقات بعد الفصل الخاص به من كتاب (ثلاث قامات من بلادي )، والله يرعاكم ".
5- الإشارة الخامسة :
واصل الشيخ عادل الأمير تسليط الضوء على مسيرة العلامة الشيخ حسين الشواف بالإشارة التالية : " متصورا أن الشيخ حسين أنموذج في التضحية للمضي في السلوك الحكمي العملي كما راّه رضوان الله عليه، والاستشهاد في هذا ربما تطلب تحليلا طويلا يناسبه قنوات غير ما نحن فيه .
وقد كان لتجربة أخيه الطموح سماحة الشيخ عيسى، بل ولتجربته الخاصة في التعبير، وتعاطي مجتمعه معهما -كما أتصور -أثره في النهج و الأسلوب الذي أتخذه سماحة الشيخ في مضيه المشار اليه ما يشبه الطلاسم، ولكن طموحي في أن يجد ذلك البعض الحبيب لي بعض العذر في اقتضاب هذه الإشارات التي أجد فيها رغم اقتضابها في الشكل و ربما في المضمون شيئا في قضاء حق كبير لمثل هذا الشيخ الإحسائي السالك الفاضل علينا، ولو كان هذا العذر طبيعة ما يتيحه الواتس اب في مثل هذه الشؤن", بعدها علق الدكتور إبراهيم الشبيث بقوله : "هي إشارات واضحة تحمل بين طياتها تعبيرا تفصيليا على ما فيها من ايجاز..", فأجابه الأمير: "ربما يكون استثارة قراءات تتعلق بمثل تجارب المجال الحكمي العملي تأثيرا و تأثر من أفضل ما يمكن أن تؤديه الإشارات، وهي أي تجارب ذلك المجال الأوضح في النسبية من جهة، و الأقرب للمتشابه من الحكم لدى جملة من القراء، و المنتسبة الى سبيل غير بعيد عما يصدق عليه قوله تعالى (و اتقوا الله و يعلمكم الله) , وكثير غير ذلك مما يؤول الى تصنيف يجمع ما أشرت اليه.
وعلى كل حال، فقراءة مثلك التي يعد توقعي لها قراءة تتبع، قراءة جديرة بالتلقي وان لم تتجاوز إطار الإشارة، لأكثر من مجرد انتمائها لبيئة ما نحن فيه من شأن وسرتني مداخلتك يا بن الشيخ، ولك تقديري ودعائي" .
6- الإشارة السادسة :
وادلى بها الشيخ الأمير عقيب مداخلة للأستاذ محمد البقشي ( ابي مناف ), اشتملت على ذكرى له مع الشيخ الشواف قبل وفاته خلاصتها أنه رأى الشيخ خارجا من بيته مجاور لحسينية الشواف باليحيى فعرض عليه خدمته، التي كانت ايصاله إلى المسجد الذي كان يؤم الجماعة فيه في النعاثل الواقع في شارع الماجد وهو ما حصل، فقد أتت إشارة سماحته كما يلي :
" انتظاره رضوان الله عليه عند مدخل سكة الشواف من جهة شارع الفوارس للشخص المتكفل بإيصاله ليؤم الجماعة في مسجد النعاثل من المشاهد التي ألفها من يرتاد تلك الجهة من الفوارس , وهو مما نتذكره أيام طفولتنا بل وما بعدها من مشاهد لسماحته بغض النظر عن معرفتنا لهذا المسجد من النعاثل في تلك الفترة أو بعضها , و أتصور – و هذا تحليل – أنه كان رحمه الله تعالى يبادر لانتظار ذلك الشخص في ذلك الموقع لكيلا يكلفه بإيقاف سيارته و الدخول للسكة وطرق باب منزل الشيخ و انتظاره , رغم أن من شأن من هم في مقام سماحته أن يفعل معهم مثل ذلك بحب , رحم الله ذلك الشيخ التقي المهيب رحمة الأبرار", ثم عقب سماحة الأمير على أخذ ورد يتعلق بشكليات حول البرنامج اليومي لسماحة العلامة الشواف في وقت من الفترة التي التزم فيها بإمامة الجماعة في مسجد النعاثل بقوله : "فقد كان موقع جلوسه في الزاوية القبلية اليسرى للداخل للصالة الداخلية لحسينية الشواف في موقعها السابق في الفوارس , وقد أدركناه يجلس فيها على كرسي يبدو أنه خصص له بعيد اصابته , أما أنشطته فكانت تتجاوز ذلك ,بقرينة التصدي للجماعة الذي يعني في الأحساء في حينه التصدي الاجتماعي لجملة من الشؤن, وقد أشرت في الفصل الثاني من كتاب "ثلاث قامات من بلادي " لمصداق بحسب الذاكرة في ذلك في بيتنا , و شهاداته على جملة من الوثائق المتعلقة بحقوق و شؤون مختلفة شواهد في ذلك , كما أن اختياره في علاج الشؤون ذات البعد الشرعي من قبل العوائل المنتمية لأسرة اّل بن فارس شواهد فيه , كما أن تصديه المشار اليه لدوره في هيئة التمييز في حينه , وهي ذات دلالة اجتماعية التي تفوق دلالتها الرسمية في ذلك الحين , فضلا عن دلالتها المتعلقة بالكفاءة العلمية في حينه بالخصوص , و قد استمر رضوان الله عليه في أداء ما يقوى عليه من دور رغم تراجع صحته الى أواخر عمره الشريف , و أذكر أن من أواخر ما جمعني بسماحته عقد كان فيه وكيلا عمن موقعه الايجاب فيه وكنت وكيلا عمن موقعه القبول فيه , و قد كان لأدائه ذوق سلوكي أخلاقي خاص واضح الانتماء لسلف احسائي مميز بالنجابة و الزهد و النصيحة و رحم الله سماحته رحمة الأبرار .
