2018/07/28 | 0 | 1716
من المخطوطات والوثائق الأحسائية(4 ) مجموع خطي
تمهيد:
شهدت الأحساء خلال القرن الحادي عشر حراك علمي كبير، تبعه هجرات علمية مختلفة إلى البحرين والمراقد المقدسة في العراق، وبلاد فارس في مختلف مدنها ومراكزها العلمية كشيراز، وأصفهان، ومشهد الرضا( عليه السلام)، ويزد، وغيرها من المدن الإيرانية، طلباً للتشرف بالدراسة أو التدريس فيها.
وكانت مدينة أصفهان من أهم المعاقل العلمية التي جذبت إليها عدد من العلماء، بعد أن اتخذتها الدولة الصفوية مقراً لدولتها، فكان من الأمور التي عملت عليها استقطاب العلماء والفقهاء الكبار من أمثال المحق الكركي، علي بن حسين العاملي(ت940 هـ)، والشيخ البهائي، محمد بن الحسين العاملي(ت 1030هـ)، والشيخ لطف الله الميسي العاملي (ت1033هـ)، والمير داماد، محمّد باقر الحسيني الاسترآبادي (ت 1041 هـ)، وغيرهم، فتتلمذ عليهم عدد من الأحسائيين خلال تلك الحقبة، ومنهم الشيخ محمد بن منصور الصائغ الأحسائي، الناسخ لهذه المجموع الخطي.
تعريف بالمخطوط:
يقع المجموع في(58)صفحة، مقسمة على أربع مخطوطات، وقد كتبت بخط جميل ورائع جداً يدل على فن وخبرة كبيرة بنسخ المخطوطات، وقد جعل حجم المخطوط داخل الصفحات صغير بمعدل ( 9 )سطر لكل صفحة، وفي كل صفحة( بين 6 – 9 كلمات)، وجعل هامش كبير داخلي بغرض كتابة الحواشي والتهميشات حول المخطوط وجميعها نقلاً عن لسان المصنف، وقد كتبت باتجهات مختلفة باحترافية، مستخدماً لبعض العناوين المداد الأحمر.
العنوان:
يحتوي المجموع على أربع مخطوطات وهي كما يلي:
1- الإثنا عشرية في الصلاة: الشيخ البهائي محمد بن الحسين العاملي( 953 - 1030هـ )، وكان الانتهاء من نسخها في أواخر جمادى الأول سنة 1024هـ ، ختمه بقوله:( انتهى بقلم العبد الفقير إلى الله الغني محمد بن منصور الأحسائي عفى الله عنهما، كتبها لنفسه بنفسه، وكان الفراغ مشقة مشقها في أواخر شهر جمادى الأول سنة الرابعة والعشرين بعد الألف في المحروسة أصفهان، قريب الجامع الكبير[1] ، والحمد لله على التوفيق).
2- الإثنا عشرية في الصوم: الشيخ البهائي محمد بن الحسين العاملي( 953 - 1030هـ)، وكان قد انتهى من نسخها سنة 1024هـ ، ولم يذكر في نهايتها تاريخ وإنما ربطها بالمجموع الخطي،
3- الإثنا عشرية في الحج: الشيخ البهائي، محمد بن الحسين العاملي( 953 - 1030هـ)، وكان الفراغ من نسخها سنة 1024هـ ، وقد كتب اسمه في نهايتها:(محمد بن منصور اللحسائي الصائغ).
وختمه ببيت من الشعر:
كتبت وقد أيقنت يوم كتبته بأن يدي تبلى ويبقى كِتابُها
4- مصباح المبتدي وهداية المقتدي: الشيخ أحمد بن محمد بن فهد الحلي( 757 - 841هـ )، وهي رسالة مختصرة في الواجب والمندوب من فقه الصلاة، قال في نهاية النسخة:( بقلم الفقير محمد بن منصور الهجري ضحى يوم الأحد الثاني والعشرين من شهر رمضان سنة الرابعة والعشرين بعد الألف ، بمدينة أصفهان في بيت محمد جلال حفظه الله).
