2019/09/16 | 0 | 2480
عيال عمك في الهند
تخيل أن جدك في لحظة غضب قبل ستين عاما بصق في وجه عمك، وقرر عمك لحظتها الفرار للهند نقمة على هذا الموقف السخيف الذي يتكرر في عدد من قصص الهجرة.
لا شأن لنا بجدك ولا عمك، لكن عمك استقر في الهند وتزوج بهندية وأنجب (كومار) و (راجو) و (ميتالي)، بعد قطيعة السنوات الستين قررتم تجديد الوثاق، وذهبتم لبومباي، ولم يذبحوا لكم حاشي وطلياني ونعيمي، لكن من نعمة الله دجاج برياني مدبوغ بالفلفل، ثم جلستم واستحضرتم بصقة جدكم المرحوم التي غيرت مسار العائلة وترحمتم عليه ، ثم شخباركم؟ حياكم الله، اشلون الأمور؟
ثم ماذا؟
صحيح يجمعكم الدم لكن الروابط الثقافية معدومة لذا رغم قربى الدم لن تستشعروا بلذة القربى لأن القرابة فيها معاني الهوية والذكريات المشتركة، أتذكر قبل سنوات بعيدة جاءت موجة في بعض أقاربنا التواصل مع أبناء قرابة لهم من (المحمرة)، واشغلوا أمنا عمنا عيال عمنا، كنت أبدي تحفظا غير معلن لا أنكر أنهم أبناء عمكم من الجد الخامس أو السابع، لكن هو في الواقع ليس قريبك هو ابن ثقافته ابن مجتمعه، الأحساء عنده مجرد ذكرى طاعنة في القدم سمعها عن أبيه عن جده عن أبيه أنه قال.
سبب المقال أن اليوم بريطانيا اختارت رئيس وزرائها من أصل شركسي، وعمدة عاصمتها من أصل باكستاني، لو سألت الملكة إليزابيث لماذا يمسك هؤلاء الأجانب في مفاصل دولتك؟
لأجابتك جلالتها على الفور هؤلاء ربتهم بريطانيا وعملوا لأجلها، لا يعنيني أصله ودمه لأي جهة، لكن في قلبه لاشيء أعلى من بريطانيا، وثقافته انجليزية، ثم ستهمس الملكة العجوز في أذنك ياولدي السياق الثقافي هو من يشكل الشعور بالقربى والدم!
لو رأيت ابن عمك راجو في موقف سيارات يمسح نوافذ السيارات مع شلة من أصحابه الهنود حينها ستشعر أن الثقافة الاجتماعية هي الرحم الأقوى.
جديد الموقع
- 2024-04-28 الحاج معتوق الهدلق.. سيرة عاطرة
- 2024-04-28 بين لججِ الشك وفِخاخِ الغواية في ديوان (قبل التيه برقصة)
- 2024-04-27 أفراح سادة المكي بالمبرز تهانينا
- 2024-04-27 نادي أطياف يحتفي ب"قبل التيه برقصة"
- 2024-04-27 صدور الكتاب الرابع عشر لـ عدنان أحمد الحاجي
- 2024-04-26 الوائلي.. في أوج العلم والثقافة والأخلاق
- 2024-04-26 القراءة خارج الدائرة
- 2024-04-26 الشيخ الصفار يدعو لمواجهة تحديات الحياة بالثقة والأمل والنشاط
- 2024-04-26 مركز الملك عبدالعزيز للتواصل الحضاري يكرم بر حي الملك فهد
- 2024-04-26 فرع مركز الملك عبدالعزيز بالشرقية للتواصل الحضاري يكرم مركز بر الفيصلية .