2025/09/18 | 0 | 678
(كن ضدَّ قصيدتِكَ النمطيَّةِ لتجدَ قصيدتَك)
لن تجدَ قصيدتَكَ في غرفةٍ بملايين الجدران
ولن تجدَ قصيدتَكَ في لن
لن تجدَ قصيدتَكَ فيما دفعَتْهُ إليكَ بِرْنار
ولا لدى مَنْ يُتقنونَ النسجَ على المنوال
مَنْ يُعلون مِنْ شأنِ التقليدِ ولا يحيدون عنه
حتى ابنُ زهرةَ نهى عن التقليدِ في مجالِه
فغُنْيَةُ النزوعِ فيها قد وَرَدْ
تحريمُ تقليدٍ على كُلِّ أحَدْ
وأنتَ تحبسُ شِعْرِيَّتَكَ في غرفةٍ بملايين الجدران
تنفي طاقتَكَ الإبداعيَّةَ نفياً يُجَسِّدُ مدلولَ لن
حتى كأنَّ ما دفعَتْهُ إليكَ بِرْنارُ بمَثابات
بمثابةِ فانوسٍ سِحْريٍّ يُحقِّقُ أمانيك
بمثابةِ كتابٍ مِنَ الكُتُبِ التي لا ينبغي مخالفتُها
مِنَ التي لا يجوزُ الاجتهادُ في مقابلِ نصوصِها
بمثابةِ ولادتِكَ في المكانِ الذي لا قدرةَ لكَ في تحديدِه
بمثابةِ دقَّاتِ قلبِكَ التي لا تستطيعُ التحكَّمَ بها
لكنَّكَ تستطيعُ ألَّا تُؤذيَ قلبَك
ألَّا تُخالفَ النغَمَ الذي تُصدرُهُ دقَّاتُ القلب
فبإمكانِكَ أن تجعلَ كلماتِكَ في وفاقٍ معها
أن تجعلَ حروفَكَ ترقصُ وفقَ إيقاعاتِها
أن ترى نفْسَكَ لكي تُطلَّ عليكَ القصيدةُ، لكي تراك
لكي تجدَ قصيدتَكَ في وجدانِ نفْسِك
لكي تقولَ إنَّ الفتى مَنْ قالَ ها أنا ذا
لكي تقولَ لبِرْنارَ انشغلي مع مَنْ يُغنِّي معكِ مِنَ السِّرْب
وتقولَ لمَنْ ضَبَّبوا على غُنْيةِ النّزوعِ دعوني وشأني
لكم شأنُكم ولي شأن
لكم النَّمطيَّاتُ التي تجفخون بها عليَّ وعلى عامَّةِ الناس
ولكم صيتُكم الذي لا يُطرِبُ إلا أسماعَكم
ولي هدوءُ نفْسي، ولي شِعْرِيَّتي التي بها أكون
فأنا لا أقبلُ بقاعدةِ التسامحِ المُطْلَقَةِ في أدلَّةِ الذوقيَّاتِ أبداً
لا أنظرُ إلى ما دفعَتْهُ إليَّ بِرْنار
لا أنظرُ إليهِ نظرةَ قبولٍ ، نظرةَ إذعان
ولا أحبسُ شِعْرِيَّتي في غرفةٍ مهما كانت
حتى لو كانت عجيبةً لدى أُناسٍ عجيبة
حتى لو كانت بملايين الجدران.
