شعر وأدب واندية ادبيه
2020/08/26 | 0 | 1849
الْقَمَرُ الدَّامِي
(قَصِيدَةٌ فِي الْحُسَيْنِ “عَلَيْهِ السَّلامُ”)
( أحمد اللويم )
كـــلُّ الأهــلـةِ بــيـضٌ حـيـنما بـزغَـت
إلا هـــلالَـــك مــحــمــرٌّ ومــضــطـربُ
يـنـشقُّ مــن أفْـقِ جُـرحٍ ظـلَّ مـنفتحا
عـلى الـسماءِ ولـم تُـؤْذَنْ بـه الـقُطَبُ
شـهـرَ الـحسينِ فـداك الـدهرُ أجـمعُه
لــولاك مــا سـلـسلت أيـامَـه الـحقبُ
ولـــم يــكـن لــزمـانٍ فـــي مـعـاجمه
مـعـنى تـضـيءُ بـه قـاموسَها الـكتبُ
مــــا لـلأهـلـةِ عـقـفـاً مـــلءَ قـامـتِـها
تــطـوفُ بـالـقـمر الــدامـي وتـنـتـحب
وحـــول هـالـتـه الـحـمراء طــاف بـهـا
لــيـل تـفـجـر فــي نـجـماته الـغـضب
حـطَّـت عـلـى نـهـرِه الـطامي وآلـمها
أن الــضـفـافَ عـلـيـها تُـنـحَـر الــقِـرَبُ
******
الــهـائـمـون بـــحــب الآل حـسـبـهـم
سـبقٌ عـليه الـرهانُ الـصعبُ يكتسَبُ
كــنـا عـصـافـيرَ لـــم نـظـفـرْ بـأجـنحةٍ
إلا ارتــعـاشـة حــلـمٍ ريــشـه زغـــب
نـــراك فـــي قــطـرات الــدرِّ مـحـتفيًا
بـنـا فـمـا شــكَّ فــي جـيناتِنا حـسب
إنــا يـتـاماك رغــم الـيتم مـا انـسربت
بـنـا الـخـصاصة حـيـث الــذل يـنسرب
إنــــا يــتـامـاك مـسـكـونون عـاطـفـة
جـيـاشة فــوق حــد الـسيف تـنتسب
إنــــا يـتـامـاك لـــم نـتـركْـكَ مـنـفـردا
والـحـقد حـولـك يـضـرى نـابُهُ الـحَدَبُ
يـنـمو هــواك نـمـوَّ الـعـمر فــي دمـنا
مــنـذ الأجــنـةِ حـتـى تـطـبقَ الـتُّـرُب
هــذا دويُّــك مــن أمـشـاجه نُـسِـجَتْ
قـلـوبـنـا ؛ أتُــراهــا عــنــك تـنـقـلـب؟
فــي كـلِّ نـبضةِ قـلبٍ سـجعُ (والـدةٍ)
عــلـيـك دَوْزَنَــــهُ بــيـنَ الـنُّـعَـاةِ (أَبُ)
خَـطَبْتَ فـي أُولَـيَاتِ الـدَّهْرِ فالتبست
عــلـى مـسـامـعه الآيـــاتُ والـخُـطَب
أُصْــغِـي لـصـوتِـك هـــدّاراً فـيـملؤني
وعـيـا بـطـفك حـتى اسَّـاقطت حـجب
مـــا إن سـمـعـتُك مـــن راوٍ؛ روايــتُـه
ظــــنٌّ تُــفَـرِّخُ فـــي نـبـراتِـه الــرِّيَـبُ
إنــي سـمـعتُك قـبـلَ الـطـينِ مـرتحلًا
ظـهْرَ الـيقين وحولي الغيبُ مصطخب
وربّ قــافــيــةٍ أيــقـظـتُـهـا ســـحــرا
والـلـيل عــارٍ مــن الـنـجمات مـكـتئبُ
يــفـزِّع الـصـبـحَ مـنـها رجــعُ سـاقـيةٍ
كـــأنّ أصــداءَهـا الآهـــاتُ تَـصْـطَخِب
عـــوَّذْتُ سـمـعَك أن تـلـقاك صـارخـةً
حــزنــا ويـكـفـيـك مـنـهـا أنـــةٌ تــثـب
يـا مـن عـشقناهُ حـتى قيل قد نفضت
غـبـارَها فــي رفــوفِ الـغـايةِ الـرتـبُ
عــشـقٌ نــشـدُّ لـــه الأعـمـارَ أمـتـعةً
وإن تــحـزَّمَ فـــي أسـفـارنـا الـنَّـصَب
من (عَابِسٍ) عُدْتُ ممسوساً يشيعني
عـقـلٌ بـحـبلِ جـنونِ الـعشقِ مـنجذب
مـــن الـجـنون مــلأتُ الـكـأسَ أمـنـيةً
