2018/07/18 | 0 | 2346
وقفة مع شيخ المؤرخين الشيخ جواد الرمضان - الحلقة 19-2-21-22-23
الحلقة التاسعة عشر
الحاج أحمد بن عبد الله آل وايل :
وممن صارت لنا معه علاقة جيدة ومتينة الحاج أحمد بن عبد الله بن علي بن الشيخ عبد الله بن علي بن محمد آل وايل الذي كانت وفاته في هذه الأيام في أواخر شهر شوال عام 1432هـ ،وكان جدهم الشيخ عبد الله المذكور من كبار شعراء أهل البيت(ع) في الأحساء وعلى مستوى العالم الإسلامي وله ديوان يقع في مجلدين ،
فرغبتُ في حينه الاطلاع على هذا الديوان وعنوانه ( الدرر الفاخرة في مدح العترة الطاهرة ) فعرضتُ عليه رغبتي هذا واستجاب مشكوراً وحضرتُ عنده في منزله في إحدى الليالي من سنة 1393هـ ، وكان يسكن منزلاً في ( محلة الفداغم ) فأحضر في جلستنا معه الديوان المعني فتصفحتُه فرأيتً المجلد الأول معظمه في مدح الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) ، وأوله قصيدة طويلة تبلغ أكثر من ألف ومائتين بيت على قافية الهاء . والشاعر رحمه الله في هذه القصيدة يجاري هائية المرحوم الشيخ محمد كاظم الأزري البغدادي المتوفى سنة 1211هـ في قصيدته المعروفة ( بالأزرية ) ووجدت الجزء الثاني معظمه في رثاء سيد الشهداء الإمام الحسين (ع) وقصائده بالعربية الفصحى وبالحسجة والنعي واللطميات . ولاحظتُ أن بعض الصفحات قد أصابها بعض الرطوبة فانتشر حبر الحروف على الصفحات فنقلتُ منه بعض القصائد إذ أن الحاج المذكور لا يفرط بإعارة الديوان خوفاً عليه من الضياع أو التلف وتكررت اللقاءات مع الحاج المذكور وزاد اهتمامي بهذا الشيخ الشاعر وبديوانه وتبين فيما بعد أن له بعض المؤلفات فقد ذكر صاحب كتاب أنوار البدرين الشيخ علي بن حسن البلادي المتوفي سنة 1340 هـ بأن له كتاباً في الأدب على نسق الكشكول ورأيتُ في هامش كتاب أنوار البدرين لابن صاحب الكتاب الشيخ حسين القديحي المتوفي سنة 1387 هـ أن لهذا الشاعر الكبير كشكول موجود في (بلدة التويثير) عند المرحوم السيد عبد الله بن السيد أحمد بن السيد حسن بن السيد إبراهيم الحاجي الموسوي المتوفى سنة 1392هـ أبو السيد حافظ المعاصر فرغبتُ في الاطلاع على هذا الكتاب فراجعتُ السيد عبد الله رحمه الله فذكر لي أن الكتاب حالياً بحوزة السيد منصور بن السيد حسن الحاجي وهو خطيب وأديب من وجهاء أسرته (ببلدة التويثير) فتوجهتُ لزيارته وذلك في أيام أحد الأعياد فرحب بي غاية الترحيب وقام بواجب الضيافة خير قيام وكان ذلك في عصر أحد الأيام ووجدت عنده المرحوم الخطيب الزاهد العابد السيد محمد بن السيد هاشم الشخص رحمه الله وكان هذا اللقاء الأول مع الرجلين السيدين فسألتُه عن الكشكول فقال بأن الذي عنده جزء من ثلاثة أجزاء يتألف منه الكشكول فطلبتُ منه تصفحه والنظر فيه فنهض رحمه الله وأحضره فأخذتُ بالنظر فيه لمدة ساعتين حتى استعرضتُ مواضيعه وكونتُ فكرة عنه وكان نسخه عام 1284هـ ولم أطلب استعارته منه وبعد عدة شهور توفي هذا السيد