وختمها ببيت من الشعر:
سبقى خطوطي بعد موتي برهة إلا أنها تبقى وتفنى أناملي
وكتب بيت آخر:
فيا ناظراً فيها سل الله رحمة لكاتبها المدفون تحت الجنادل
المصدر: مكتبة مجلس الشورى الإيراني، زودنا بنسخة منها الأخ والصديق العزيز الأستاذ علي بن يوسف الحمد.
الناسخ: الشيخ محمد بن منصور بن ناصر بن وحيد الصائغ الأحسائي الأصفهاني، ولد بمدينة البصرة، من أصول أحسائية، في العقود الأخيرة من القرن العاشر الهجري، في بيت علم ومعرفة، ، بل لا يبعد أن يكون والده ( منصور ) أيضاً من رجال العلم، لكن لم نجد إشارة لذلك.
وأخوه الشيخ حاجي بن منصور من الأعلام البارزين ومن نسّاخ الكتب، وكان مما ،كتبه عن نفسه:(حاجي بن منصور الأحسائي أصلاً، والبصري مولداً ومشأً، والأصفهاني موطناً )[2]، مما يعني ولادتهما في البصرة من الأسر الأحسائية القاطنة في هذه المدينة العريقة والتي شهدت هجرات أحسائية جماعية إليها خلال عدة قرون، ثم هاجر مع أخيه الشيخ محمد إلى مدينة أصفهان للدراسة الدينية على يد كبار الأعلام والفقهاء هناك.
تتلمذ الشيخ محمد على عدد من الأعلام البارزين عرفنا منهم:
- الشيخ لطف الله بن عبد الكريم الميسي العاملي الأصفهاني(ت1033هـ)، والذي كان يشغل منصب في الأوقاف وكان من المقربين من الشاه عباس الصفوي الذي بنى له مدرسة ومسجد يعرفان بأسمه، وقد درس على يديه في أصفهان عام 1023هـ ، وقد نسخ لأجل خزانته كتاب:( جامع المقاصد في شرح القواعد) للمحقق الكركي[3].
- الشيخ البهائي محمد بن الحسين العاملي( 953 - 1030هـ)، وكان تتلمذه عليه سنة 1024هـ، وقد نسخ بعض كتبه وكتب عليها حواشي عن لسان مصنفها الشيخ البهائي سجلها بقوله: ( منه ) أو ( منه دام ظله ) أو ( منه سلمه الله ) أو ( منه سلمه الله تعالى).
ذكره الشيخ آغا بزرك الطهراني في (طبقات أعلام الشيعة، الكواكب المنتشرة في القرن الثاني بعد العشرة)، فقال ما نصه:(رأيت بخطّه مجموعة فيها ( إيضاح الاشتباه ) للعلامة الحلّي ، والأثنا عشرية الصومية، والحجية البهائية، والوجيز المجلسية، كتبها لنفسه، وصححها وقابلها واتعب نفسه فيها، وملكها بعده الحسين الماحوزي( ت1181هـ )شيخ صاحب (الحدائق )[4].
كان حياً سنة 1045هـ.، وهو آخر تاريخ رأينا له أثر.
التقييدات:
قيد تملك من الناسخ نصه:(كتبه لنفسه بنفسه محمد بن منصور الأحسائي في المعمورة أصفهان).
وقيد تملك آخر[5]:(دخل في نوبة العبد الفقير إلى الله علي ... محمد بن نصر الله بن موسى بن نصر الله الليثي رحمهم الله).
وهناك قيد تملك ثالث لم يعرف صاحبه نصه:( دخل بالشراء الصحيح في كتبي وأنا العبد الذليل المحتاج إلى رحمة ربه الجليل تراب أقدام الطلبة ابن علي لطفعلي حشرهما الله مع أئمته الطاهرين).
