2020/08/26 | 0 | 951
صراعات التوجه لهوية الخطاب العاشورائي بالاحساء
اعتذر مقدماً لحالة الجرأة التي سأنتهجها في كلماتي ولكن حاجة الوقت الراهن تحتم الكم الهائل من المكاشفة علها تسهم في بيان حجم الانحراف الذي نمعن فيه بعلمنا وتخطيطنا لا بالمؤامرة التي نرمي عليها العلل .
ها قد استقبلنا موسم عاشوراء السنوي بما يحمله من محطات تعبئة عقائدية في حب آل البيت عليهم السلام واعتبارات التضحية والفداء للمنهج الذي تم ترويته بدمائهم الطاهرة ليستقيم الدين وتصحح بوصلة الاعوجاج الذي أرادها التيار المعادي لمنهج آل البيت عليهم السلام .
لربما في هذه السنة ستكون الخيارات محدودة بعض الشي بسبب ظرف القهر الوقائي وقد تتبدل الممارسات تبعاً لهذا الخيار الاجباري الذي سنعايشه ولكن يبقى الهدف وتبقى الغايات هي ذاتها دون أي تشويه أو انحراف بل سيساعدنا هذا الوضع لتوجيه الذوق العام نحو التمايز الاجباري وتقديم الخطاب السليم من العقيم .
في السنوات القليلة الماضية تمكنت آلات الفرز من التمايز نحو تصنيف الخطاب العاشورائي نحو فئات أساسية وكل فئة تحمل جمهور وتحمل كذلك تحدي في الهيمنة العامة فمنها:
• الخطاب الواعي ( التوعوي ) : وهو الذي يعتمد على الارتقاء بالمستوى العام من الناحية الفكرية والعقائدية عبر حالة الرصد العام وتقديم الفكر الشيعي بالمستوى اللائق بين المذاهب الاسلامية الأخرى بل ويتعدى ذلك ليمثل الدين الاسلامي تجاه الاديان الأخرى ومواجهة هجمات التشويه والالحاد والتشكيك وكان من ابرز نماذج هذه الخطاب منبر المنير للعلامة سيد منير والشيخ اسماعيل المشاجرة والشيخ عبدالجليل البن سعد والشيخ القرقوش وغيرهم من القامات التي خدمت المذهب بما تملكه من سعة اطلاع وتوظفه لهذا الاتجاه البناء.
• الخطاب التوجيهي ( النهضوي ) : وهي مدرسة أخرى لا تقل أهمية عن سابقتها إن لم تتعداها أهمية وترتكز على التوجيه المعنوي لما تمتلكه هذه الطائفة العريقة من مؤهلات مغيبة نحو البروز والتحدي وبالتالي النهوض بالمخزون المغيب نحو مجتمع أكثر ايجابية في صياغة المفهوم والتطبيق ولعل سماحة العلامة الشيخ حسن الصفار خير عنوان لهذه المدرسة التي تحظى بخصوصية تعتمد على سعة الافق ويشاركه بعض الاعلام كالشيخ فوزي السيف والشيخ أمجد الاحمد .
• الخطاب التربوي : وهذه المدرسة القديمة و الحديثة في آن واحد إلا أن تصدي مجموعة من المبلغين للتخصص بالخطاب جعلها من النماذج المميزة في الآونة المتأخرة كما عزز هذا الاتجاه حجم التفاعل الاجتماعي لهذا الخط بما يحمله من هموم اجتماعية ترتكز جانب السلوك وتقويمه وقد برع كثير من اعلام المنبر في ايجاد صياغة حديثة لهذا الخطاب نالت اعجاب السواد الاعظم من جمهور عاشوراء ومن ابرز الوجوه في متابعة المتواضعة المرحوم الشيخ عيسى الحبارة .
• المنبر العقائدي : وهو من أقوى الخطابات التي انتهجها تيار علمائي بالمنطقة ولكنه من أكثرها خطورة حال عدم الالمام من الخطباء المنتهجين لهذا المجال اذ أنه يتطلب متابعة دقيقة من المهتمين واطلاع واسع ومتابعات دقيقة لآخر ما توصلت له الابحاث العقائدية كما أن خطورته تكمن في النظرة للآخر بحيث يتحتم على المتصدي أن يكون ذا أفق جامع لما دونه وأن يبتعد عن لهجة الاقصاء والوعيد التي يقع البعض كأسرى لهذه الحالة المريضة والتي تزيد المشهد تعقيداً وتذهب به لغايات لا كما هو المعهود عنها . ومن ابرز الاسماء اللامعة سماحة العلامة الشيخ علي الدهنين وتلامذته بالمنطقة .
• منبر النياحة : وهذا الاتجاه ازداد توجه في الاعوام القليلة الماضية رغم تاريخه القديم بالمنطقة الا أنه تم تصديره بنمط أكثر توجه من ذي قبل واصبح له جمهور خاص لا يرغب الا بمثل هذه المنابر دون غيرها حتى اصبح تزاحم الاحلال بينه وبين المنابر الأخرى ظاهرة تزداد اتساع مع الوقت .وقد انفرد اصحاب الصوت الشجي من خطباء بهذا الشطر من المنابر واصبح علامة لهم بين المتابعين .
