2021/04/09 | 0 | 2562
مع جواد الرمضان من الإبرة إلى صناعة التاريخ
مجلة اليمامة -ذاكرة حية - محمد عبد الرزاق القشعمي
قابلته لأول مرة نهاية عام 1421هـ 2000م عند قيام النادي الأدبي بالمنطقة الشرقية، الدمام بدعوة الأستاذ عبدالكريم الجهيمان لتكريمه أثناء حضوره للمنطقة بدعوة كريمة من مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام الأستاذ صالح بوحنية، وكان رئيس النادي الشيخ عبدالرحمن العبيد حفياً بالجهيمان بصفته رائداً للصحافة في المنطقة إذ سبق له أن أصدر أول صحيفة بالدمام عام 1374هـ 1955م. وكان يمثل الأحساء في عضوية مجلس إدارة النادي – وقتها – الشيخان أحمد المبارك وجواد الرمضان. ومن حسن الحظ أن كان جلوسي إلى جوار الرمضان أثناء الحفل الخطابي. وقد سبق لي أن سمعت به وباهتماماته التاريخية وبأعماله الموسوعية، وقد عرف أنني أقوم بتسجيل التاريخ الشفوي للمملكة بمكتبة الملك فهد الوطنية بالرياض. فدعوته لزيارة المكتبة عندما تسنح له فرصة قدومه للرياض، أو تحديد موعد لزيارته بالأحساء، فحاول الاعتذار بكل لطف، وقد أسرني بابتسامته وحسن خلقه، وبعد سنة زرت الأحساء وقابلت الشاعر عبدالرحمن المنصور وعبدالله المغلوث وغيرهم وسجلت معهم، وسألت عن الرمضان فوجدته مسافراً خارج الأحساء. والآن وقد رحل إلى الدنيا الآخرة رحمه الله فلابد من ذكر بعض ما تركه للأجيال القادمة من ثروة علمية معرفية بذكرها والاستشهاد ببعض ما قال عنه معاصروه. وكما قال أحد الأدباء بما معناه أن الإنسان يعيش حتى المائة من عمره وتنتهي حياته بموته، أما ما يكتبه من علوم ومعارف فهي تبقى لسنوات طويلة.
وجدت د. جاسم الياقوت قد ترجم له في (موسوعة رواد الإعلام السعودي) قائلاً: « الشيخ جواد بن حسين بن محمد الرمضان هو الكاتب والأديب والمؤرخ من أبناء الأحساء. هجر مهنته خياطة المشالح ليتفرغ للتأليف والبحث عن تاريخ علماء وأدباء الأحساء والقطيف والبحرين. تعلم في الكتاتيب، وتنقل بين الأحساء والبحرين والعراق وسوريا في طلب العلم والبحث في الكتب والدوريات والمخطوطات، وجمع كثيراً من المؤلفات والمخطوطات ومن أهم مؤلفاته:
1ـ كتاب (مطلع البدرين في تراجم علماء الأحساء والقطيف والبحرين) يقع في 12 مجلداً، طبع منه جزءان.
2ـ كتاب (معجم أعلام الأحساء في العلم والأدب).
3ـ معجم أعلام أنساب الأحساء تبين (معجم العائلات والأسر الأحسائية).
4ـ كتاب (قلائد الجمان في تراجم علماء وأدباء آل رمضان).
5ـ كتاب (إسناء المعان في تراجم أعلام آل أبي المكارم).
6ـ كتاب (نفائس الأثر في تاريخ هجر).
7ـ كتاب (ديوان الإحسائيات)... وغيرها.
وقال إن لديه وثائق ومخطوطات تفوق الألف مخطوطة...إلخ.
وجدت السيد/ هاشم محمد الشخص قد ذكر في مقدمة الجزء الأول من موسوعة (أعلام هجر.. من الماضين والمعاصرين) 3 أجزاء. قد ذكر في مقدمة الجزء الأول الكتب التي تناولت أعلام الأحساء، ومنها: « 6ـ مطلع البدرين في تراجم علماء القطيف والأحساء والبحرين. للباحث المعاصر الحاج جواد بن حسين آل العلامة الشهيد الشيخ علي الرمضان الأحسائي، وهو موسوعة قيمة لم تتم، أطلعت على بعض مسوداتها في الأحساء ونقلت عنها «.
وقد اطلعت على كتاب (أمالي الرمضان.. بقلم سلمان) للسيد سلمان بن حسين الحجي، وقدم له المهندس عبدالله الشايب، وقد تضمن الكتاب تسجيلاً موثقاً للقاءات تمت مع الرمضان من 28/3/1432هـ إلى 10/7/1433هـ وعلى مدى خمسين جلسة روى فيها ذكرياته العلمية والثقافية والتاريخية قال في ختامها: «... قد اصطحبنا فيها القارئ الكريم في رحلة أدبية تاريخية رُبّان سفينتها الأديب المؤرخ الكبير الحاج جواد بن حسين الرمضان، من المناسب إلى أن نشير أن جمع المجلس وتحصيل هذه الفوائد والعمل على إخراجها بأجمل صورة ممكنة قد استغرق واستمر لأكثر من سنتين ليلاً ونهاراً...» ص398.
