شعر وأدب واندية ادبيه
2020/10/10 | 0 | 4280
لِلْأَحْساءِ يُخْصِبُ الْعِشْقُ
( احمد اللويم )
عَـرِفَـتْكَ رغـمَ غُـضُونِكَ (الأَحْـساءُ)
فـعـلـيكَ مـنـهـا لـــم تــزلْ سِـيـماءُ
مــا أسـقطَتْ ذِكـراكَ مـن أجـفانِها
فَـعَـلى الـرُّمـوشِ تُـعَـلَّقُ الأسـماءُ
قــد جـئـتَها والـقـلبُ أَوْجَـفَ نـبضَهُ
شــوقٌ قــد اضـطربَتْ لـه الأعـضاءُ
عــيـنـاكَ تـقـتـحـمانِ تـاريـخًـا بـــدا
مـــنــه شــفــيـفٌ مـــائــرٌ وَضَّــــاءُ
مـا زِلْـتُ يا (أَحْساءُ) يُطْرِبُني صَدَى
أمـــسٍ تــشـعُّ خـيـوطُـهُ الـبـيـضاءُ
إنـــي أتـيـتُكِ شـاعـرًا لــم يُـنـسِهِ
نــــــأيٌ بـــأنَّـــكِ أمُّـــــهُ الـــغَــرَّاءُ
مــا زلـتُ أنـسجُ مـن رؤاكِ قـصيدةً
والآنَ حَـــلَّ عـلـى الـمَـدينِ قـضـاءُ
فـمتى أُحَـدِّثْ عـنكِ يـخضرَّ الـمَدى
فـــإذا الـقـصـيدةُ واحـــةٌ خــضـراءُ
ومـتـى أشـاكسْ فـيك بـوحًا حـائرًا
ألــهــمْـهُ أَنَّــــكِ غــــادةٌ حــسـنـاءُ
مـاذا أقـولُ وقـد تَـصَوَّفَ فـي دَمي
عــشـقٌ يُـــوَرِّثُ نُـسْـكَـهُ (الآبـــاءُ)
الأبـجـديـةُ ضـــاقَ عـنـكِ فَـضـاؤُها
مــذ ســدَّ مـنـكِ الـخـافقيْنِ فـضـاءُ
فـــإذا نـهـضـتُ لأجـتـلـيكِ حـقـيقةً
أَوُهـــى حــروفـي دونَــكِ الإعـيـاءُ
قــد كـنـتِ أَبـعـدَ مـن خـيالٍ طـامحٍ
مــا انـفكَّ يـشحذُ عـزمَهُ اسـتقصاءُ
قـطَّرْتُ فـي كـأسي بـقيةَ مـا روى
عـــنــكِ الــخـيـالُ ونَــبَّــأَ الإِيــحــاءُ
عـــن ألـــفِ عـــامٍ حـدثـتني لـيـلةٌ
فـغـرقتُ فــي مــا أهـرقَـتْ أصـداءُ
فـوقـفـتُ مـبـهـورًا أمــامَ شـوامـخٍ
والــزهــوُ فــــوقَ جـبـيـنِـهِ أنــــداءُ
يـا خـيمةَ الـتاريخِ فاضَ بِكِ السَّنَى
وَتَـسَـرَّبَـتْ مـــن سِـــرِّكِ الأضــواءُ
قد قيلَ (طرفةُ) قلتُ بعضُ (يراعةٍ)
فَـلَدى الـدواةِ مـن (الـيراعةِ) (يـاءُ)
لا تَــرْقُـبُـوا (أَلِــفًـا) ولا (عَـيْـنًـا) إِذا
لـــم تُـفْـشِ سِــرًّا لِـلـدَّواةِ (الــرَّاءُ)
ولـرُبَّـما انْـحَـسَرَ الـزَّمـانُ ولـم يَـزَلْ
فـي الـغَيْبِ مـا تَطْوِي عَلَيْهِ (التَّاءُ)
فَـعَلى شِـفاهِ الْـغَيْبِ غَـيْثُ سَحابَةٍ
ظَــلَّــتْ تــؤمِّــلُ سَــيْـبَـهُ الْـبَـيْـداءُ
الـنَّـخْلةُ الـسَّمْراءُ يَـكْسوها ضُـحًى