عام 1393هـ وبيعت فيما كتبه وفي جملتها هذا المخطوط ولم نعلم من قد اشتراه من التركة. وبعد ذلك اطلعت بموجب البحث المستمر على كم هائل من الشعر من مراثي ومدائح للشيخ عبد الله المذكور في مجاميع الملالي والخطباء وفي قطع من ديوان الشيخ فعزمت على إعادة كتابة الديوان في نسخة صحيحة سليمة محققة بمقابلة النسخ التي توفرت لدي وأبديت استعدادي هذا للحاج أحمد بن عبد الله الوايل المذكور آنفاً فما كان منه إلا أن صور المخطوطة التي بحوزته وكلفني بكتابته من جديد ، فعملت في ذلك مدة سنة وأكثر حتى تمكنت من إخراج نسخة من الديوان للشيخ عبد الله . وجعلت لها هوامش وتعليقات كما كلفت الأخ الأديب الشاعر المؤرخ محمد بن الوالد حسين بن محمد بن حسين بن الشيخ علي الرمضان بكتابة ترجمة ومقدمة للديوان فكتب حفظه الله ترجمة مطولة فيها معلومات جيدة عن الشيخ المذكور وعائلته وعصره فسلمت ذلك كله للحاج المذكور إلا أن تلك المقدمة مع الأسف الشديد لم تلحق بالديوان عند طبعه . وبعد ذلك نقلت النسخة إلى (الكويت)وقد استلمها الحاج محمد بن أحمد بن علي الوايل نزيل (الكويت) الذي بدوره كلف الشيخ جعفر بن عبد الحميد بن إبراهيم الهلال بالإشراف على طبعه فطبع في مجلدين ولم يشر الشيخ جعفر إلى جهودي في هذا الموضوع لعدم إشعاره من قبل الوايل في الجزء الأول لكنه استدرك ذلك في المجلد الثاني .
الحلقة العشرون
ومن الدواوين الشعرية التي كتبتُها وبذلتُ جهداً في تنسيقها ديوان الجد الملا علي بن محمد بن علي آل موسى آل رمضان المتوفى سنة 1323هـ له ديوان شعر كبير عند أحفاده فبعد وصولي إلى (الأحساء) قادماً من (الشام) سألت أحفاد الشاعر عن الديوان فسلموه لي عن طريق حفيده المرحوم الحاج عبد المحسن بن الملا عيسى بن الشيخ علي الموسى الرمضان وكتبتُ منه بعض القصائد الشهيرة له التي اهتم بها خطباء (الأحساء) وبقي الديوان عندي مدة سنة ثم أن الحاج عبد المحسن المذكور جاءني وأخذ الديوان وبعد عدة سنوات على إرجاع الديوان جاء أحد أحفاد الشاعر من (الكويت) وطلب من أبناء عمومته أن يسلموه نسخة الديوان المخطوطة من أجل أن يسعى في طباعتها فأرادوا تسليمه لكن إحدى الحفيدات خشيت على الديوان من الضياع بإخراجه من الأحساء ونقله إلى (الكويت) فقامت بأخذ الديون وإخفائه عندها دون علم من أبيها وإخوتها وأعمامها ولما ألح عليهم الشيخ عبد الكريم بن الملا عبد الله بن الشيخ علي في طلب الديوان بحثوا عنه ولم يعثروا عليه فتعجب الجميع لاختفاء الديوان وحزنوا لفقد الديوان . فجاءني الشيخ عبد الكريم وسألني هل كتبت مجمل قصائد الديوان فقلتُ له : لم أكتبه بكامله وإنما كتبت القصائد الشهيرة لكن بما أن الديوان قد فقد فبإمكاني أن أجمع أكثر قصائد الديوان لمراجعة الملالي والخطباء ومحفوظاتهم فكلفني بهذه المهمة لأنهم قد يئسوا من العثور على المخطوطات فعملتُ على إعادة كتابة قصائد الديوان والتقيت بعدد من الملالي والخطباء المسنين في (الهفوف) (والقارة) فأخذتُ عنهم مشافهة واستعارة مجاميعهم ومخطوطاتهم حتى اجتمع عندي معظم قصائد الديوان وذلك بعد مضي سنة ووضعنا ترجمة للشاعر وافية كتبها الأخ الأديب محمد بن حسين بن محمد بن حسين الشيخ علي الرمضان سرد فيها سيرته وأخباره ومنزلته في عصره عند العامة وعند الخاصة وقربه من المرجع الديني الشيخ محمد بن الشيخ حسين آل أبي خمسين ثم جاء الشيخ عبد الكريم من (الكويت) واستلم الديوان الجديد وفي هذه الزيارة (للأحساء) اعترفتُ الحفيدة بوجود الديوان المخطوط عندها فأخذ الشيخ المذكور المخطوطتين القديمة والجديدة فتم طبع الديوان بالمطابقة بين النسختين ووضعوا الترجمة في المقدمة وبذلك خرج الديوان من الطباعة وكان ذلك سنة 1413/ 1992م ولكنهم أسقطوا قصائد الشاعر التي هي في غير أهل البيت (ع) فقد كان له قصائد في رثاء العلماء ومدح بعض الزعماء والوجهاء في عصره ( بالأحساء) .
الحلقة الواحدة والعشرون
أول عمل في محاولة التأليف جمع مراثي ومدائح بين دفتي كتاب وأسميته ( ديوان الأحسائيات ) يكون مضمونه قصائد الأحسائيين في المدح والرثاء وكان ذلك في عام 1390هـ وفي عام 1395 هـ تقريبا جاءني سماحة السيد هاشم الشخص وذكر لي وهي الزيارة الثانية بأن كتاب (منتظم الدرين في تراجم علماء الأحساء والقطيف والبحرين ) توجد منه نسخة عند القاضي الشيخ محمد صالح العريبي أحد علماء (البحرين) والقضاة فيها وأنه السيد قد زاره في (البحرين) وحاول استعارة المخطوطة من هذا الشيخ فرفض الإعارة وقال الكتاب لا يخرج من بيتي ومن يريد النظر فيه يكون ذلك عندي وفي مجلسي ويذكر السيد أنه حاول فيه فلم يسمح بالإعارة فرغبتُ في الاطلاع على هذا الكتاب فتوجهتُ إلى (البحرين) وزرتُ الشيخ وحاولتُ فيه وأعطيته الضمان بأن الكتاب يعود إليه وأنه في الحفظ والصون فلم يسمح فعدت إلى (الأحساء) خائباً وكان السيد حفظه الله قد نقل منه بعض التراجم لمشائخ (الأحساء) التي كتبها في جلسة أو جلستين عند الشيخ فأطلعني عليها وكتبتها. ولما عدت الأحساء رأيتُ أن أستعين ببعض الشخصيات التي لها تأثير عليه ولا يخالف لها أمراً فكتبتُ إلى الحاج يوسف بن عبد الله الصائغ زعيم البحارنة في أبو ظبي وكان رحمه الله يقربني ويحترمني غاية الاحترام وكنتُ أنزل عندهم في مضيفهم في مدينة (أبو ظبي) أيام ترددي عليها لبيع العباءات والبشوت. فطلبتُ منه أن يتصل بالشيخ المذكور ويطلب منه تسهيل مهمتي إذا وصلت إليه (بالبحرين) بإعارتي المخطوطة المذكورة فما كان من الحاج يوسف إلا أن طلب من الشيخ المذكور إرسال المخطوطة إليه فلما وجد الشيخ من يثق به سلمه الأمانة وأوصاه بالحفاظ عليها فوصلت المخطوطة إلى الحاج يوسف فأرسل لي الحاج المذكور رسالة يقول فيها إذا كان لك رغبة قوية في الكتاب فتوجه إلينا في حال السرعة لاستلامه والاستفادة منه وكان ذلك في سنة 1399 هـ فتوجهتُ إلى (الدوحة) وأخذت الطائرة إلى (أبو ظبي) وكان ذلك في شهر رمضان المبارك قبل الوفاة بأيام