وقد تحدث المهندس الشايب في تقديمه واستعرض أهم محطات حياته ومنها: « 7ـ كما أن خياطة البشوت التي أمتهنها تعلم الصبر والجلوس طويلاً والعمل الدقيق والتأمل، بمعنى أن نفس الحرفي تتروض على الأداء المتقن والتركيز، نجد انعكاساً واضحاً في التهذيب والأخلاق الرفيعة التي يتمتع بها من بشاشة الوجه إلى صيغ الترحيب التي لا تنقطع...» ص10.
وقال عن تسامحه من ناحية المدرسة الفقهية التعبدية سواء على مستوى التعددية المذهبية في الأحساء (سنة وشيعة) أو من في داخل المذهب من الناحية المرجعية... وعند إنشاء نادي المنطقة الشرقية الأدبي تم تعيينه عضواً في مجلس إدارته لمدة ثلاثة عشر عاماً.. وأشاد بعمله الموسوعي لأدباء الأحساء والقطيف والبحرين... وقال إن معرفته به تعدت الربع قرن، وهو الأب الحاني، وهو الأخ الصدوق وهو الزميل المتعاون... وقال إنه تعلم من خلال اللقاءات الخاصة القدرة على التفريق بالمعنى الذي ليس كل ما يعلم يقال، وإن حسن الصحبة هو أن خير الأصحاب من صَدقَك وليس من صَدقّك.
وعند قيام النادي الأدبي بالأحساء بتكريمه منتصف شهر رمضان 1438هـ الموافق 8 يونيو 2017م أعد المهندس عبدالله الشايب والباحث أحمد البقشي كتاباً بالمناسبة، (شيخ المؤرخين.. الحضور والمنهج)، طبعة خاصة بمبادرة منهما وزع لحضور الحفل فقط، ضم 21 شهادة لعدد من أدباء وشعراء وأصدقاء وأبناء الرمضان، ومما قالاه في مقدمة الكتاب عن تواضعه وتصاغره: «... التصاغر عند شيخ المؤرخين جواد الرمضان هو اكتساب خلقي وآداب لزومة الاعتراف والعرفان بحق هذا الشيخ الجليل قامة في مشهد الفكر الأحسائي» ص5.
وقد خصص الشايب في آخر الكتاب 9 قفشات من خلال مرافقته في عدة مناسبات منها: «... التغير الحاصل جراء التنمية في واحة الأحساء... إن نباهة الشيخ المبكرة جعلته شاهداً مباشراً على هذا التغير، لكن الأهم أن وعيه سجل لنا ذاكرته الطيبة عن تلك الحقبة بتفاصيل كثيرة.. حافظ ووثق تلك المشاهد والمفردات ووصف لنا الموروث بشكل عزز أمرين الأول التناقل المعرفي، والثاني وهو الأهم تعزيز الهوية للناشئة بربطهم بمعطيات ماضيهم الجميل، فضلاً عن عمقه التاريخي الذي يمتد لتسعة آلاف عام إلى الوراء» ص160
في القفشة الرابعة: «... الشيخ جواد مع إضافة مكتسبه من القراءات وما كسبه من هجراته وتنقلاته، يتقن فن الحديث بين الإنصات الذي يعطي المتحدث نشوة الاستمرار وبين أن يتكلم مستفيداً من طريقة الأداء للجمل مستخدماً الهوينى لكن باسترسال، ينظر إلى مجالسيه وربما أشار برفع يده أو ابتسم عند موردها، أيضاً يستخدم الإلتفات لإشعار الحضور أن كل واحد معني بحديثه، هذه الكاريزما في التكلم تجذب الإنتباه والمتابعة لحين انتهائه..» ص161.
وفي القفشة الخامسة: «... والشيخ جواد فارس أحسائي ونخلته الشامخة التي تعطي تنوعاً ثمرياً يتعاطى مع مختلف الأطياف بما يكلل ميزان خلقه بوصف الإعتدال، وهو إذ ينحو تطبيقاً لذلك يعتد بخصوصيته التي يستجلب مآثرها الجميلة ليحقق حالة الإقتداء..» ص163.