و أذكر فيما يتعلق بالموقع المتميز لأداء هذا الشيخ الجليل موقفا لأحد القضاة السابقين في محكمة الأوقاف يتعلق بقضية ذات بعد تاريخي سابق لذلك الحين بأكثر من نصف قرن , هو الأهم في علاجها , و قد كان معنيا كما هو المفترض وقتها بالتعرف عليه أو على إشارات أو قرائن حوله على الأقل , و أذكر أنه عرض عليه وثيقة تاريخية تتعلق به, وأذكر وقتها أنه أسر الي واضعا اصبعه على اسم أحد الشهود عليها , قائلا ما مضمونه : " تكفيني شهادة هذا العبد الصالح" و قد كان ذلك الاسم هو اسم سماحة الشيخ حسين بن عبد الله الشواف قدس الله نفسه ".
7- الإشارة السابعة :
وقد التقط بها مداخلة للأستاذ أحمد البقشي قال فيها : " للتو أخبرني أحد الأحبة أن والدته تقول :" صلّ بنا الشيخ حسين – أي بالنساء والبنات الصغيرات صلاة الخسوف عدة خسوفات في المسجد الصغير بالفوارس " وهذه لفتة جديرة بالانتباه ". وكان تعليق سماحته أي الأمير كما يلي : "أحسنت أيها العزيز، وهذه مما يشير لما لهذا الشيخ الجليل من ثقل نوعي في مجتمع شديد الحفاظ، وفيما يتعلق بالشؤن الأسرية المشار اليها بالذات، وخصوصا خلال ما قبل عقود أربعة مضت .
عذرا، فما اكثاري عليكم الا لشعور بأن المشاركات لا تتناسب عددا ونوعا مع اكباري لها وشأن قامة الورع والعلم التي نحن بصددها" .
8- الإشارة الثامنة :
توجه ابن النعاثل اثر الإشارة السابقة الى الشيخ قائلا :" شيخنا العزيز أنت تتحدث عن قامة إنسانية وعلمية لم يصلنا الكثير عنها برغم معايشتنا له في فريج النعاثل .. لذا اتحفنا بما لديك يا شيخ عادل ولك الشكر", عندها أشار الشيخ عادل الأمير بقوله :" أيها الحبيب، ربما لا يجدر بمثلي أكثر من الإشارة خصوصا فيما يتعلق بقامة تربطني بها رحم، وخصوصا خلال قناة تواصل افتراضية لا كتاب للتاريخ، وأتصور أن فيما مر من إشارات كفاية في اثارة الفضول للتثاقف حولها، أتصور أن الله تعالى اختص أهل النعاثل بكنز تمثل في هذا الكبير، واستعادة للذكريات المتضمنة لإشارات في سيرته مطلوبة للعبرة وللتاريخ .
بين يدي سماحة الشيخ الشواف نحن أمام أنموذج ممن تتجلى عوامل في بقاء واستمرار أثره، الذاتي المتعلق بما لأثر التدوين الذي أشرت اما لشؤن منها تجربة شقيقه فيه، والاجتماعي وفيه شؤون وشجون .