ولما وصلت إلى أبو ظبي استقبلني الحاج المذكور وأخوه الحاج محمد وأولادهما بالحفاوة البالغة وبعد الراحة أرسل في طلب الكتاب فجاؤوا به وإذا هو مدون في دفتر تجاري كبير فجلستُ بعد الغداء أراجعه وعزمتُ على التدوين ونقل بعض المعلومات منه وفي المساء بعد الصلاة والعشاء حضر الحاج يوسف وأخوه الحاج محمد وأولادهم للسهرة كعادتهم فجلستُ معهم بعض الوقت ثم نهضتُ للتوجه إلى غرفتي من أجل تدوين ونقل بعض التراجم فقال الحاج يوسف إلى أين يا أبا حسن فقلتُ له إقامتي عندكم محدودة بأيام معدودة وأرغب في نقل كل ما يهمني من الكتاب ، فقال رحمه الله أجلس والكتاب خذه معك إلى (الأحساء) وما دمت عندنا فلا تترك مجلسنا ففرحتُ بذلك فجلستُ عندهم وكذلك بقية الليالي التي أتت فيما بعد وفي يوم 22/ 9 حجزت للسفر إلى (الدوحة) على طيران الخليج وكان الحاج يوسف قد زودني ببعض المطبوعات الصادرة عن (دولة الإمارات المتحدة) فوضعتُ المخطوطة في ظرف وجعلتها في جملة المطبوعات ووضعتُ الجميع في كيس وودعتُ الجماعة ورجعتُ إلى الأرض الوطن . فأردتُ تصوير الكتاب فتعذر ذلك لقدم الأوراق وللخط الناعم جداً والحبر الأزرق الباهت الفاتح حيث كان نسخ المؤلف للكتاب عام 1366هـ ولأن طريقة التصوير كانت بدائية حيث كانت تصور للوثائق بالكاميرا العادية بواسطة فيلم ( فوتوغرافي) وصورت كم ورقة عند عبد علي بن حسين بن محمد الوايل وكان عنده استوديو للتصوير في أول شارع السويج . فعزمتُ فيما بعد على قراءتُه وتسجيله على أشرطة الكاسيت بالسرعة الإملائية حتى يتم لي فيما بعد إفراغ الأشرطة وكتابة مضمون الكتاب فشريتُ كرتوناً به عشرة أشرطة فئة ساعة ونصف وآخر وسجلتُ قسماً ثم تتبعت الأشرطة حتى تم تسجيله على 120 شريطاً من أشرطة الكاسيت يتفاوت كل شريط بين ساعة وساعة ونصف بالسرعة الإملائية ولما سجلته اطمأن قلبي بأن صار عندي مضمون الكتاب في هذه الأشرطة وبقي الكتاب عندي ستة شهور وبعد ذلك اتصل بي الحاج يوسف وقال الشيخ العريبي يريد الكتاب فتوجهت بالكتاب إلى (البحرين) ودخلتُ على العريبي وظننتُ بأنه سوف يعرفني بموجب الزيارة السابقة وموقفه مني في مسألة إعارة الكتاب لكن الظاهر أنه نسيني فقدمتُ الكتاب له على أنني رسول من الحاج يوسف أحمل أمانة له وهو هذا الكتاب وكنتُ قد جلبتُ معي كم كيس تمر فشكرني على ذلك واستلم الكتاب ثم بعد ذلك ولمدة سنة وأكثر أخذت في تفريغ الأشرطة وكتابة مضمونها ومحتوياتها فكتبت الجزء الأول وفرغت منه في يوم ....من شهر في عام 1400 هـ وبعد سنوات طلب مني السيد هاشم تصوير الجزء الأول فصورته له فنقل الصورة إلى مدينة قم فصورت هناك وانتشرت واستفاد منها بعض الكتّاب وعلى رأسهم الشيخ الأستاذ سالم بن عبد الله النويدري البحراني حيث ألف كتابه الشهير ( معجم أعلام الثقافة الإسلامية في البحرين ) وجعله أحد مصادر كتابه المذكور ونوه عن مخطوطتي التي كتبتها لنفسي في جملة المصادر والمراجع في آخر الجزء الثالث .