فَــرْطَ الْـحَـياءِ مــن الـظِّـلالِ كِـسَاءُ
وَتَــشُـدُّ حَـــوْلَ جُـذُوعِـهِـنَّ مُـــلاءَةً
كَـــيْــلا يَــــرُوعَ حَــيـاءَهُـنَّ هَــــواءُ
فـكـأنّـها خــودٌ غَــلا فــي سـتـرِها
ذُو غَـــيْـــرةٍ نــظــراتُــهُ شــــــزراءُ
تَـلْـوي مـن الـصَّيْفِ انْـدِفاعَ غُـرورِهِ
وَيَــــذِلُّ لـــم تَــأْنَـفْ بِـــهِ الـخُـيَـلاءُ
فَـالصَّيْفُ يُـقْعِي حَـوْلَ ظِـلٍّ شَـاقَهُ
مِــنْــهـا فَــتَـسْـلـو حَــــرَّهُ الآنــــاءُ
سَـتَظَلُّ فـي الأَحْساءِ فِتْنَةَ عاشِقٍ
-رغـــمَ الـحـياءِ- الـنَّـخْلةُ الـسَّـمْراءُ
ويَــظَـلُّ يَـنْـبُـوعٌ يُـــدَوْزِنُ نــوتـةَ ال
حَــقـلِْ الْـجَـدِيـدِ بِــهِ تَـغَـنَّى الـمـاءُ
ويـظـلُّ يـرقـبُ عـاشـقونَ عـفافَهم
لــــو حَـــلَّ مِــئْـزرَهُ وَجَـــفَّ حَــيـاءُ
وهــنـاكَ يَـعْـتَـمِرُ الـحَـصادُ سِـلالَـهُ
ويــنـالُ أَوْسِــمَـةَ الـسَّـمـاءِ عَــنَـاءُ
يـا بـنتَ مَـن نَـصَبُوا عَـتادَ طِماحِهِمْ
ولـهـم عـلـى قَــدْرِ الـطُّـموحِ وفــاءُ
كَـبُـرَتْ نـفـوسُ بـنـيكِ يـومَ مـلأتِهم
بــــكِ عــــزةً فــهــمُ لـــكِ الأبــنـاءُ
شَـدُّوا إلـى الـنَّجْمِ الـسعيدِ مناهُمُ
حــتـى تَـهَـيَّـبَت الـمُـنـى الــجـوزاءُ
عَــقَـدُوا عــلـى أَيـمـانِهم إِيـمـانَهم
فـــهــمُ لـــكــلِّ فـضـيـلـةٍ أكــفــاءُ
مـذ قـام إنـسانُ الهدى في أرضِهمْ
كـانـوا الـيـمينَ لَــهُ فـشاءَ وشـاؤوا
لــم تَـجْـدَع الـبَـلُوَى أُنـوفَـهمُ وقــد
مَـــــرَّتْ حَـمِـيَّـتُـهُـمْ ومَـــــرَّ إبــــاءُ
قـد قالَ جَدُّهُمُ (ابنُ ساوَى) هاهُنا
(عَـهْـدٌ) سَـتَحْمي نَـصَّهُ (الـطُّغْرَاءُ)
وَبَـنَـى لَـهُمْ (لـله) (ثـانيَ مـسجدٍ)
هــو سـينُ (بـسملةٍ) و(يـثربُ) بـاءُ
مــا زِلــتِ ل(لإســلامِ) بـيـتًا عـامرًا
يَـــزْهــو بِــــهِ بِـالـمُـوقِـنِينَ فِــنــاءُ
أَطَـــوَى الـزمـانُ سِـجِـلَّهُ فَـتَـهَرَّأَتْ
أوراقُــــهُ فَــأَشــاحَ عــنـه رجـــاءُ؟
فَـلْتَحْكِ يـا (جـبلَ الـمُشَقَّرِ) هـاهنا
ذئــبُ الـشـكوكِ يـريـبُ مـنـه عُـواءُ
مـــا زال ســرُّكَ يـسـتفزُّ غـمـوضُهُ
أمـــلًا لـــه قــلـبُ الـيـقـينِ وعـــاءُ
قـد كـنتَ فـي فـجرِ الـحكايةِ شارةً
لـلـبدءِ مــا اخـتـلجَتْ بـكَ الـضوضاءُ
