2020/07/22 | 0 | 2588
قراءة انطباعية حول "بساتين عربستان" للكاتب السعودي الأحسائي أسامة المسلم
تدور الحكاية حول انتقام الساحرة "أفسار" من الساحر الذي قتل أبيها ومن ابنته الساحرة "دعجاء" تنشئ "أفسار" عصبة من الساحرات لأجل تلك المهمة لكن "دعجاء" لم تكن تضيع الوقت بشرب الشاي كرك بل كانت من طرفها قد أنشأت عصبتها "الساحرية" الخاصة.
في بداية قرائتي للكتاب وفي الصفحات الأولى أحسست أنني إزاء عمل اسطوري فلقد تلمست متعة عظيمة منذ الصفحات الأولى لا أتذكر متى آخر مرة تلمست تلك المتعة في كتاب، بيد أن المشكلات بدأت تظهر تباعا، فإن كنت تفضل الاستمتاع بالكتاب فيجب ألا تلاحظ وأن تعطي عقلك ومنطقك إجازة قصيرة حتى تنهي الكتاب، وأنا لا أسميه رواية لأن الكاتب لم يطلق ذلك المسمى على مؤلفه رغم أنك تجد أهم عناصر الرواية متوافرة، وتلك شجاعة من المؤلف يجب رفع القبعة لها.
ملاحظات بسيطة
أخطاء لغوية قليلة درجة الندرة متوزعة هنا وهناك وهذا ما دعاني للتفاؤل.
وقع الكاتب في مشكلة عبثية الشر خصوصا في بعض الشخصيات الجانبية وعلى سبيل المثال أذكر اعتداء الساحر عند الجبل على "أفسار" كان غير مبرر وغير واضح الأسباب "الشر لأجل الشر" ومن الجيد أن هذا لم يحدث مع الشخصيات الرئيسية.
"أفسار" كانت تتنقل كثيرا على قدميها وما زالت تمشي حتى بعدما تدربت على يدي الساحر وأصبحت تمتلك طلاسم شتى أحدها طلسما ينقلها من مكان لأخر في لمح البصر فهل كانت من مناصري رياضة المشي؟
غريبة تلك ال "أفسار" فهي تنتقم بقتل ثلاثة سحرة بأبشع طريقة فقط لأن واحدا منهم آذاها جسديا بشدة، وتمر على الشخص الذي تسبب في مقتل زوجها ولا تلتفت له وتتابع سيرها حتى يغضبها من جديد حينها تبطش به!
وتستمر بعض الأحداث غير المنطقية مع الساحرة "دعجاء" فأنا أتفهم أن تستدرج فرسان القافلة لمكان ناء وتقتلهم بهدوء، ولكن ما المبرر الذي يدعوها لجعل بناتها الساحرات يختبئن في البئر وهي وبناتها يمتلكن تلك القوة السحرية؟!
تقوم أفسار بإلقاء تعويذة على العجوز وحفيدتها واللتين عاشتا معها فترة طويلة وتجعلهما تنسيان جميع ذكرياتهما بطلسم وبمجرد استيقاظهما من النوم تسألان عن هويتهما وهوية الطرفين المقابلين فتعرفهما أفسار على بعضهما البعض أنت "نازانين" وتلك جدتك وفي التو واللحظة يكملان الحياة وكأنهما لم يفقدا ذاكرتيهما فأين الانبهار والصدمة ورفض الواقع؟! لا تقلق فذلك "سحر!" ولكن حتى السحر له منطق.
اللامنطقية مستمرة حينما عادت الساحرتان برفقة "أرتميس" إلى منزل "أفسار" ليكتشف القارئ أن حكاية الساحرات مع "أرتميس" كلها من مخططات "أفسار" فيا ترى هل أفسار ساحرة أم عالمة غيب بحيث تخطط للمستقبل و"تضبط" الأمور معها بالحذافير؟ فحتى الساحر محدود.
الساحرة تأمر أتباعها بالحفر حينما صعدن الجبل ويلبين ذلك دون أن يراعي الكاتب من أين جلبن أدوات الحفر؟ قد يكن حفرن الجبل بأظفارهن فهن ساحرات!