الحلقة الثانية والعشرون
وليس هذا الكتاب هو الكتاب الأول الذي سجلته على أشرطة ( كاسيت ) من أجل التفرغ وإفراغه من الأشرطة وكتابته في كتاب فقد استعرتُ عدة كتب وتعاملتُ معها نفس المعاملة فسجلتها على أشرطة الكاسيت للقراءة وفي نفس الوقت الاحتفاظ بمضمونها على أشرطة بمعيتي فمنها ديوان محمد بن علي البغلي وكشكول الشيخ عبد الله بن علي الوايل وكشكول الهمداني العاملي الأحسائي وكشكول الشيخ أحمد اللويمي وعدد من الرسائل العلمية الفقهية لبعض علمائنا مثل الشيخ الأوحد ، والشيخ محمد بن الشيخ حسين آل أبي خمسين ، والشيخ محمد بن الشيخ عبد الله العيثان ، والشيخ عبد المحسن بن محمد بن مبارك اللويمي ، والسيد كاظم الحسيني الرشتي ، والشيخ حبيب بن الشيخ صالح القرين، والشيخ أحمد بن محمد بن مال الله . حيث في فترة التسعينات آلات النسخ لم توجد في البلاد . كما سجلتُ مجموع شعر في مراثي أهل البيت (ع) للشيخ ناصر بن علي آل ناشرة ، وابنه الشيخ إبراهيم بن ناصر آل ناشرة ومن حدود 1390هـ إلى أيامنا هذه فقد قمتُ بإفراغ الأشرطة (الكاسيت) وحولتُها إلى مخطوطات ثم أخذتُ في طباعتها والبحث عما فقد منها من مواضيع وألحقتها أو أكملتها في المخطوطة الخاصة بي بعد إخراجها من الموسوعات العلمية والأدبية حيث كانت النسخ الأصلية لبعضها منفرطة التجليد ومختلطة الأوراق وفقد بعض الأوراق وتمزق بعضها وضياع بعض الهوامش نتيجة تمزق أطراف الأوراق . فبحثتُ عنها في الكتب التي في مكتبتي كل هذا من أجل خدمة العلم والأدب والتاريخ . كما قمتُ بجمع أشعار ومراثي لعدة شعراء من أسرة السبيعي وعنونتُ المجموع بعنوان مراثي السبيعيين . كما قمتُ بجمع ما تفرق من شعر الشيخ عبد المحسن اللويمي في ديوان صغير وأيضاً جمعتُ قصائد ومراثي الشيخ مغامس الأحسائي وكان الشيخ محمد السماوي النجفي قد جمع قصائد هذا الشاعر الكبير إلا أنني عثرتُ على زيادة من القصائد لهذا الشاعر فبحوزتي ديوان يحمل اسمه (الشيخ مغامس الأحسائي) وهذا الشاعر اختلف في موطنه ففي بعض المصادر تنسبه إلى (الأحساء) وبعض المصادر تنسبه إلى (البحرين) والظاهر أن المقصود (بالبحرين) ليس (بجزيرة أوال) وإنما (البحرين) المنطقة الكبيرة . وبعضهم ينسبه إلى (الحلة بالعراق) والظاهر أيضاً أنه انتقل من منطقتنا إلى (العراق) وتوطن (الحلة) من (العراق) حيث أن هذه المدينة كانت دار هجرة لطلبة العلوم الدينية في تلك العصور . وفي بعض المصادر أيضاً أن له ديوان كبير كان موجوداً عند بعض العلماء في (مدينة الدورق) من (إيران) وينقل أنه وقع حريق في منزل مالك الديوان واحترق أكثر أثاث البيت إلا نسخة الديوان بقيت سليمة لم تحترق والعهدة