وللتأمل أقول : ان من مؤشرات كون هذا الشيخ قلب مخلص لمجتمعه، اعراضه عن إقامة الجماعة في الفرائض اليومية في المسجد الصغير بالفوارس وهو مقابل منزله الشريف، رعاية لما يمثله المسجد الكبير فيها الذي كان قبلها اماما له، من تمثيل لوحدة جماعة تلك المحلة التاريخية المهمة التي مثل جامعها الكبير رمزية كانت تستقطب أهل محلات أخرى، الجماعة التي يقول فيها أحدهم :
كونوا جميعا يا بني إذا انبرى خطب ولا تتفرقوا آحادا
تأبى السهام إذا اجتمعن تكسرا وإذا افترقن تكسرت آحادا
وحسب هذا الكبير مثل هذه المكرمات التي ان لم تلحظ من قبل جملة من الناس فهي عند ربهم تعالى كبيرة ".
9- الإشارة التاسعة :
أستقبل سماحة الأمير مداخلة لأحد المشاركين في المجموعة تقول : " كان رحمه الله بحسب ما أخبرني ممن عاصره أنه ضليعا في اللغة لدرجة أن طلاب الجامعة المستنصرية يأتون عنده، ويستشيرونه في اللغة أبان دراسته في النجف "
بإشارة من سماحته هي قوله :" أحسنت، وحسب المتضلع فيه حال يقول فيه صاحبه :
ولست بنحوي يلوك لسانه ولكن سليقي يقول فيعرب
ولعل الذي هو أهم من اللغة رغم أهميتها تضلعه فيما يتعلق تسميته ب الحكمة كما يحلو للمدرسة الإحسائية والسلوك العملي بها .
وللمناسبة يبدو سماحة الشيخ حسين في شيء مما يتعلق بما أشرتم اليه من اللغة وسماحة الفقيه الهاجري يجتمعون حول قبس واحد، مع فوارق، منها أسلوب التعبير .. ، وليست مفارقة أن الرجلين يجتمعان في أكثر من انتمائهما الى جد واحد .., أعود فأعتذر لاضطراري للإكثار من الإشارات رغم ما أشرت اليه، مما يجمل معه لمثلي أن يقل في هذا المقام ".
10 – الإشارة العاشرة :
لما تداخل الشيخ أحمد الشقاق تحت عنوان (لجنة التمييز ) بقوله : " عندي معلومات قليلة، وابحث عن ملابساتها وكيفية انشائها، والتاريخ الذي فيه فعّلت وفيه ضمرت، فالشيخ محمد هل هو من أعضائها ؟
معلومة نقلتها عن لسان الحاج طاهر سابقا، وغابت في المداخلات، ولم اسمع ما يدعمها، وهو دور الشيخ حسين الشواف، في المواقف الحرجة التي يدعى لها وجوه الشيعة لحل مشكلة عند الأمير"، جاءت إشارة الشيخ الأمير التالية : " لقد وعينا على سماحة الفقيه الهاجري عضوا في لجنة التمييز، التي ما علمنا بعد أنها كانت تضم في الوقت المشار اليه الى جانبه سماحة الحبيب السيد محمد علي العلي السلمان وسماحة الشيخ صادق الشيخ محمد الخليفة وسماحة الشيخ عبد الله الشيخ محسن الخليفة .
ويبدو كما أشرت ومع اللحاظ الرسمي لتلك اللجنة أنها كانت تتكئ أكثر على رغبة نخبوية ذات امتداد في المجتمع المعني بالقضاء الشيعي في حينه، ما يحتمل معه حالة الاحلال في تلك اللجنة، التي لم نعلم بوجود سماحة الشيخ حسين الشواف وقتها فيها .
أما ما يتعلق باللقاءات ذات البعد الرسمي، التي استفسر الشيخ أحمد عن عدم المرور بما يتعلق بسماحة الشيخ حسين فيها، وبعد الفراغ من أهلية سماحة الشيخ حسين لها وفيها للرصيد الاجتماعي الذي يتكئ عليه سماحته، فضلا عن المؤهلات العلمية والأدبية والشخصية المتقدمة لديه فيما يتعلق بها وبغيرها فهو كما أحسب من رعيل يتقنون التواصل وهم صامتون، وهو ما كان لسماحته فيه أداء نوعي كان فيه المتحدث الأول في وفد ضم مثل سماحة الشيخ باقر وهو رجل العلم والأديب والوجه المعروف كما جاء في نقل الحاج طاهر الغزال رحمهم الله جميعا، وفي ذلك إشارات عدة منها ما يتعلق بأهلية هذا الشيخ، بغض النظر عن الجانب الكمي لهذا الاداء، الذي أود أن أشير هنا إلى ما يتعلق بجانب النوع حتى فيما يتعلق بجانب الكم فيه، ما أشرت إليه بقولي أن حالة السلوك التي كان سماحته عليها لم تكن تجعل لتواجده الشخصي الفعلي في ذلك الدور أولوية، لا لعدم أهمية ذلك الدور، بل لثقافة عامة تحسب وتنظر وتحسب لما يتعلق ب: لماذا؟ وكيف؟ ومتى؟ ومن؟ في ذلك الدور ونظائره حسابات، يفترض أن تضيف، وترى للتواجد الشخصي في خانة (من؟) لحظات عدة، الثقافة العامة التي نرى في سماحة الشيخ الهاجري انموذجا لها، مع لحاظ ما للجوانب الشخصية من أثر في تجلي تلك الثقافة على المنتمي إليها، ومن التسطيح تناول أن ذلك راجع للثقافة الاحسائية التقليدية بالجملة، وللشيخين وغيرهما من ذلك الرعيل الاحسائي شواهد.