وبعد أن ذكر الأسواق العربية الرئيسية ومنها سوق هجر... وكونها تقع على خط القوافل القديم ما عرف بطريق التمور أو طريق التوابل والبخور، الذي يعقد لأربعين يتم فيه تبادل البضائع وتسوق الأحساء منتوجاتها، ولا يمكن إغفال أثر السوق في جوانبه الاجتماعية والثقافية والسياسية... وجمعية [ لقاءه الأسبوعي أيام الجمع ] الشيخ جواد الرمضان نتاج أصيل لهذا النوع من الأسس التي تتعدى فيها حالة الإستعداد والكرم إلى حالة الإنتساب لها لما تمثله من مفارقة...» ص164. ومع ريادة الشيخ للمؤرخين خاصة ما يتعلق بتاريخ الأحساء والجزيرة العربية هناك حركة معاصرة من الشباب الأحسائيين الذين أصبحت أسماؤهم واردة، ولهم مطبوعات، وهم في محيط الشيخ تدارسوا معه كثيراً من أطروحاتهم وتبادل المعرفة.. وفي قائمة طويلة ذكر منهم 16 شاباً» ص166.
وفي القفشة التاسعة قال: «... من هنا فإن اشتغال شيخ المؤرخين في تاريخ الأحساء أثمر حالة تراكمية من المعلومات وأصبح محوراً يرتكز إليه لما اتصف من منهجية بحثية واستيفاء المعلومة وتحقيق مدى وثاقتها... ولذا فإن الباحثين من داخل الأحساء وخارجها ثبتوا مرجعيته كمصدر مباشر واعتمدوا عليها في نتائجهم.. وذكره عنواناً لهذه الكتب. ص169.
وفي الختام « هو بعض وفاء لشيخ المؤرخين الشيخ جواد الرمضان، ولن يكون هذا آخر العهد به إنما هي بداية توثيق هذه التجربة الجميلة والمؤثرة في مشهد الفكر الأحسائي» ص170.
وقبيل وفاته رحمه الله صدر كتاب (تكريم شيخ المؤرخين والمكاسب الكبرى) للأستاذ علي محمد عساكر، قدم له المهندس عبدالله الشايب قال فيه: «... كان شيخ المؤرخين في ميدان معركة الحياة، وسبر غور مفردات التاريخ، بين المخطوط والمكتوب، وبين الرواية الشفهية مع سني عمره وأماكن أصّلت معرفة ضمن تجربة حضورية.
شيخ المؤرخين الذي استوعب مفردات متعلقات التاريخ، ساندته مواهب صقلها مع الوقت، ومهارات مكتسبة عكسها صدق وجدية المنهج، واقتدار الربط، واستحضار المعطيات، وكان الأهم هو توخيه الدقة، وقدرة الاستنباط بناء على القرائن...» ص10.
استعرض في الكتاب أهم المحطات والمواقف التي نقلته من مهنته – خياطة البشوت – إلى هواية نبش وتوثيق تاريخ المنطقة وعلمائها.
ثم استعرض فقرات حفل تكريمه في النادي الأدبي بالأحساء من قصائد وكلمات وخطب وتغطية إعلامية. وخصص القسم الثاني (مع المكاسب الكبرى)، ومنها: «... نبذه للطائفية البغيضة، وبغضه الشديد لها، وانفتاحه على الجميع من مختلف الطوائف والمذاهب... ودماثة الخلق، وحسن العشرة.. وتحليه بالقيم الإنسانية الفاضلة... فكل من عرفه يشهد له بتواضعه، ونكران ذاته، وعدم حرصه على الشهرة... فلم يكن همه الظهور الإعلامي، ولا الكتابة الصحفية، ولا التردد على المحافل الاجتماعية، ولا المشاركة في الفعاليات الثقافية... إذ فرّغ نفسه لهدف سام نبيل، وأخلص له كل الإخلاص، واجتهد في تحقيقه كل الاجتهاد.. وأتى في حفظ تراث دول الخليج عموماً، ومثلثها الثقافي خصوصاً، بنتاج تاريخي ضخم لم يسبقه إليه أحد.
وعند سؤاله عن عدم حضوره وبروزه في الساحة الأدبية وكتابته في الصحف قال: أنا موجود للقراءة والاطلاع والبحث، ولست من كتاب المقالات والزوايا الصحفية...أفضل أن أعمل في صمت، ولكن أنا معروف في محيطي، وألتقي بكثير من الأدباء والشعراء بشكل مستمر» ص56. وعن أهمية بحوثه في حفظ تراث وتاريخ المنطقة الجغرافية المهمة من العالم، إضافة إلى ما تمتاز به من سمات ليست متوافرة في غيرها من المؤلفات المتعلقة بهذا الموضوع والتي منها:
« 1ـ امتدادها الزمني، الذي يصل إلى العصر الجاهلي.
2ـ احتواؤها على ترجمة لكثيرين ممن لا توجد لهم ترجمة في غيرها.
3ـ التوسع في ترجمة من قام غيره بترجمتهم اختصاراً.