أطرح هذا التصنيف بالشواهد لا للحصر كما أن الشواهد من الافاضل وأهل العلم قد يتخطى ما قدمته ويزيد على ماذكرته ولكن طرحت الاسماء للتقريب وليس للحصر .
من ذلك نرى أن مع عظمة هذه الحالة التعبوية السنوية نفتقد لمنبر المبادرات الاجتماعية والعلمية زان كان بعض الخطباء قد قدموا في السنوات الماضية اهتمام ليس بالقليل ولكنه انقطع في السنوات المتأخرة لقلة الحاضنة وضعف حيلتها .
كما أنه نشب صراع وجودي لبعض المنابر على حساب منابر أخرى وبفلسفة خاصة تتأرجح بين غايات المنبر العاشورائي فمنهم من يرى أن النياحة أساس عاشوراء ومنهم من يرى استثمار هذه العشرة المباركة في الفروع الأخرى والتي قد لا تتوفر بيئة أفضل من موسم عاشوراء للتوجيه المجتمعي .
فتخيل معي عزيزي القارئ أن ينافس أهل الصوت الشجي علماء أفذا قد تربع بعضهم على قمة الابحاث الاصولية لسنوات فيكون التأرجح نتيجة غلبة الذوق الاجتماعي وتقديمه حتى أن بعض المجالس منعت منابر الوعي على حساب تقديم منابر النياحة في اهمال واضح لشريحة كبيرة تنتظر عاشوراء بصبر المتلهف ، رغم قناعتنا بأن التأجيج العاطفي لها اسهامه في تأصيل الميل واستدرار الدمع بما يؤصل الالتزام الخلقي الا أن استدراكنا بأن لا يكون ذلك الاستدرار غاية اذ يبقى وسيلة فقط لفهم المعالم الحقيقية للنهضة الحسينية
في أغرب ما نقل لي أن بعض الممولين لبعض المجالس يشترط على القيم على حسينية عدم جلب أهل الفضل من العلماء الخطباء والاكتفاء بالمداحين والمنشدين وإلا سيحجم عن الدعم السنوي ، وهذه من المآسي الكبرى والتي تعنى بكثير من التأمل الدقيق لغلبة المال على الدور الرسالي للمنبر وتحتاج الى كثير من الكشف الاجتماعي حتى تعود البوصلة للتوجيه السليم بما يحفظ المجالس الحسينية ويصون الشباب المترقب لهذه الاجواء المميزة على مدار العام.
فكما تدخل بعض أعداء الدين في تمويل ممارسات دخيلة على الشعائر وتغذيتها بهدف توسعة الشرخ العاطفي في كثير من أماكن اقامتها بالعالم واستغلال الاختلاف الحاصل بين مشروعيتها من عدمه لا بهدف الانتصار لفئة على أخرى بل لاستمرار ذات الاختلاف وتفتيت أي عرى للاجتماع والوحدة ، ها قد نجد أن البعض يمعن في السير على ذات المنهاج بقصد أم بغير قصد وبدراية أم بغيرها فالمحصلة هي حرف البوصلة الحقيقة لمبادئ الحسين ع وحصرها في جانب واحد وأهمال جوانب كثيرة لربما ذات أهمية خاصة ونحن في عصر غيبة الامام المهدي عج.
جديد الموقع
- 2024-05-04 عميدة اسرة العليو بالاحساء في ذمة الله تعالى
- 2024-05-04 فريق طبي في مدينة الإمامين الكاظمين (عليهما السلام) الطبية يجري عملية تثبيت وتعديل الفقرات القطنية لمريض بعمر (56) عام
- 2024-05-03 مستشفى اليرموك التعليمي يجري عملية قسطارية طارئة لمريض يعاني من احتشاء العضلة القلبية
- 2024-05-03 مستشفى الأمام علي (عليه السلام) العام في بغداد يجري عملية تداخل قسطاري طارئ لمريض يبلغ من العمر 48 عام
- 2024-05-03 "بيئة الأحساء تنفذ يوم بيئي مع جماهير نادي الفتح الرياضي"
- 2024-05-03 النجف رصاصة طائشة تصيب زائر أثناء تأدية صلاة المغرب في الصحن الحيدري
- 2024-05-03 بعد عقم دام 7 سنوات أسرة ترزق بتوأم في مستشفى كمال السامرائي
- 2024-05-03 طوارئ مستشفى الحلة التعليمي في بابل تنقذ حياة طفل تعرض إلى صعقة كهربائية
- 2024-05-03 مستشفى بعقوبة التعليمي في ديالى ينجح بإجراء عملية تطويل عظم الساق لمريض يعاني من قصر الطرف السفلي
- 2024-05-03 بعملية منظارية طارئة فريق طبي في مركز كربلاء لأمراض وجراحة الجهاز الهضمي والكبد ينقذ حياة طفل ابتلع قطعة نقود معدنية