وأحسب في هذا الصدد أني شهدت حضور سماحة الشيخ حسين في دارنا التي هي دار جدي لأبي في الفوارس مهيبا مقنعا الا أن الحضور والتفاعل والثقة اللافتين حينها لسماحة الفقيه الهاجري قد استحوذت على انتباهي وانا وقتها طفل جد صغير، الصورة التي تحدثت عنها في كتاب "ثلاث قامات من بلادي" ونظائر ذلك .
أما التحليل فرغم جمال الطلعة، بل تميزها التي يتمتع بها سماحة الشيخ حسين وخصوصا في الفترة التي كان فيها في الفوارس، وجمال وعذوبة اللغة وتميز التجربة، الا أن حالة السلوك التي أشرت اليها التي كان عليها سماحة الشيخ حسين لا تجعل لتواجد سماحة الشيخ حسين في الموقع الذي تتساءل عنه لديه أولوية، بل إذا وجد من يؤدي الدور، وكما ترى فان لتحليل الشخصية كما عاصرتها حضوره في اجابتي، ولك تحياتي .
ويا لمهارتك أيها الشيخ في اعادتي لما رغبت عنه، فعذرا على هذه العودة ".
واصل الشيخ الشقاق مداخلته قائلا : " وما حدث نقله العم حجي طاهر، فهو خبر اشعر انه يجعلني كأني حاضر لا مراسيل في الخبر، بل هو عالي من ناحية السند ",فعلق سماحة الأمير على تلك المداخلة قائلا :
" أجاد الحاج طاهر رحمه الله تعالى في وصف سماحة الشيخ، يميل للصمت رغم جمال لغته وأدائه، وأنا أرى أن سماحة الشيخ حسين كان يميل للصمت بمعناه الأشمل ما استطاع، وأن المهم لديه فيما يتعلق بذلك الموقع هو توفر من يجيد أداءه، ولك تحياتي" .
11 – الإشارة الحادية عشر :
تناول الأستاذ خليفة الغانم في مداخلة له المرجعية المحلية, تحت عنوان (المرجعية المحلية ومعاييرها المهدرة),جاءت بعد ذلك إشارة لسماحة الشيخ عادل الأمير أجدها موفقة في هذا الصدد, جاء نصها كالتالي :"لعل من المناسب مع عنوان "ش- حسين الشواف" وهو رضوان الله عليه إحدى قامات الرعيل اللذين شهدوا مرحلتي المرجعية فيما يتعلق بالأحساء، وأعني بهما مرحلة كانت الأحساء خلالها تضم مراجع كبارا، عاصر سماحة الشيخ منهم سماحة الشيخ محمد العيثان وسماحة الشيخ موسى بوخمسين وسماحة السيد ناصر السلمان الموسوي وسماحة الشيخ عمران السليم وسماحة الشيخ حبيب بن قرين رضوان الله عليهم، ويمكن أن يقال ذلك بالنسبة لنظائر للأحساء كالقطيف، ثم مرحلة رجوع المؤمنين في الأحساء إلى المراجع الإمامية العليا في المراكز العلمية الكبرى وغيرهم، بعد رحيل من أشرت لبعضهم من مراجع الدين الاحسائيين تباعا، وكان سماحة الشيخ حسين من المعنيين من ذلك الرعيل في المرحلتين بدور مسؤول عام فضلا عما يتعلق بتكليفه الخاص خلالهما.
الدور الذي مارسه ذلك الرعيل ومنهم سماحة الشيخ بأمانة ومسؤولية، وعدم تكلف فيه أو على الذات أو المجتمع، رغم صعوبة المراحل الانتقالية عادة وخصوصا ذات العلاقة بالبعد الاجتماعي العام.