تخيل أن الساحرة تغدر بإحدى الساحرات التابعات لها وتقدمها لساحر كي يقضي معها ليلة ممتعة ويعرضها للدفن حية حتى تكاد تموت ولما يتم إنقاذها تكون ردة فعلها... لا أستطيع وصفها لأنه من الأساس لم تكن هناك ردة فعل حيث واصلت حياتها مع الساحرة الكبيرة واستجابت لمخططها! ومع نهاية ص٤١١ لم أكن أعلم هل أفسار هذه ساحرة أم قوادة؟!
هناك هنات في التأسيس لهذا العالم الذي خلقه الكاتب من قبيل اتباع الطرق السهلة كما نجد مثالا لذلك في ص٣٦٥ حيث جاء "قرأت نازانين طلسم الانتقال الذي أتقنته مؤخرا وتوجهت لديلم..." فمتى أتقنت هذا الطلسم المهم؟ لماذا لم تُرنا كيف أتقنته قبل هذا الحدث؟ فأنت قد كتبت ٥٣٥ صفحة فزدها عدة صفحات من أجل الفرش لتلك المسألة. الأمر هو أن الكاتب احتاج لأن تنتقل الساحرة بطلسم الانتقال في تلك اللحظة فحل المعضلة بأسهل الطرق وهي عبارة تنويهية بأنها تعلمتها مسبقا! كذلك الحال عندما احتاجت أفسار إلى أثر يخص أنمار كي تتمكن من البحث عن مكانها فقدمت مهرناز خاتما يخصها وقالت: خاتم كانت تلبسه وتركته معي ليلة رحيلها... لماذا لم ترنا المشهد الذي قدمت فيه الخاتم؟! وكمثال ثالث اقرأ هذا الحوار ص٤٧٢ "دعجاء: لماذا يا ضنة؟
ضنة: قد تأتيني أخبار عن أخي...
دعجاء: لم تخبرينا من قبل أن لك أخا".
أعتقد أن هذه النماذج تكفي لتلك المسألة.
حاول الكاتب وضع مبررات لاتباع الساحرات لأفسار والتضحية من أجل تحقيق انتقامها من قبيل اليتم والتشرد لكنها في المجمل لم تكن منطقية فالثمن المقدم ربما يكون حياتهن.
شخصية الساحرة التي تعرف كل شيء ولا تخطئ في شيء المتمثلة في أفسار ودعجاء لم تكن مقنعة بل كانت تدعو للغضب في كثير من الأحيان بسبب خروجها اللامنطقي عن حدود الواقعية وكما ذكرت كونها ساح…
جديد الموقع
- 2024-03-29 تنمية مهارات التعامل مع الآخرين.
- 2024-03-29 شجنة من نور محمد السبط المجتبى (ع) (في فلك حديث عالم الأنوار)
- 2024-03-29 هموم وتطلعات المرأة السعودية - في المجموعة القصصية « 10 أيام في عين قسيس الإنجيلي » لرجاء البوعلي ..
- 2024-03-28 نادي الباحة الأدبي يناقش (كينونه) كأول تجربة عربية لمسرح الكهف.
- 2024-03-28 البيئة تطلق خدمة الحصاد المجاني للقمح لمساحات 30 هكتارًا
- 2024-03-28 جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل تطلق مشروع الحديقة المركزية على مساحة 15 ألف متر مربع السعودية الخضراء .. مبادرة تاريخية ملهمة لتحقيق المستقبل الأخضر العالمي
- 2024-03-28 جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل تتصدر المؤشر الوطني للتعليم الرقمي في فئة (الابتكار)
- 2024-03-28 رئيس جمعيــة المتقاعديــن بالمنطقة الشرقية يقدم الشكر والتقدير لرواد ديوانية المتقاعدين
- 2024-03-28 نائب أمير الشرقية يستقبل رئيس مجلس إدارة جمعية تعافي
- 2024-03-28 نائب أمير الشرقية يطلع على برامج جمعية ترابط