شعر وأدب واندية ادبيه
2016/03/27 | 0 | 5009
بوصلةٌ على الشهيد
إلى أرواح شهداء الصلاة في أربعينهم " رحمهم الله تعالى " والذين قضوا ضحية إرهاب غاشم في جامع الإمام الرضا ( ع ) في ( محاسن ) بالأحساء
دامٍ فـــــؤادُكِ ، يـــــا ربــيــعَ فــــؤادي
تــتــجــرعـيـنَ مــــــــرارةَ الأحــــقــــادِ
ويـلـوحُ فــي ألَـقِ ابـتسامتكِ الأسَـى
مــتــربِّــصـاً ، بــالـمـشـعـلِ الـــوقَّـــادِ
لـــم يـخـتصرْكِ الـوقـتُ فــي رُزنـامـةٍ
مـــــنْ عـــالــمِ الأرقـــــامِ والأعـــــدادِ
لـكـنْ لِأهـلـكِ فــي الـخـلائقِ مـصحفٌ
مـــــــنْ طـــيــبــةٍ و كــــرامـــةٍ و ودادِ
فــنــداكِ يَــــروي ، و الــوفــاءُ روايــــةٌ
مــــا احــتــاجَ راويــهــا إلــــى إســنـادِ
مـــا ضــمَّـكِ الـغـربـاءُ يــومَ ضـمـمتِهم
كــانــوا وكــنــتِ ، كــريـمـةً و أعـــادي
تـنـمُو ورودُكِ فــي انـهـمارِ رصـاصِهم
ويــفــوحُ عــطــركِ رغـــم كـــل عــنـادِ
لــم يـقـتلوكِ .. قـتـلتِهم كـرمـاً .. نـدىً
أفــــديـــكِ قـــاتــلــةً بــغــيــر زنــــــادِ
مــن جـاءَ يُـلبسُكِ الـسوادَ ، ولـم يـكنْ
يـــومــاً فــــؤادُكِ حــافــلاً بــســوادِ ؟!
مــن داسَ صــدرَكِ يـا مـلاكَ خـواطري
فـــأراع يـنـبـوعاً ، وأفـــزع شـــادي ؟!
أبــلـتْ ( مـحـاسـنكِ ) الـريـاحُ ، وإنـمـا
بــرزتْ ( مـحـاسنَ ) رُغْــمَ ( آلِ زيـادِ )
أنـــا لا أحــبـكِ بـالـحـيادِ .. أقــولُ لــي
إنَّ الــخــيـانـةَ أن تـــكـــونَ حـــيـــادي
أنــــا لا أمــــوتُ و أنـــتِ أنـــتِ كـثـيـرة
تـتـنـاسـلينَ عــلـى صـــدى مــيـلادي
أنـــا لـــم أعـــدْ إلاّ إلــيـكِ ، فـلـم يـكـنْ
إلاَّ عـــيــونــكِ لـــــــي أوانَ مـــعـــاددِ
لابـــدَّ مــنـك ، أو انـتـهـتْ لـــيَ قـصـةٌ
طُـــويــت وعـــــدتُ لــسـالـفِ الآبــــادِ
أنــتِ الـعـديدةُ و الـوحـيدةُ فـي دمـي
ودمـــي يــعـادَى لـــمْ يـكـنْ لِـيُـعادي
قــد شـبَّ عـن طـوق الـقصيدة شـاعرٌ
قــد شــبّ عــن وجــعٍ و طَـوْقِ سُـهادِ
يـــــا ربُّ : كـــســرةَ لــحـظـةٍ أمــنـيـةٍ
نــحــيـا بـــهــا فــــي هــــذه الأبــعــادِ
كــلُّ الأنـيـنِ عـلـى الـطـريقِ طـرحـتُهُ
لــكــنْ جـمـعـتُـكَ يــــا أنــيــنَ بـــلادي
أنـا مـن سقطتُ على رصيفِ قصائدي
فـي نـدبِ مـن سـقطوا على السجَّادِ
ســألــمُّ أشــلائــي إلــــى أشـلائـهـم
