2020/11/03 | 0 | 1905
معضلة الفرقة الناجية
قد لا أكون مهيأ لتناول ومناقشة استدلال روائي خاصة اذا ثبت وفق القواعد الاصولية لتخريج الرواية وما اتفق عليه رموز هذا العلم الأصيل عبر قرون من الزمن بل واجتمعت عليه الأمة بحيث زاد في هذه الرواية فوق تواترها اجماع كافة المسلمين على صحتها ، ولكن الأمر يخص مواجهة مرحلة حساسة جداً في تشكيل قوة للمسلمين قبالة هجمة شرسة من منابع و وجهات متعددة ضد أي هيمنة اجتماعية وثقافية بهوية سلامية .
ان معالجة حال المسلمين لا تكفيه المجاملات وعقد المؤتمرات التقريبية والتي أقر وأعترف انها اسهمت في الحد من التعدي الثقافي على بعضها البعض ولكن آن الأوان أن تتطور العلاقة بين المسلمين لحالة التفهم لظروف ومنشأ كل فرقة وأن تقدم السبل للإقرار بعذر كل طائفة في بوادر منشأها وبواعث وجودها وبما تحويه من ثقافة قادرة على الاستمرار والتكيف مع ظروف التحول الاجتماعي .
إن ما مر به العالم الاسلامية في الثلاثة عقود المتأخرة يؤكد نظرية هشاشة الروابط الداخلية التي تجمع فرق المسلمين وقد تؤسس لمرحلة صراع الطوائف والتي أودت بتمثيل المسلمين قارة أوربا أواخر القرن الخامس الهجري .
فنشؤ حركات تدعي التمثيل الاسلامي وفي ذات الوقت تعتمد نظر الاقصاء للآخر عبر أحليه قتاله بدافع كفره أو تأسيس منظور تظليل لبسط أعذار زيادة الشرخ والقطيعة ، هذا التنظير أسوأ من مواجهة أهل الشرك والنفاق بل يعيدنا لمأساة الخوارج قبالة الامام علي عليه السلام فما بدر منهم انحراف خطير في مسار فهم الدين وفق قواعده الأصيلة بل وتزييف للدين بحيث خرج هؤلاء بتصميم يعتمد تكريس الغرائز والميول قبالة الأصول الثابتة والتي ارتكزت على قواعد قرآنية حقيقية .
ها نحن اليوم نشاهد ونعاين مصارحة حقيقية ووفق الرث الطبيعي لتسلسل الاحداث تثبت بالدليل الروائي نجاة فرقة واحدة من فرق المسلمين وطرح بقية الفرق بأجمعها في النار ، ولعل لو اجتمعت كل قوى الأرض لتنصب فخاً للمسلمين لما آلت اليها الوسادة كما تحقق بتطبيق هذه الرواية علماً أن كل فرقة هي في ذاتها لا تجتمع ويحصل الانقسام الفطري فلا نجد أي من فرق المسلمين من لا تعاني الفوارق والتدرج في المعاني العقائدية والفقهية فأي فرقة ستنجو لا نعلم !!
إن حجم المجازر الدموية التي وقعت بين المسلمين عبر التاريخ ونتيجة التباين في الفهم يثبت أننا نعيش أزمة فهم حقيقية للمقاصد الدينية بل أننا نكرس مفهوم الانقلاب على رسول الله والتي نصت عليه الآية الكريمة ، ورغم جهد علماء الأمة الكبير في تأسيس العلوم الدينية وتطويرها الا أن زاوية مهمة تكمن في فقه التعايش لم تأخذ حيزها الحقيقي والجدي من الاهتمام والتطبيق .
كما أن النقلة العظيمة في تأسيس المدرسة الأصولية على أعقاب المدرسة الاخبارية والتي استمرت قرابة الألف عام لم تأخذ كذلك نصيبها من التمدد الطبيعي والتطور والتطبيق الحقيقي مما حدا بالنخب للرجوع مرة أخرى لتقديس الخبر اما لعجز تطوير الفهم أو لتعذره وهذا التعذر منشأه الاعتراف بالهفوات السابقة وتحصين عدم الوقوع مرة أخرى في مخرجاتها .
