2019/07/30 | 0 | 1859
لاصراع بين الحضارات
لم أجد تفسيراً مناسباً لما يُطلق عليه زوراً ( صدام الحضارات) غير العهر والتسلط والعربدة السياسيه من أجل الهيمنة على مقدرات وثروات الشعوب والأمم والتسلط عليها وإخضاعها للقوة الحاكمة المتحكِّمه ، إنَّ ما يُسمى ( صدام الحضارات) في عهودٍ خلت إنما هو ( الإستعمار) الذي تكمن أهدافه الحقيقية في تحقيق معنى الإسم ، ذلك بأن الإستعمار هو مجرد تغيير للإسم فقط ، وهو قد غيَّر أنماطه إلى أنماط متعددة لتحقيق الأهداف نفسها ، والصدام في الحقيقة يختلف عن مفهوم الإستعمار بالكلية وهو عادةً لا يكون بين قوتين متساويتيين والسبب في ذلك أن انتصار أحدهما على الأخرى قد يكون مكلفاً وصعباً وقد ينتهي بهزيمة الطرفين التي بدورها حطمت تلك القوتين المتصارعتين ، في حين الوقت قد تكون قوةً ثالثةً تُراقب وتتربص وقع ما يحدث للتَّهيؤ من أجل اغتنام فرصة هزيمة القوتين الأوليتين والإنقضاض على أحدهما أو كلتيهما ...إن ذلك يعني إبادة القوى للأمم والشعوب بسبب هذه الصراعات المجنونة التي ينتُج عنها قيام أممٍ أخرى قوية تهيمن وترث حضارة أممٍ سادت ثم بادت بسبب هذه الصراعات بين القوى المتكافئه ...
ومما لاشك فيه بأنَّ القوة المنتصرة ترث المنهزمة إرثاً كاملا غير مجزوء إذ تتضاعف قوتها بهذا الإرث ، ومن أهم هذا الإرث الإرث الحضاري ( العلمي والمعرفي والأدبي) وما يتفرع من كل منهم حيث أن ذلك يُقوي شوكتهم ويحافظ على بقائهم وهذا حصل فعلاً عندما قام العرب بغزوٍ لبلاد فارس وأوروبا وغيرها إذ أخذوا عنهم ومنهم الكثير من العلوم والمعارف وترجموها الى اللغة العربية ...هذا إن كان ذلك من الأهداف التي حصل لأجلها هذا الصراع...إن كثيراً من الصراعات لا تستحق أن نُطلق عليها صراعاً حضاريا..وهذا ما أشرتُ إليه في مقدمة موضوعي وإنما يُطلق عليه إستعماراً بالمفهوم الحالي كما حدث في القرن الثامن عشر والتاسع عشر والعشرين من استعمار تركيا واستيلائها على البلاد العربية وتجهيلها والعمل على إفقار شعوبها مع بذل ما يستطيعون على تكريس التخلف بين شعوب هذه البلاد وغيرها وبالأخص في بلاد الشام ومصر والعراق وامتصاص ثرواتها... وكذلك بريطانيا التي ورثت تركيا وعملت على نهج تركيا إذ استعمرت البلاد التي كانت تحتلها تركيا والكثير من دول العالم وكذلك هولندا وفرنسا وغيرهم من الدول الإستعمارية حيث كان الوطن العربي ضحيةً لاستيلاء دول الإستعمار دونما صراع ...
- إذا بعد هذه النبذة يتضح أن لا وجوداً حقيقياً لصراع الحضارات إلا في مخيلة من يؤسس له تأسيساً يخلع عليه ما يُضيف ( حضارات ) على (صراع) من أجل تهذيبه على أن أي صراع لا يمكن أن يكون مهذباً البته ...
جديد الموقع
- 2024-03-28 مداد السلسبيل
- 2024-03-28 تراكمات القراءة وذائقة القارئ
- 2024-03-28 أعضاء وأيتام مركز بر حي الملك فهد في ضيافة جامع الإمام الصادق
- 2024-03-28 شباب «التيك توك» في الغرب وقراءة القيم الإسلامية
- 2024-03-28 مناقشة علمية لاستخدام مكشطة اللسان للتخلص من رائحة الفم الكريهة
- 2024-03-28 تقنية البنات بالاحساء تطلق عددا الفعاليات الداعمة لمبادرة السعودية الخضراء
- 2024-03-28 الدفاع المدني بالاحساء تكرم الإعلامي زهير الغزال في اليوم العالمي
- 2024-03-28 مرض التدرن (السل الرئوي) نضرة مخيفة ومرعبة من المجتمع .والشفاء منه مرهون بالتزام المريض
- 2024-03-28 مشاركات في منتدى الفجيرة الرمضاني يناقشن دور الآباء في تنشئة الأبناء
- 2024-03-28 شهر رمضان محسوم في أوله وحرج في آخره الحجري العيد موحد في البحرين بشرط الاطمئنان للرؤية الحسية