وبغض النظر عما يمكن أن يؤخذ فيه ويرد، حافظ ذلك الرعيل إضافة لما يتعلق بنقل الحكم الشرعي الفقهي وبيانه للناس على حرفية في الاستفتاء حول الشؤون ذات الموضوع الخاص وغيرها ، تنطوي على وعي ثقافي بمجتمعهم، نعم حافظ ذلك الرعيل على السمة التي عرف بها أهل الأحساء تاريخيا من تأله ونسك، فضلا عن عكس صورة مشرقة لمجتمع الاحساء من ثقافية عامة وغيرها، منها الكفاية العلمية العملية فيما يتعلق بالموضوعات، لدى المراجع الكرام والحوزات والمجتمعات الأخرى وخصوصا في المرحلة الثانية ، كما حافظوا ما استطاعوا على استقرار ووحدة مجتمعهم ما استطاعوا، ما يفترض أن يأخذ سبيله على مستوى البحث الاجتماعي وغيره.
ويحضرني الآن موقف سأعتمد عدم ذكر تفاصيله لا تحاشيا لما غاب عني الآن منها, ولما سأشير إليه مما له علاقة بالنقل، بل ولتعلقه بشخوص ربما قاد إليهم ذكر مضمونه الذي لا يخل، وخلاصة ما يهمني فيه ما تجلى على يد أبطاله أعلام العلم والمجتمع الثلاثة وهم: سماحة الشيخ حسين الشواف وسماحة الفقيه الشيخ محمد الهاجري وسماحة الشيخ باقر بوخمسين رضوان الله عليهم، وتسابقهم في تجويد تشخيص موضوع الشأن الذي لجأ إليهم أهل ذلك الشأن فيه من جهة، وتجلية كل منهم للحكم الشرعي بناء على التشخيص، وتجويد كل منهم لتطبيق الحكم على الموضوع من جهة ثالثة، وهو موقف تمنيت لو قرر ليس لجماله ودلالاته، بل ولاختلاف فهم من نقل فيه لأنه أخذ فترة من اشتغال الأعلام المشار إليهم كما يبدو من جهة ما جعل بعض ما نقل فيه وخصوصا من قبل غير أهل العلم محل تأمل.
لكن جملة ما يتعلق بهم حول ذلك الشأن، من تشخيص، وتجلية حكم، وتطبيق، بل وأسلوب اختلاف من اختلف منهم في شيء من ذلك يبعث على الاعتزاز كان ذلك الموقف قبل اشتغالي بالمقدمات الحوزوية .
و اسمحوا لي أن اختم هذه الشقشقة التي هدرت خلال هذين اليومين بالقول " لمن يريد البحث عن انموذج احسائي معاصر، أخلص لما رأى بما استطاع من علم، وضحى في سبيل مجتمعه بما يعز مما يعظم على النفس التضحية به عادة، و أظهر الجميل في هذا الصدد وتجاوز عما يقابله، فدونك سماحة الشيخ حسين الشواف، وفي سلفنا الاحسائي نماذج خير للخلف، هي ينابيع هجرية نقية كفطرتها مؤهلة للورود ".
وبدوري أقول : "ما أحوجنا الى قراءة لمسيرة سلفنا الخيّر تتحلى بالروح والعلم والثقافة والحرص على القيم والمجتمع التي تضمنتها هذه الإشارات" .
جديد الموقع
- 2024-05-04 بيت الشعر في الفجيرة ينعى الأمير بدر بن عبد المحسن
- 2024-05-04 الأمير سلطان بن سلمان : الأمير بدر بن عبدالمحسن ترك ارثاً لا يمكن أن يحمى مهما طال الزمن
- 2024-05-04 افراح الدويل و الغزال في احلى مساء بالاحساء
- 2024-05-04 عميدة اسرة العليو بالاحساء في ذمة الله تعالى
- 2024-05-04 فريق طبي في مدينة الإمامين الكاظمين (عليهما السلام) الطبية يجري عملية تثبيت وتعديل الفقرات القطنية لمريض بعمر (56) عام
- 2024-05-03 مستشفى اليرموك التعليمي يجري عملية قسطارية طارئة لمريض يعاني من احتشاء العضلة القلبية
- 2024-05-03 مستشفى الأمام علي (عليه السلام) العام في بغداد يجري عملية تداخل قسطاري طارئ لمريض يبلغ من العمر 48 عام
- 2024-05-03 "بيئة الأحساء تنفذ يوم بيئي مع جماهير نادي الفتح الرياضي"
- 2024-05-03 النجف رصاصة طائشة تصيب زائر أثناء تأدية صلاة المغرب في الصحن الحيدري
- 2024-05-03 بعد عقم دام 7 سنوات أسرة ترزق بتوأم في مستشفى كمال السامرائي