حـــتــى أتـــــمَّ مــآتــمـي وحــــدادي
أبـنـي الـقصيدةَ أحـرفاً ؟ .. لا ، أعـظما
مـــقــدودةً مـــــنْ هـــــذه الأجــســادِ
و أصيخُ .. أسمعُ هل ضجيجُ عواطفي
فـي الـشعرِ يـعلُو أم نشيجُ مدادي ؟
يـــا أيُّــهـا الــغـازي ، غَـــزَوْتَ حـديـقـةً
كــانـتْ لِــجُـرحِ الأرضِ خــيـرَ ضــمـاددِ
انــصــتْ لـقـلـبكَ ثـــم قـلـبـك وحـــده
مـــاذا يـبـيـح الـقـلـب مـــن إرشـــادِ ؟
كـــن عــاطـلاً إلاَّ عـــنِ الــحـبِّ الـــذي
هُـــوَ مـــن يـشـدُّ الأرضَ فــي أوتــاددِ
لـــكَ مـــن يـقـيـنِكَ أن تــكـونَ مـوحِّـدا
ربّــاً ، و لــي شِـرْكـي ولــي إلـحـادي
عـانـقْ هُـنـا حــورَ الـمُـنى ، ثـمَّ ارتـفعْ
فــالــحـورُ مـــازالــتْ عــلَــى مــيـعـادِ
مـــا كــانَ ضــرَّكَ لــو سَـمَـوتَ بـفـكرة
مـــنـــذورةٍ لــصــنـاعـةِ الإســـعــادِ ؟!
مــا كــانَ ضــرّك لــو سـقـيتَ حـمـامة
مــاءً ، تـبـلُّ بـهـا الـشـغافَ الـصـادي ؟
مــا كــانَ ضــرَّكَ لــو سَـنَـدتَ شُـجيرة
كـــانــتْ لـــهــا الأيــــامُ بـالـمـرصـادِ ؟
مـــا كـــانَ ضـــرَّك لــو فُـتـنتَ بـظـبيةٍ
وأنـــا فُـتـنـتُ بـأُخـتِها فــي الــوادي ؟
مـا كـانَ ضـرَّكَ لـو وقـفتَ عـلى امـرئ
أعـمـىً ، وكـنـتَ لـهُ الـدليلَ الـهادي ؟
مـــا كــانَ ضــرَّكَ لــو نـفـضتَ سـتـارة
عـــن وجـــهِ نــافـذةٍ عـلـى الأعـيـادِ ؟ً
مــا كــان ضــرَّكَ لــو رسـمـتَ خـريطةً
لــلــحُـبِّ .. لــلأحــلامِ .. لــلإنـشـادِ ؟!
سـتـكـونُ أجـمـلَ مــا حـيـيتَ بـخـدمةٍ
وســتــدخــلُ الــجــنَّـاتِ دونَ جـــهــادِ
|
جديد الموقع
- 2024-05-07 فاطمة السحاري : لا يسعفني قلمي ولا وجعي .. فالمسافر راح .. فرحمة الله تحتويك يا "البدر"
- 2024-05-07 الخريف يرعى تكريم اللجنة المنظمة للنسخة الثالثة لـ حرفيون
- 2024-05-07 ضمن برنامج الاحتفاء بأسبوع الأصم العربي ٤٩
- 2024-05-07 أهمية الكتب الورقية: لماذا الكتاب الورقي الذي يحمله الطفل بيديه أفضل من الكتاب الذي يقرأه على الشاشة؟
- 2024-05-07 الدور الخفي لدرب التبانة في الميثولوجيا المصرية القديمة
- 2024-05-07 القراءة ونشوة المعرفة
- 2024-05-07 أنامل على الأعتاب في مدح السادة الأطياب اصدار جديد
- 2024-05-07 أنامل على الأعتاب في مدح السادة الأطياب اصدار جديد
- 2024-05-06 ابن المقرب في بيت الشعر بالقيروان
- 2024-05-06 مدينة مصغرة لواحة الأحساء الزراعية