على الراوي . والغريب في الأمر أنني بعد مضي سنوات ليست بالكثيرة رجعتُ إلى بعض الأشخاص من طلبة العلم والخطباء وبعضهم قد انتقل إلى رحمة الله لأسال عن المخطوطات الأصلية التي سجلتها على الأشرطة فلم أجد لها أثراً في مكاتبهم التي صارت في عهدة أولادهم . ومن هذه الأمثلة أنه بعد وفاة الشيخ باقر بن الشيخ موسى آل أبي خمسين رحمه الله ذهبتُ لزيارة ابنه الشيخ حسن حفظه الله وطلبتُ منه تفقد مكتبة والده من أجل استعارة المخطوطات التي سبق أن استعرتها لمقابلتها على ما كتبتُ فلم أجد لها أثراً والظاهر أنه اختلفت عليها أيادي أولاد الشيخ باقر . وعندما عزمتُ على تأليف كتاب بعنوان فهرس المخطوطات في المكتبات الأحسائية الخاصة زرتُ الكثير من أبناء الأسر العلمية البارزة ومنهم الوجيه الحاج عبد الرحمن بن عبد الوهاب الموسى المغيري فاستعرضتُ مكتبته فوجدت فيها عدداً من المخطوطات وأهمها مخطوطة في مجلد كبير وموضوعها ما يرتبط بشمائل النبي (ص) وعليها تملك أحد أولاد صلاح الدين الأيوبي وعليها تملك بعض ملوك (اليمن) فأخذتُ مواصفاتها من عدد الصفحات وعدد الأسطر في كل صفحة ونوع الخط ونوع الحبر فأدرجتها في كتابي المذكور آنفاً. كما استفدتُ من مكتبة الشيخ أحمد بن الشيخ علي آل الشيخ مبارك فقد رأيت عنده عدداً من المخطوطات النادرة القديمة في الفقه المالكي ونسخة نادرة قديمة من (مقامات الحريري) فدونت مواصفات هذه المخطوطات في الكتاب المذكور.
الحلقة الثالثة والعشرون
نرجع إلى مواقف في سوريا
وفي إثناء الإقامة في (سوريا) في حدود 1380هـ جاءنا الشيخ أحمد بن حسن بن علي بن الشيخ عبد الله بن محمد آل عبد الله بن علي الوايل ومعه نسخة من كتاب أنوار البدرين في تراجم علماء الأحساء والقطيف والبحرين حملها من الكاظمية كهدية للأخ محمد حسين الرمضان وفرحنا بقدوم الشيخ رحمه الله وهو عالم فاضل يقيم في (الكاظمية) منذ سنة 1360هـ وهو عميد الجالية الأحسائية في (الكاظم) فرأيت الكتاب فأعجبت بموضوعه وكان قد طبع في (النجف الأشرف) عام 1377هـ الطبعة الأولى وتصفحته في الجلسة أثناء انتظار الغداء الذي أقامه الأخ على شرف الشيخ المذكور حيث كان الأخ مشغولاً باستقبال المدعوين وتهيئة الغداء ثم بعد أسبوع من الدعوة وبعد أن قرأ الأخ الكتاب استعرته منه فقرأته من أوله إلى آخره وتمنيت في حينه أن أضع كتاباً أكثر توسعاً عن علماء (الأحساء) حيث أن هذا الكتاب يضم تراجم لفئة قليلة من الأحسائيين ومعلوماته عنهم ضئيلة وهو مقسم كاسمه إلى ثلاثة أبواب باب عن (البحرين) التي هي (أوال) ثم (القطيف) وهي (الخط) ثم (هجر) وهي (الأحساء) وكتب لكل باب مقدمة تاريخية. وفي نفس الفترة