أقلام وكتابات
2020/02/17 | 0 | 1259
الزهراء ملهمة الأجيال
من يتتبع حياة هذه السيدة الجليلة - سلام الله عليها - يجد أن العطاءات التي قدمتها للإنسانية تتباين وعمرها الزمني الذي عاشته , إذ أن ما ظهر منها كان متقدمًا على بضع السنوات القلائل التي قضتها, ويتجلى لنا ذلك من خلال الوقوف على عدة دوائر أسهمت فيها – ع – بشكل جلي و واضح .
فعلى الدائرة الأولى :
نجدها - سلام الله عليها - أسهمت بشكل كبير في رفد صاحب الرسالة للقيام بما هو مناط به , ولا يخفى على كل ذي لب مقدار التعب والنصب الذي يطال الإنسان جراء ما يقوم به من مهام الإصلاح والتغيير سواء ما كان على المستوى النفسي أو البدني , فالآيات القرآنية الزاخرة تشير إلى ما لقيه النبي الأكرم – ص – في تحمل ذلك الأسى, حتى جاءت آياته تسكن من ذلك التوجع (فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ) , فكان دورها – ع – أنها خير مأوى لتلك الآلام التي كانت تثقل قلبه – ص – ومن يجلي الأتعاب عنه , ولذا جاءت تلك الكلمة التي قالها في حقها بأنها ( أم أبيها ) لما تحمله من قلب حاني وقادر على أن يبث الحياة من جديد في روحه الطاهرة .
ا أن الدائرة الثانية :
كانت الأنموذج الحي التي جسدت معنى الطواعية التامة في سبيل علاقتها بابن عمها أمير المؤمنين – ع – حتى قال: " تالله لم أُغضب فاطمة يومًا ولم أجبرها على شيء قط، وهي أيضًا لم تُغضبني ولم تُخالف أمري قط " فتلك العلاقة الوطيدة التي لها عميق الأثر على تشكل الكيان الأسري في بيتها – عليها السلام – حتى أضحت مهداً حاضناً ومستقراً يملك مقومات بناء الشخصية الإنسانية بكل جزئياتها الكاملة .
فالدائرة الثالثة :
هي تلك السيرورة الطبيعية للعلاقة الأسرية المنتجة و المستقرة والمتكافئة على كافة المستويات , حيث أنها صقلت هؤلاء الأبناء الذين سوف يصادفهم الكثير في مسيرتهم الرسالية , وبثت في نفوسهم الطاهرة كل مقومات الكمال التي تحدو بالإنسان أن يسير وهو يرقبُ الله في كل حركة أو سكنة تصدر عنه , كيف لا . وهي من تخلق القيمة في روح الموقف فحينما ترفع أكف التضرع والدعاء فإنها تبدأ بالجار قبل الدار , وحينما تطعم المحتاج وهي في أمس الحاجة لما في يديها الكريمتين , وكل ذلك الصنيع كان على عينيّ هؤلاء الأبناء .
وفي الدائرة الرابعة :
لم تكتفي الزهراء - عليها السلام – أن تقصر دور المرأة على جملة الأعمال المنحصرة بالدائرة الضيقة فحسب ( وإن كانت هي الأساس في ذلك ) , بل أعطت مفهوماً مغايرًا لما يتوجب على النسوة التي يحملن مشعل الهداية في كل الأزمان , فكانت تلك المرأة الواعية التي تتواجد في الأماكن التي يرضاها الله , وما يدفعها إليه حسها الإيماني , فكانت تذب وتدافع عن الحقوق المسلوبة ,وما قضية فدكها بخفيّة على المتتبعين , إذ أنها تلمست ناقوس الخطر الذي بات يداهم ذلك الجسد الإسلامي ليحرفه عن مساره الطبيعي الذي شاده النبي الأكرم – ص - , فكانت تلك الممارسة لا تُحسب على أشخاص بعينهم فحسب بل بما يتمثلونه من موقعية واسم قام على كاهل أبيها الأكرم – ص – فبوادر انحراف الرسالة الإسلامية باتت واضحة إليها من تلك اللحظة , وعليه قامت بما قامت به, لتنبه القوم بما يصنعون ويقومون به .
جديد الموقع
- 2024-05-05 قصيدة (مطية الغياب)
- 2024-05-05 افراح الغزال و الدخيل في رويال الملكية بالاحساء
- 2024-05-05 شَبَه الكتابة بالرسم
- 2024-05-05 ما بعد الوظيفة (1).
- 2024-05-05 ابن الأحساء الحبيبة الفلاح الفصيح
- 2024-05-04 بيت الشعر في الفجيرة ينعى الأمير بدر بن عبد المحسن
- 2024-05-04 الأمير سلطان بن سلمان : الأمير بدر بن عبدالمحسن ترك ارثاً لا يمكن أن يحمى مهما طال الزمن
- 2024-05-04 افراح الدويل و الغزال في احلى مساء بالاحساء
- 2024-05-04 عميدة اسرة العليو بالاحساء في ذمة الله تعالى
- 2024-05-04 فريق طبي في مدينة الإمامين الكاظمين (عليهما السلام) الطبية يجري عملية تثبيت وتعديل الفقرات القطنية لمريض بعمر (56) عام