2019/10/09 | 0 | 1284
يوم المعلم الخامس من أكتوبر
تفاصيل مُتعبة ... !
وحالها حال أي أم مع زخم من الإمنيات التي علقتها برجاء الله وايدي أطفالها ... أقسمت صادقة أن تكون لهم درعاً وأملاً وحياة ... جاهدت كي تكون الأفضل دائماً لأجلهم .. ومع كل ورقة تنبت على يباسها كان هناك طفل يكبر ... وحُب يتجدد .. حتى أصبحت يانعة بهم .. وهي تنتظر ذلك البرعم الندي أن يلحق بإخوته .. ولكنه كان إستثنائياً حتى في حكاية أسمه ويوم مولده .. تموسق بذكاء حولها ... لتجد فيه متكأ لتعبها ومرفأ أمان لخوفها .. كانت حياته مختلفة .. تكلم بسرعة اتقن كل مهارات الطفولة وتعداها ليفاجئ الجميع بعقلية متقدة في سن مبكر .. فكانت المعوذات وآية الكرسي هم دعائها له ... وماشاء الله حقاً كانت تكبيرة تحصينه وتسليمتيه .. عندما جربت القلم بين يديه وجدته يكتب وبعد ايام كان يقرأ .. أعدته لأول خطواته في طريق العلم ... وكانت تبشر نفسها ببداية يسيرة لطفلها لأنها تعلم يقيناً من هو هذا الطفل ... تعمدت أن تختار له أجمل الملابس وكذلك أجمل الحقائب ...وفي أول يوم كانت روحها تحوم حوله ..تقرأ عليه آيات الحفظ وتصلي لله أن يرجعه لها سالماً.. وأتى اليوم الثاني ... والثالث ليصفعها معلمه بأن طفلها لا يركز ويتحرك كثيراً... طلبت منه أن يمهله قليلاً ... ولكن كان الحكم الأول قد سيطر على ذهنه ... وكانت تلك نقطة البداية المؤلمة .. أتعلمون ما معنى أن يقودها ذلك الحكم أن تعرض إبنها على طبيب مختص بالاضطرابات ... ليطردها صادقاً (( أبنك سليم )) وتتسع دائرة القلق وهي ترى أبنها يتصرف بطريقة غير إعتيادية ... لا يكتب .. لا يقرأ ... كره المدرسة وربما كرهها هي لأنها أرهقته بالتريد واتعبته بتركيز النظر .. ليقول لها (( ماما تعبت )) .. كان يغفو وهي تحسب حسابات للغد الذي ستتلقى فيه إخفاقات إبنها وصور موجعة له ... كانت تبكي سراً .. وتدعو الله أن يلهمها الصبر ... وبعينيها شاهدت خفوت ذلك الطفل المضيء وذبوله .. لتأتيها صفعة غير محسوبة بتشخيص يقول لها إن طفلك غير طبيعي ويعاني ربما من التوحد ..إنفجرت بجنون الأم عندما يمس طفلها مكروه .. هي تعلم بأن إبنها ذكي وموهوب فكيف لهذا التشخيص أن يعدم ثقتها في ذلك ...حاولت أن تنقل طفلها لبيئة أخرى وفشلت ... وفي ليلة ربما تهاوى فيه صبرها .. كانت تعلم بأنها مختلفة في نجاحاتها .. ولا ضير بقليل من الإنتكاسات ولكن كل شيء إلا إبنها .. أوصدت عليها كل باب موجع ودعت لله سراً أن يختار لهذا الطفل السبيل مع خيار خلقه .. فقد اعيتها الوسائل وضل بها الطريق ... وفي اليوم التالي إنتقل إبنها إلى فصل آخر مع معلم آخر .. وهناك بدأت الحكاية الأخرى وبدأ شوقي يردد بيت شعره بإجلال ... كانت البداية صعبة وكأن هذا المعلم يبحث عن مفتاح