2025/09/29 | 0 | 429
(لا نَقْدَ لا يَنتزِعُ مفهومَ الشِّعْرِيَّةِ مِنَ استقراءِ شِعْرِك)
لستَ في زاويةٍ ولا في خانقاه
لستَ فيهما حتى يكونَ لكَ شيخٌ روحيٌّ في الشِّعْر
لا النقْدُ وِرْدٌ ولا الناقدٌ شيخُكَ الذي يدلُّكَ على طريقِ الورود
لستَ عنده كالميْتِ بين يدَي مُغَسِّلِه
لا تقلْ سمعاً وطاعةً لمنْ يُملي عليكَ لُغةَ الشِّعْر
لمنْ يقولُ لكَ قُلْ ولا تقلْ
لمنْ يُصنِّفُ كلماتِكَ التي تخرجُ مِنَ القلب
لمنْ ينظرُ في حروفِكَ كُلِّها
يقولُ هذا الحرفُ شِعْرِيٌّ وهذا ليس بشِعْرِي
هو يُصنِّفُ، هو يقولُ، هذا شأنُه
لكنَّ شأنَكَ أن تقولَ ما يقولُهُ لكَ القلبُ، ما يُمليهِ عليكَ الوجدان
هذا شأنُكَ فلا شأنَ لكَ بشأن
لكَ أن تقولَ وللنقدِ أن يستقرئَ ما تقول
أن ينتزعَ مفهومَ الشِّعْريَّةِ مِنَ استقراءِ قولِك
مِنْ كلماتِكَ مِنْ جملِكَ مِنْ قصائِدِك
هذي هي حدودُهُ معكَ فليعْرفْها
وليعرفْ كيف يصفُ تألُّقاتِ كلماتِك
وكيف يصفُ تأجُّجاتِ روحِكَ في نصوصِك
هو هذا حدُّهُ معكَ ولا حدَّ لكَ معه
أرأيتَ ناقداً كان شرطيَّ مرورٍ لكلماتِ أبي مُحَسَّد
أرأيتَهُ يقولُ لكلماتٍ اذهبي مِنْ هنا ولأخرى اذهبي مِنْ هناك
أرأيتَ أحداً قال للنِفَّريِّ تَحرَّكْ ولا تقفْ
وقال لأبي تمَّامٍ لستَ شاعراً ما لمْ تَتَّبِعْ رُؤاي
رُبَّما رأيتَ، لكن هل رأيتَ شاعراً فذَّاً يَعبأُ بما يقُالُ له
فكنْ أنتَ ولا تعبأْ بما يقالُ لك
سيُقالُ عنكَ ولا يُقالُ لكَ إنْ كنتَ أنت
سيكونُ الدهرُ مِنْ رواةِ قصائدِكَ حتماً
ويكونُ لها منشِداً بلا شك .