4 ـ التصحيح للأخطاء الموجودة في بعض كتب السير والتراجم.
5 ـ الشمولية في الترجمة، وعدم اقتصارها على ترجمة طائفة دون أخرى» ص70.
وعن منهجيته في البحث، ومصادر مؤلفاته، واستقاء معلوماتها ذكر منها:
•المقابلات الشخصية مع أحفاد العلماء والشعراء الماضين وأقاربهم.
•كتب التراث الأدبي والعلمي رغم قلتها.
•التوجه إلى محاريب المساجد القديمة، حيث كانت تترك فيها بعض الأوراق والكتب الأدبية والعلمية، وإلى جبل القارة، حيث كانت ترمى فيه أكياس مملؤة بالكتب والأوراق والصحف.
•الاطلاع على الصكوك والوصايا.. مما يساعد على معرفة أنساب المشترين والبائعين والقضاة والشهود. ص104.
وبعد وفاته يوم الأربعاء 27/10/1439هـ 11/7/2018م أصدر فتى الأحساء إبراهيم سلمان بوخمسين كتاب بعنوان: (المؤرخ جواد الرمضان... من الإبرة إلى صناعة التاريخ) استعرض فيه أهم الكتب التي صدرت عنه، والمقالات والقصائد التي رثته بعد وفاته رحمه الله وعددهم 47 مشاركاً. مع ملحق بالصور عند تأبينه.
نختار منها في (واحة الشعر) ما قاله الشاعر جاسم الصحيِّح: « الحزن عليك يا (أبا حسن) أوسع من حناجر كل العلماء الذين جمعتهم في كتابك (مطلع البدرين):
لو أن من ينعاكَ يعرف من نعى لأساَلَ أضلُعهُ وعاف الأدْمُعَا
يا (مطلع البدرين.. إن يد الردى لم تُبقِ لـ (البدرين) بَعْدكَ (مَطْلعاَ)
والشاعر محمد الجلواح قال قصيدة (مرثية شيخ المؤرخين) وأبياتها تبدأ بالحروف الأولى من اسمه، ومنها:
جرى دمعي لفقدك مُذ أتاني
بيانُ البَين ينعي.. ذا البيان
ويخبرني بأن الدّار سُدَّتْ
فلا (جمعات) تنبض في المكان
أبا حسن أعزي فيك نخلا
وأمجاداً لأعلام الزمانَ
دهور الغابرين بك استعيدت
فصار الأمس في حضن الأوان
واختمها بقوله:
ألنت الصعب في كشف ورصد
ولم تأبه برأي ذي هوان
نعزي فيك أنفسنا، ونمضي
بذكرك في كتابات الزمان
وللدكتور سعد الناجم قصيدة (لمؤرخنا الحاج جواد الرمضان الذي سافر دون أن يعود) نختار منها قوله:
ونعلم أن السنين طوال وكم أرهقتك وأنت تجوب
لكل الديار لتبحث سفرا الينا يعود إليه نثوب
فهذه الحساء سقت مقلتيك بحب كبير بشوق مشوب
لتكتب ما أهملته الغزاة ليرحل زيف بغته الخطوب
وختاماً يقول يوسف الحسن في إحدى المواقع الإلكترونية، وبحكم علاقته الشخصية به فإنه كان يحرص على قراءة الكتب التي يحصل عليها، ويناقش مؤلفيها عما يرد فيها من معلومات تاريخية أو أدبية، وهكذا فقد استطاع (شيخ المؤرخين) ونتيجة علاقته الطويلة بالكتب أن يؤلف عشرات الكتب التاريخية الهامة التي طبع بعضها، بينما ينتظر الآخر دوره للطباعة.
جديد الموقع
- 2024-04-18 "ختام ملتقى موعود مع انطلوجيا القصة القصيرة السعودية"
- 2024-04-18 بر الفيصلية يقيم حفل معايدة لمنسوبيه .
- 2024-04-18 مختارات من الرسائل
- 2024-04-18 الأمير سعود بن طلال يرعى توقيع عقد إنشاء بوابة الأحساء
- 2024-04-17 أحدث إصدارات الشيخ اليوسف: «الإمام العسكري: الشخصية الجذابة»
- 2024-04-17 تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم في دورتها الـ 44 تنطلق في شهر صفر القادم 1446هـ بمكة المكرمة
- 2024-04-17 الطبيب أشرف العيسوي يرزق بمولود هاشم
- 2024-04-17 بعد أن تتعرض للإهانة اكتب مشاعرك على قصاصة ورق ثم تخلص منها وهذا من شأنه أن يحد من مستوى شعورك بالغضب
- 2024-04-17 التركيز رأسًا على فوائد الانتظار قد يساعد الناس على تحسين ضبط النفس
- 2024-04-17 الدراما المحلية بين المجتمع والتاريخ