للغز هذا الطفل البريء الذي تحول في أقل من شهر إلى آخر مزعج وكثير الحركة وغير مبالي ولا يتعلم ... وبكل ذكاء وحنكة وضع فيها خبرة سنواته في عمله ... وبطريقة إحترافية فهم تلك الأحجية الغريبة وبدأ يحرك خيوطه كدمية انصاعت ليده ... لم يكن طفلها الوحيد ففصله ممتلئ ممن يحتاجون لرعاية خاصة ... ولكن وبعد اقل من أسبوع من الترقب وصلتها أول البشائر ... فطفلها يستجيب ... ولكن يحتاج لشيء خفي آخر .. ولن تنسى هذه الأم الموجوعةتلك الخطة التي وضعها ذلك المعلم الملهم .. لطفلها كي تتبعها وتسير عليها بالبيت وهو يتابع بالمدرسة ... احتضنه كأب .. وعلمه كمعلم .. ولعب معه كصديق ... وأدبه كمربي ... ليس مع طفلها فقط وإنما مع كل الأطفال ... وبدت هناك تفاصيل جميلة رسمها هذا المعلم بكل هدوء وثقة .. فكلمات التشجيع الإطراء يخالطها نوع من الشدة والحزم .. مع الكثير من المشاعر .. فهو في حقيقة الأمر أستاذ بنكهة أب .. أسبوع واحد فقط ليعود بهذا الطفل إلى ماكان عليه ... أسبوع واحد فقط ليعرف مكامن القوة وأماكن الضعف .. وليضع قدميه على أول الطريق ... فما أصبره عليه وما أحلمه ... أعاده إلى قلبأمه معافى بعد أن أصابها الذبول والوهن
تفاصيل أخرى ...!
لم تكن تلك النهاية بل كانت البداية ... مع معلم أعطى للعالم كله درس لم يُحدد بمنهج أو خطة زمنية ... أو حضور قائد أو مشرف .. وإنما درس في إن التعليم هو مهنة الإنسانية الحقيقية قبل أن تكون تلقين أعمى من معلم إلى تلميذ .. لذا وجب علينا أن نشيد به في يومه ... (( الأستاذ بدر بن توفيق السماعيل )) ينحني التعليم ويرفع القبعة لمن هذب وأدب وأحب وعلّم ... شكراً لك بحجم السماء بالنيابة عن كل طفل اعنته على الإمساك بقلمه .. وتلوت على قلبه آيات القرآن بلسماً كي يحفظه ... وخصصته برشفات طمأنينة وحب ... أنار الله دربك وأثابك وجزاك الله خير الجزاء ..
تفاصيل حتمية ولا تقبل المزايدة ..
قم للمعلم وفه التبجيلاً
كاد المعلم أن يكون رسولا
وكل عام وكل معلم(( حقيقي )) بخير
جديد الموقع
- 2024-04-26 الوائلي.. في أوج العلم والثقافة والأخلاق
- 2024-04-26 القراءة خارج الدائرة
- 2024-04-26 الشيخ الصفار يدعو لمواجهة تحديات الحياة بالثقة والأمل والنشاط
- 2024-04-26 مركز الملك عبدالعزيز للتواصل الحضاري يكرم بر حي الملك فهد
- 2024-04-26 فرع مركز الملك عبدالعزيز بالشرقية للتواصل الحضاري يكرم مركز بر الفيصلية .
- 2024-04-25 اترك أثراً إيجابياً.
- 2024-04-25 مؤسسة رضا الوقفية تكرم الفائزين في مسابقتها التصوير الفوتوغرافي - النسخة الثانية
- 2024-04-25 «خيوط المعازيب».. والذاكرة المنسية
- 2024-04-25 ناشط قرائي
- 2024-04-25 يحيى العبداللطيف و ( دكتوراه ) جديدة لسجل شرف ( الينابيع الهَجَريّة )