تحتاج المرحلة الحالية لمواقف شجاعة في النقد والغربلة وتعزيز دور المؤسسات العلمية والبحثية لتتكاتف الجهود وتتعاضد الآراء ، هذه الحالة هي الأمل الوحيد للنهضة بتراث آل البيت عليهم السلام وما عداها من استئناس على طرب التباهي بالفرقة الناجية وهو خديعة نوغل أحيانا في تكريسها ومع الزمن سندفع ضريبتها غالية جداً بسبب ما تحويه من فشل ذريع لترجمة اسلوب حياة تجمع المسلمين نحو غاية واحدة.
الغريب في الأمر أننا أتباع مدرسة آل البيت ع ندعي استيعاب المخالف والنهوض بالأمة نحو الاجتماع حول راية المخلص الا أننا نفتقد لأبسط أدبيات التعايش رغم أن تاريخ الائمة عليهم السلام منذ عهد الامام علي حتى بداية الغيبة الكبرى لا يخلو من متعة الخبر في كيفية استئناس أئمتنا بالآخر بل والغير مسلم وتاريخنا مليء بأحداث جمة من هذه الادبيات الرائعة ، كذل ما سار عليه علماء الأمة في تعزيز هذا النفس ويبدو أن وجود محرك تعبوي لهذا التطرف لا يبعد عن تجار الدين والذي دأبوا على ترويج التشدد خدمة لمكانتهم وتملقاً للمصلحة التي يرغبون في درايتها ولك أيها القارئ تخمينهم فهم من يؤجج المشهد وهم من يخمده .
فمتى ما رأيت المنشد يعتلي منبر الفقيه والمفكر فاعلم أننا نقترب من الانتحار القيمي ومتى ما أحيط أشباه العلماء بحواشي ليس لها دور إلا مسح العباءة وتلميع كلمات من يتبعونه بل وتغليب رأيه بالصوت والسوط فنحن أمام منحدر خطر .
عزائنا واملنا أن حالة الوعي في تصاعد لما خضع له الزمن من مواكبة تقنية جعلت المتكلم بلا جدران عازلة واسهمت الحركة الفكرية في تعضيد المفكر بما استساغته من متعة القول وصوابيته.
جديد الموقع
- 2024-05-04 عميدة اسرة العليو بالاحساء في ذمة الله تعالى
- 2024-05-04 فريق طبي في مدينة الإمامين الكاظمين (عليهما السلام) الطبية يجري عملية تثبيت وتعديل الفقرات القطنية لمريض بعمر (56) عام
- 2024-05-03 مستشفى اليرموك التعليمي يجري عملية قسطارية طارئة لمريض يعاني من احتشاء العضلة القلبية
- 2024-05-03 مستشفى الأمام علي (عليه السلام) العام في بغداد يجري عملية تداخل قسطاري طارئ لمريض يبلغ من العمر 48 عام
- 2024-05-03 "بيئة الأحساء تنفذ يوم بيئي مع جماهير نادي الفتح الرياضي"
- 2024-05-03 النجف رصاصة طائشة تصيب زائر أثناء تأدية صلاة المغرب في الصحن الحيدري
- 2024-05-03 بعد عقم دام 7 سنوات أسرة ترزق بتوأم في مستشفى كمال السامرائي
- 2024-05-03 طوارئ مستشفى الحلة التعليمي في بابل تنقذ حياة طفل تعرض إلى صعقة كهربائية
- 2024-05-03 مستشفى بعقوبة التعليمي في ديالى ينجح بإجراء عملية تطويل عظم الساق لمريض يعاني من قصر الطرف السفلي
- 2024-05-03 بعملية منظارية طارئة فريق طبي في مركز كربلاء لأمراض وجراحة الجهاز الهضمي والكبد ينقذ حياة طفل ابتلع قطعة نقود معدنية