تعرفنا في دمشق على رجل من أسرة البراك بالمبرز وهو والد وكيل محافظ (الأحساء) خالد بن عبد العزيز البراك فقد أحضر إلينا المرحوم حسن بن علي المهدي جاء به إلى مشغلنا فأخبرنا عبد العزيز البراك بصدور كتاب الشيخ محمد بن الشيخ عبد الله آل عبد المحسن العبد القادر عن تاريخ (الأحساء) وكنا قبل ذلك سمعنا أن هذا الشيخ له مساعي وجهود في تأليف كتاب عن تاريخ الأحساء فكان قد أخبرنا البراك بصدور طبعته الأولى فطلبنا منه أن يتفضل علينا بجلب بعض النسخ معه من (الأحساء) إلى (الشام) وبعد حوالي الشهر جاء المذكور إلى (الشام) ومعه بعض النسخ فاشترى الأخ محمد نسخة فرأينا عنوانه تحفة المستفيد في تاريخ (الأحساء) القديم والجديد وبعد أن نظر فيها الأخ لفترة أسبوع استعرتها منه وقرأتها وأعدت قراءتها عدة مرات. وكنت لما عدت إلى (الأحساء) عام 1388هـ اشتريت القسم الثاني من كتاب تحفة المستفيد من مكتبة الملا ، والقسم الثاني خصصه الشيخ العبد القادر في تراجم رجال العلم والأدب في (الأحساء) من عصور الجاهلية حتى العهد السعودي.
وفي نفس الفترة أثناء تواجدنا في (سوريا) أخبرنا المرحوم علي بن عبد الله بن عيسى آل أبي حليقة وكان من الطلبة الجامعيين في لبنان عن صدور كتاب بعنوان شعراء هجر من القرن الثاني عشر إلى القرن الرابع عشر الهجريين فاشتقنا إلى النظر في هذا الكتاب فطلبنا منه أن يوفر نسخة منه للنظر والمطالعة فيها فاستعار نسخة وأعطاها للأخ محمد وبعد أن طالعها الأخ المذكور استعرتها منه وباشرت النظر فيها وكررت مطالعتها وبعد عودتي إلى (الأحساء) فكرت في وضع وتأليف مستدرك على كتاب أنوار البدرين وبالفعل باشرت في جمع المعلومات عن علماء (الأحساء) ومشائخها وأدبائها في هذا المستدرك وقد أشار إلى هذا المستدرك سماحة السيد هاشم الشخص في أول مقدمة الجزء الأول من أعلام هجر في الطبعة الأولى 1410هـ وفي المقدمة إلى بعد المستدرك.
جديد الموقع
- 2024-05-18 إيماءات الأطفال، وماذا تعني
- 2024-05-18 أفراح سادة آل سلمان "الكاظم "و العلي " تهانينا
- 2024-05-18 الشاعران بيلا والحرز في منتجع ماربيا
- 2024-05-18 قاسم العبدالسلام عريسا في الدانة البيضاء بالاحساء
- 2024-05-18 التمار والحسان تحتفل بزواج ابنيها " علي وحيدر "
- 2024-05-18 قطوف دانية من كلام الإمام الرضا (عليه السلام)
- 2024-05-18 مشهد الطروبة "في ذكرى مولد المولى أبو الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام"
- 2024-05-17 (نادي ابن عساكر) يستضيف الباحث (المطلق) في فعالية (الآراء التاريخية الشاذة)
- 2024-05-17 أفراح الجزيري تهانينا
- 2024-05-17 الكتاب الذي ينسيك أنك تقرأ