2020/08/22 | 0 | 3551
الخطيب الحسيني:الشيخ أمجد الأحمد : من الداخل نبدأ
حسينية المطر بالفضول الثاني من محرم 1442 هـ
مقدمة:
يقول تعالى: (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ) الرعد 11
قام الإمام الحسين عليه السلام بدور التغيير والإصلاح من خلال مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وذلك حسب نظرته وعقديته وإيمانه وتحمل مسؤوليته لهذا المبدأ حتى يغير الناس ما بأنفسهم ولو لم يقم الآخرون بهذا التكليف الشرعي التزاماً بحديث جده رسول الله صلى الله عليه وآله: "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان".
وانطلاقاً من تلك الآية الكريمة تعرّض الخطيب إلى إحدى السنن الإلهية وهي (سنة التغيير) المرتبطة بسلوك الإنسان وبحالاته النفسية والروحية إذ وضحت الآية الكريمة بأن على الإنسان المؤمن أن يتحمل مسؤوليته والقيام بدوره على أن يبدأ بتغيير نفسه أولاً ثم يأتي العون من السماء لهذا التغيير.
فوائد:
1-علاقة العبد بربه من حيث زوال أو ضعف النعمة:
يتعرض الإنسان المؤمن إلى زوال أو ضعف إحدى نعم الله عليه، فواجب العبد حينها أن لا يقطع علاقته بربه وأن تستمر هذه العلاقة وأن لا يشك في عدل الله ولا يسئ الظن بخالقه وعليه أن يرجع إلى نفسه وسلوكه وذنوبه ومعاصيه ما الذي فعلت وغيرت حتى زالت وتبدلت هذه النعمة! يقول تعالى في هذا الشأن: (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ (30)) الشورى، ويقول تعالى: (لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (7)) سورة إبراهيم. وفي هذا المعنى ما ورد في دعاء كميل: "اللهم اغفر لي الذنوب التي تهتك العصم.. تنزل النقم.. تغير النعم.. تحبس الدعاء.. تنزل البلاء" ويقول تعالى: ( فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ (52)) الأنفال.
2-علاقة العبد بربه من حيث الابتلاء:
قد يزيل الله النعمة أو يضعفها من عبده المؤمن ليس بسبب الذنوب كلا، وإنّما من باب الابتلاء والامتحان ورفع الدرجات لهذا العبد كما هو الحال مع الأنبياء والأولياء والصالحين وفي ذلك ما ورد عن النبي الأكرم صلى ا لله عليه وآله عندما سئل أيُّ الناس أشد بلاءً؟ قال: "الأنبياء، ثم الأمْثَلُ فالأمثل، يُبتلَى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلابة زِيدَ صلابةً، وإن كان في دينه رقَّةٌ خُفِّف عنه، ولا يزال البلاء بالعبد حتى يمشي على الأرض ما له خطيئة".
3-علاقة العبد بربه من نواحي أخرى:
قد يسلب الله النعمة من الانسان المؤمن بسبب اجتهاده الخاطئ مع مجريات الحياة وقوانين الكون والطبيعة كإصابته بالمرض بسبب الاسراف في تناول الأطعمة المضرة بلا نظام صحي وكذلك باقي المشاكل العالمية من الفايروسات والأوبئة.
وعليه فإنّ حكمة الابتلاء وسلب النعمة من الله سبحانه هو إتاحة الفرصة للإنسان بمراجعة النفس والتفكير وتصحيح المسار.
4-الهداية:
تنبع الهداية أولاً من داخل الإنسان وباختياره وليس بالإجبار، يقول تعالى: (وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ) أي طريق الخير وطريق الشر فطلب الهداية لا تأتي إلا بطلب الإنسان واختياره لهذا الطريق، يقول تعالى: ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69)) العنكبوت. وورد عن أمير المؤمنين عليه السلام: " هدي من أشعر التقوى قلبه ".
5-إمكانية التغيير:
تدل الآية الكريمة على أن التغيير أمر ممكن للإنسان المؤمن وليس مستحيلاً ( حتى يغيّروا ). وأن السبب في عدم التغيير هو نتيجة عدة عوامل مؤثرة كالعامل الوراثي والاسرة والبيئة والمجتمع ولكنها ليست عوامل قاهرة لايمكن تغييرها كالفقر والجهل مثلاً حيث بالإمكان تحويل الفقر إلى غنى والجهل إلى العلم من خلال بذل الجهد المطلوب لذلك والسر هو في الرغبة في التغيير والسعي للأهداف المطلوبة وعدم الاستسلام للجهل وطلب العمل منذ الصغر إلى الكبر.
6-تغيير الذات:
تدل الآية الكريمة على الإنسان المؤمن أن يبدأ ويحدد مسؤوليته أولاً ومن ثم يأتي التغيير من خلال دوره في بيته ومجتمعه والإقرار بخطئه إن كان مخطئاً في نفسه أو ذهنه أو تصرفاته ومحاولة تقويم أفكاره وأن لا ترمى المسؤوليات على الآخرين وذلك في كافة نواحي الحياة أسرية كانت أو اجتماعية. وهنا التفاتة جميلة بأنه على المؤمن أن يبدأ هو بالتغيير تجاه نفسه وتجاه الآخرين خاصة ، فعن أمير المؤمنين عليه السلام في شأن الخصومة: " إحصد الشر من صدر غيرك بقلعه من صدرك ". وهو من أجمل الأحاديث تعليماً وتربية، وعنه عليه السلام: "من كرمت عليه نفسه هانت عليه شهوته".
جديد الموقع
- 2024-05-04 عميدة اسرة العليو بالاحساء في ذمة الله تعالى
- 2024-05-04 فريق طبي في مدينة الإمامين الكاظمين (عليهما السلام) الطبية يجري عملية تثبيت وتعديل الفقرات القطنية لمريض بعمر (56) عام
- 2024-05-03 مستشفى اليرموك التعليمي يجري عملية قسطارية طارئة لمريض يعاني من احتشاء العضلة القلبية
- 2024-05-03 مستشفى الأمام علي (عليه السلام) العام في بغداد يجري عملية تداخل قسطاري طارئ لمريض يبلغ من العمر 48 عام
- 2024-05-03 "بيئة الأحساء تنفذ يوم بيئي مع جماهير نادي الفتح الرياضي"
- 2024-05-03 النجف رصاصة طائشة تصيب زائر أثناء تأدية صلاة المغرب في الصحن الحيدري
- 2024-05-03 بعد عقم دام 7 سنوات أسرة ترزق بتوأم في مستشفى كمال السامرائي
- 2024-05-03 طوارئ مستشفى الحلة التعليمي في بابل تنقذ حياة طفل تعرض إلى صعقة كهربائية
- 2024-05-03 مستشفى بعقوبة التعليمي في ديالى ينجح بإجراء عملية تطويل عظم الساق لمريض يعاني من قصر الطرف السفلي
- 2024-05-03 بعملية منظارية طارئة فريق طبي في مركز كربلاء لأمراض وجراحة الجهاز الهضمي والكبد ينقذ حياة طفل ابتلع قطعة نقود معدنية