كتب بيت شعر:
يعاندني دهري كأني عدوه وفي كل يوم بالمضرة يلقاني
وكتب قيد تعريف بالكتاب:(أثنا عشر كتاب في الصلوة والصوم والحج من تصانيف شيخ الإسلام والمسلمين الشيخ بهاء الملة والدين محمد بن الحسين بن عبد الصمد الحارثي الهمداني العاملي حفظه الله).
ويوجد قيد تملك آخر من الناسخ في أول صفحة:(كتب هذه المجموعة بيده الفانية المقصر الفقير محمد بن منصور اللحسائي في المعمورة أصفهان في زمان الملك العادل سلالة المختار وحيدر الكرار الشاه عباس الحسيني- أدام الله أيام دولته. آمين آمين آمين.
قريب من المسجد الجامع الكبير سنة الرابعة والعشرين بعد الألف من الهجرة النبوية، وصلى الله على محمد وآله).
بعد أن كتب النسخة ذيلها بالكثير من الهوامش والحواشي ختمها بقوله ( منه ) أو ( منه دام ظله ) أو ( منه سلمه الله ) أو ( منه سلمه الله تعالى).
الفوائد المستخلصة:
- أن هجرت الشيخ محمد بن منصور الأحسائي إلى أصفهان قبل سنة 1023هـ، وكان الغرض الأساسي منها، الدراسة العلمية، فتتلمذ فيها على الشيخ البهائي، والشيخ لطف الله الميسي العاملي، ولعل الدرس كان في (الجامع الكبير)، الذي يحتمل أن الشيخ ا لبهائي يقيم درسه فيه، لسعته ولكثر من يحضر درسه من رجالات العلم.
- أن الشيخ محمد بن منصور إضافة إلى علمه ودقة ملاحظته لما دونه من تهميشات وتذييلات لشيخه البهائي على مصنفاته؛ يمتاز بجودة الخط والخبرة الواسعة في أصوله وقواعده.
- إن النسخة التي بقلمه لشيخه البهائي تعد من أفضل النسخ، لكونها كتبت في حياة المصنف وقريب منه، ولوجود تهميشات وتذييلات كثيرة من لسان المؤلف نفسه.
- أن الشيخ محمد بن منصور الأحسائي، بلغ مرتبة علمية عالية بتتلمذه على الأعلام الشامخة في عصره، والتي عادة يحضرها من تخطوا المراحل العلمية ليتسنى لهم الحضور هذه دروس الدقيقة والعالية، ولعل هذا ما أشار إليه الشيخ الطهراني عنه.
جديد الموقع
- 2024-05-20 البريد السعودي | سبل ومجموعة فقيه للرعاية الصحية يوقعان اتفاقية إيصال الأدوية والمستلزمات الصحية للمستفيدين في أنحاء المملكة
- 2024-05-20 الندوة العالمية: خادم الحرمين الشريفين يحظى بحب الملايين التي تحيطه بمشاعرها ودعواتها
- 2024-05-20 سمو الأمير سعود بن طلال يستقبل مديرة مؤسسة رعاية الفتيات بالأحساء
- 2024-05-20 أعضاء جمعيــة المتقاعديــن بالمنطقة الشرقية يقدمون التهنئة لمدير عام فرع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بالمنطقة الشرقية
- 2024-05-20 محافظ القطيف إبراهيم بن محمد الخريف يرفع شكره للقيادة الرشيدة على ترقيته للمرتبة الخامسة عشرة
- 2024-05-20 المهندسة الشايب تشارك جمعية_المهندسين_الكويتية للاحتفال بيوم المرأة ٢٠٢٤
- 2024-05-18 إيماءات الأطفال، وماذا تعني
- 2024-05-18 أفراح سادة آل سلمان "الكاظم "و العلي " تهانينا
- 2024-05-18 الشاعران بيلا والحرز في منتجع ماربيا
- 2024-05-18 قاسم العبدالسلام عريسا في الدانة البيضاء بالاحساء