ألا يـــفــزِّعَ أطــيــاري غــــداً رَهَــــبُ
ومــن (حَـبِيبٍ) تـجلَّى لـي الـوفاءُ يـدًا
عـلـى رؤوس يـتـامى راعـها الـشغب
قــد أظـمـأ الـخـوفُ أمـنـاً بـين أعـينها
حـتـى تـسـاقَطَ مــن أحـلامِـها الـهَدَبُ
فـلـتـسق أجـفـانـها حـلـمـا تــقـرُّ بــه
لـــو بــرهـة ؛ فـقـطـاةُ الـنـبعِ تـرتـقب
الــلــيـلُ يــحــمـلُ أحــزانًــا مــؤجـلـةً
فــي وجـنـةِ الـصبحِ عـنها أنـبأت نـدب
لـلـعشقِ قـصـتُه فــي كـربـلاءَ فـفـي
مـواقفٍ لأبـي الـفضل انتشى العجب
(عَـبَّاسُ) حَـطَّمَ فـي الماءِ الغرورَ فَلم
تَـــرِدْهُ إلا عــلـى اسـتـحـيائِها الـقـرب
حــسـامُـه وطــــنٌ والــنـصـرِ ضَـيَّـعَـهُ
فـالـنـصرُ بَــعـدك يــا عـبـاسُ مُـغْـتَرِب
حـيـثُ الـحـسينُ لـه عـينٌ عـليه بـكَتْ
وَأَتْـبَـعَ الـنـصرَ أُخْــرَى وَهْـوَ مُـحْتَسِبُ
لــم تَـجْـرِ فــي شَـفَتَيْهِ (الآنَ) مـعولةً
حـتى رأى الـنصر مـن زنـديه يـختضب
يـمَّمْتُ شَـطْرَكَ يـا (عَـبَّاسُ) بـي ظمأٌ
وقــربـةُ الــعـزِّ فـيـها الــرِّيُّ والـطَّـلَبُ
أحــدو سـؤالـي عـن الإيـثارِ مـحتشداً
فــي غـرفـةٍ قـد رمـاها وهـي تـلتهب
ضــجَّ الأنـيـنُ بـقلب الـماء ، وانـفجعت
لـهـول تـفـريطها فــي ريِّــه الـسـحب
هـذا (أبـو الـفضل) مـن كـانت مـيامنُه
جـيـشاً ويـسـراه فـيـها يُــورقُ الـعنب
كــفــاه أم ريـشـتـا الــرسـامِ غــادرتـا
فـي الـطفِّ لـوحةَ عشقٍ بوحُها عجب
لــلـهِ دَرُّكَ مـــن يـــومٍ قـــد انـفـطـرت
فــيـه الـسـماءُ وأورَى زنــدَه الـغـضب
لـــونُ الـسـماءِ تـنـاسَى فـيـه زُرْقَـتَـهُ
مــا يـشرقُ الـصبحُ إلا وَهْـوَ مُـختضبُ
يــومٌ بــه هـامـةُ الإســلامِ قـد فُـلِقَتْ
وَانْـدَقَّ حـتى مُشَاشُ العظمِ والعصب
ويـــــا أهــلــةُ لــــم يــبــرحْ يــؤرقُـنـا
مـنـذُ الـطـفوفِ ومـيـضٌ مـنك مـكتئب
ولا تــــزالُ ســمــاءُ الــطـفِّ واجــمـةً
فــثــمَّ بــــدرٌ عــلـى بـوغـائِـها تَـــرِبُ
جديد الموقع
- 2024-05-07 فاطمة السحاري : لا يسعفني قلمي ولا وجعي .. فالمسافر راح .. فرحمة الله تحتويك يا "البدر"
- 2024-05-07 الخريف يرعى تكريم اللجنة المنظمة للنسخة الثالثة لـ حرفيون
- 2024-05-07 ضمن برنامج الاحتفاء بأسبوع الأصم العربي ٤٩
- 2024-05-07 أهمية الكتب الورقية: لماذا الكتاب الورقي الذي يحمله الطفل بيديه أفضل من الكتاب الذي يقرأه على الشاشة؟
- 2024-05-07 الدور الخفي لدرب التبانة في الميثولوجيا المصرية القديمة
- 2024-05-07 القراءة ونشوة المعرفة
- 2024-05-07 أنامل على الأعتاب في مدح السادة الأطياب اصدار جديد
- 2024-05-07 أنامل على الأعتاب في مدح السادة الأطياب اصدار جديد
- 2024-05-06 ابن المقرب في بيت الشعر بالقيروان
- 2024-05-06 مدينة مصغرة لواحة الأحساء الزراعية