ركـضَـتْ بـك الأيـامُ لاهـثةَ الـخطى
وصـــداكَ تـكـبـو خـلـفَـهُ الأصـــداءُ
يـــا أيُّــهـا الـشـيـخُ الـمـلمُّ بـسـرِّهِ
يـحـلـو لــعـذبِ حـديـثِـكَ الإصــغـاءُ
حـدِّثْ عـن الـماضينَ كـيفَ تـوضَّأَتْ
بـنـقـائِـهم لـصـلاتِـها (الأَحْــسَـاءُ)؟
كــيـف اسـتـفـزَّتْ كـبـرياءً خــادرًا؟
مــا انْـفَـكَّ يُـثْـمِلُ خَـطْوَهُ اسْـتِحْياءُ
كـانـوا هـنـا والـمـجدُ مِـلءُ رِحـالِهِمْ
وَهُــــمُ عــلــى أَسْــــرارِهِ أُمَــنــاءُ
جـعـلوكَ حـاكـمَهُمْ عـلـى إِبْـداعِهم
لـــلآنَ فـــوقَ شـفـاهِـكَ الإطـــراءُ
لــلآنَ يـسطعُ مـن جـبينِكَ ذكـرُهم
مـــا أنــتَ تـلـكَ الـصـخرةُ الـصَّـمَّاءُ
(أحـساءُ) مـتكأُ الجلالِ على المدى
ومـــن الـجـمـالِ قـصـيـدةٌ عـصـماءُ
كـم نـجمةٍ عَـطَفَتْ عـليكِ سـقاءَها
حـتى ارتـوَتْ مـن ضَـوْئِها الـحَصْبَاءُ
فـتـكادُ تُـشـرقُ مــن ثـراكِ كـواكبٌ
ويـفـيضُ مــن خـلـلِ الـتـرابِ ضـياءُ
هــذا (ابــنُ جـمـهورٍ) يـكـادُ بـريقُهُ
مـــن رمــسِـهِ تـطـفـو بــه الــلألاءُ
ويـكـادُ يـعقدُ فـوقَ رمـسٍ مـجلسًا
فــــيــــه تـــبــايــعُ رأيَـــــــهُ الآراءُ
|
جديد الموقع
- 2024-05-02 تزامناً مع اليوم العالمي للصحافة و باستضافة نادي كيو بارك .المعلق الرياضي جعفر الصليح .16 عام أمام المايك في 6 قنوات و المعلق العربي و الأجنبي اضافة لمتعة الكرة السعودية
- 2024-05-02 أفراح العايش والفرحان تهانينا
- 2024-05-01 النقد الأدبي بين الفاعلية والمجاملات الرقمية والإعلامية.
- 2024-04-30 سمو محافظ الأحساء يرأس المجلس المحلي للمحافظة
- 2024-04-30 سمو محافظ الأحساء يرأس اجتماع اللجنة العليا لإنشاء المستشفى الجامعي التعليمي
- 2024-04-29 وعي القلم والأمل نص مستخلص من مجموعة (كلام العرافة) للدكتور حسن الشيخ
- 2024-04-29 ريم أول حكم سعودية لرياضة رفع الأثقال حازت على الشارة الدولية
- 2024-04-29 بيئة الأحساء تدشّن أسبوع البيئة 2024 تحت شعار "تعرف بيئتك"
- 2024-04-29 منتدى البريكس الدولي يكرم الفنان السعودي الضامن في غروزني الشيشان ..
- 2024-04-29 حققوا المركز الأول على مستوى المملكة كأعلى تسجيل للطلاب طلاب "تعليم الرياض" يفوزون بـ13 ميدالية في أولمبياد "أذكى"