2021/01/23 | 0 | 1919
هكذا كنا
أعتقد ثلاث عقود مرت على هذه الصورة وربما يزيد، والأجمل من ذلك أن أبواب التواصل ما زالت مشرعة مع بعض هؤلاء الثلة المدونة ما بين القناطر..
فقد كان درس مادة الخط العربي يتجلى فوق الأنامل والمفردات، ومحل منافسة شريفة بين طلاب الصف "الخامس والسادس" بالمرحلة الابتدائية، ولا ننسى كراسة الخط الأفقية الوسطية الحجم لخط النسخ والرقعة لخطاطها عثمان طه!
فقد أكرمني الله بعطايا أبواب الصدفة، وذلك بحفظي إلى الآن للقصاصات الورقية، وأوراق الامتحانات، والأقلام، ودفاتر الصف الخامس الابتدائي وما فوقها، وعلى وجه الخصوص للمواد التي أحببتها وتعلقت فيها، فحق من قال: إذا أحب الطالب معلمه أبدع في مادته..
فالحب هنا لا ينصب فقط ما بين العاشق ومعشوقته، فلكل راوٍ غاية ودراية.. فكيف إذا صار هذا التيه والذوبان ما بين القلم والقرطاس؟
"فالخط لسان اليد ورسول الفكر"، والخط الحسن يزيد الحق وضوحاً، "والعلم صيدٌ والكتابة قيده"، وكذلك
"الخط يبقى زماناً بعد صاحبه
وصاحب الخط تحت الأرض مدفون".
فما أجمل توقيع المعلم على الصفحة بتاريخه، وما أجمل تحفيز المعلم بعباراته، وما أجمل النجمات الحمراء وضياء القمر..
في الحقيقة والواقع ما زلت أقلب صفحات تلك الدفاتر القديمة إلى اليوم، ويكمن جمالها في تجليدها بالورق الحجازي، والأكياس الشفافة، وطابعات الاسم والصف والمدرسة اللاصقة من علب الجبن المثلث وغيرها المباعة بالمكاتب..
"يا الله"، ما أسرع الأيام التي مرت علينا، وأنا أقلب هذه الصفحة وما يعقبها، فهل أتحدث عن كتاب القراءة والمطالعة وتكرار الكتابة للقطعة ثلاث مرات؛ والتي زادت من جمال الخط وترسيخ درس الإملاء بالحفظ والنظر فينا؟
أم أتحدث عن درس مادة التعبير بتعداد الصفحات؛ وقراءة ما اكتنزناه من جمل بالفصل، وعلى مايك الإذاعة المدرسية بالطابور الصباحي؟
وهل أتحدث عن طول المقصف وتراص الطلاب أمام نافذته وعراك التلاميذ حوله؛ (وصمون) الفلافل وبيض المسلوق (والأفري كولا)؟
أستحضر الآن ملامح الدهشة أمام نواظري لمن يقرأ هذا النص، فلربما هذا يتأوه، وذاك يتأرجح ما بين الأمس واليوم وعباب الزمن!
فشكراً لأستاذنا القدير محمد الغريب الذي زرع فينا حب جمال الخط وألوان الطباشير في مدرسة الجارود الابتدائية بالكوت، وشكراً لأستاذنا حسين الخميس ولجمال خطه المعهود وترشيحي لإدارة الإذاعة بذات المدرسة، وشكراً لأستاذنا عبد الله المفتاح وصرامته في دروس اللغة العربية وجمال خطه بالطباشير في متوسطة عمرو بن العاص بالكوت، وشكراً لأستاذنا علي النعمة وتمكنه من غرس حب مادة التعبير لعدة صفحات، والتدريب على مهارة الإلقاء دون خجل..
وشكراً لأستاذنا محمد المقيرن، ذاك المعلم الطيب الهادئ، والمحفز لكتابة الإنشاء بكتابة المعطيات المنقطة والرجوع للمراجع والمجلات، وشكراً لوكيل مدرستي الابتدائية الأستاذ أحمد المسلّم لترشيحي كتابة أسماء الطلاب وأرقام هواتفهم المنزلية من صف سادس إلى أول، وشكراً لكل معلمٍ ومدربٍ وقائدٍ يعطي من هم دونه وما نقصه في مراحل عمره التعليمي.. ليكتمل عقد المسباح بالشواهد (والكركوشة) بالذكر الجميل..
جديد الموقع
- 2024-09-20 حين تكون القراءة هي العقوبة
- 2024-09-19 سمو محافظ الأحساء يشيد بمضامين الخطاب الملكي في افتتاح أعمال السنة الأولى من الدورة التاسعة لمجلس الشورى
- 2024-09-19 أمير الشرقية: الخطاب الملكي أكد على مضي بلادنا لتحقيق المزيد من التطور والازدهار والنماء
- 2024-09-19 سمو نائب أمير الشرقية يشيد بمضامين الخطاب الملكي السنوي
- 2024-09-19 قصيدة النثر باعتبارها صندوقا مملوءا بالذهب
- 2024-09-19 أفراح العباد والبخيت بالمطيرفي تهانينا
- 2024-09-18 التعصب والمتعصبون
- 2024-09-17 الفتيات الصغيرات تستخدم مستحضرات مضادة للشيخوخة شاهدنها عبر وسائل التواصل الاجتماعي. الضرر النفسي الحاصل بسببها أعمق من الضرر الذي أصاب البشرة
- 2024-09-17 التدخين أثناء الحمل يضر بالأم وبالجنين ولاحقًا بمستوى تحصيل الطفل الدراسي
- 2024-09-17 الأدلة لا تفيد بأن من عاشوا خلال المراحل الأخيرة من العصر الحجري في شمال غرب المملكة العربية السعودية قد واجهوا تحديات موجات جفاف مما اضطرّهم الي الترحال، بل عاشوا حياة متقدمة ومزدهرة