2022/03/04 | 0 | 1968
عن ارتفاع المساجد العتيقة في الأحساء .
عندما عرض الأخ المؤرّخ الأستاذ حسين بن جواد الرّمضان - سلّمه الله - أحد المساجد العتيقة في أحد الوثائقيات التي يقدّمها عن المواقع التاريخيّة في الأحساء ، لفت نظري ارتفاع المساجد في أكثر من صورة و ارتفاع عدد منها حتى في مناطق لا يوجد بها مرتفعات أو اختلاف واضح في مناسيب الأرض .
كان هذا التساؤل قد انقدح في ذهني قبل سنوات ، فسألت أستاذنا المهندس عبدالله الشايب كونه خبير معماري و باحث في هذا الشأن ، فأخبرني أنّ هناك سلوكا كان يمارسه الأحسائيّون أثناء إعادة بناء المساجد العتيقة ، حيث كانوا ملتزمين بحكم شرعي و هو حرمة هدم المسجد ما دام يمكن الانتفاع من بنائه ، و ما دام مبناه مؤهّلا للقيام بوظيفة المسجديّة ، كما أنّ كل متعلّقات المسجد الوقفيّة هي تابعة له لا يجوز إخراجها منه ، و إن اضطرّ القائم على المسجد لهدمه ، فإنّه يلتزم بتثمين البناء القائم و دفع قيمته لصالح المسجد ثم يشرع في البناء الجديد .
و كمخرج شرعي لهذه الفتوى المعمول بها ، كان الناس يقومون بتفكيك الصالح من مواد المسجد كالحصى الكبار و الصّغار و جذوع النخل لينتفع بها من جديد في بنائه مرة أخرى ، أمّا ثرى المسجد فيستبقى به مما يؤّدّي لارتفاع المسجد طبقة إضافيّة ، و مع تكرار هذا الفعل عبر الأجيال ، حدث ارتفاع ملحوظ في بناء بعض المساجد بشكل ملفت، حتى في مناطق لم يكن فيها مرتفعات .
و عندما دخل البناء بالطابوق وجد الأهالي أنّ أمامهم إشكاليّة احتاج الأهالي لكثير من الجرأة على الهدم بقاء تلك الممارسة باقية في الوجدان ، حتى أنّ بعض المساجد بقيت على نفس الارتفاعات العتيقة حتى مع تغيير مادّة البناء و استخدم الحصى و الثرى فيها كردميّة .
و في ذات السّياق حضرت جلسة للمشاورة في جامع الإمام الصادق ( عليه السلام ) بين إمام الجماعة و المقاول الحاج حسين بن علي الموسى ( بو هاني ) و عدد من المصلين و كان يتمّ فيها تداول الرأي بين بقاء بناء المسجد و صيانته و بين هدمه و إعادة بنائه . فأشر المقاول الموسى أنّ تكاليف الصيانة مرتفعة و الفرق بينها و بين البناء الجديد لن يكون كثيرا ، في مقابل تمّع المسجد بميزات إضافيّة في المتانة و العزل الحراري
و المائي ، و تحكّم أكثر بالتكييف ، فردّ الشيخ محمد أنّ هذا لو تم احتساب التكاليف المادّية المباشرة ، لكّننا نلتزم بفتوى و شرحها له .
و هذا نصّ موجود في كتاب منهاج الصالحين للسيّد الخوئي و بتعليقة الشيخ الوحيد الخراساني له صلة بالموضوع (
و من الأحكام الثانية عدم جواز التّصرّف في موادّها و فضلاتها كأحجارها و أخشابها و أرضها و نحو ذلك ، و عدم بيعها و شرائها ، نعم يجوز بيع ما يصلح بيعه منها بإذن الحاكم الشّرعي أو وكيله ، و صرف ثمنها في مسجد آخر مع مراعاة الأقرب فالأقرب و كذلك يجوز في هذه الحالة صرف نفس تلك المواد في تعمير مسجد آخر ، و من ذلك يظهر حال المدارس الواقعة في تلك الشّوارع و كذا الحسينيّات فإنّ إنقاضها كالأحجار و الأخشاب و الأراضي و غيرها لا تخرج عن الوقفيّة بالخراب و الغصب ، فلا يجوز بيعها و شراؤها .
نعم يجوز ذلك بإذن الحاكم الشرعي أو وكيله ، و صرف ثمنها في مدرسة أو حسينيّة أخرى مع مراعاة الأقرب فالأقرب ، أو صرف نفس تلك الأنقاض فيها .)
و هذا استفتاء للسيّد السيستاني ( :
المسجد إذا احتاج إلى توسعة هل يجوز هدمه و بناؤه من جديد أو يقتصر على ما يتمّ توسعته فيما إذا كان البناء جديدا و هل يشترط في توسعته إذن الحاكم الشرعي ؟
إذا كان في هدم الكلّ مصلحة جاز ، و إلا فيلزم الاقتصار على هدم ما يتوقّف عليه توسعته ).
و هذا السلوك يعكس جانب الاحتياط في تعامل الآباء مع ما كان يتعلٌّق بمواد بيوت الله ، و احتياطهم الشديد أن يمسّ أو يفرّط في شيء من لواحقه فضلا عنه مما يعكس جانبا إيمانيّا و التزاما دينيا .
إفادات شفوية من كل من :
المهندس عبدالله الشايب
الشيخ محمد بن صادق الشهاب
الشيخ حسن الياسين
الشيخ حسن الرمضان ( بو رضا )
الحاج حسين بن علي الموسى .
جديد الموقع
- 2024-04-29 وعي القلم والأمل نص مستخلص من مجموعة (كلام العرافة) للدكتور حسن الشيخ
- 2024-04-29 ريم أول حكم سعودية لرياضة رفع الأثقال حازت على الشارة الدولية
- 2024-04-29 بيئة الأحساء تدشّن أسبوع البيئة 2024 تحت شعار "تعرف بيئتك"
- 2024-04-29 منتدى البريكس الدولي يكرم الفنان السعودي الضامن في غروزني الشيشان ..
- 2024-04-29 حققوا المركز الأول على مستوى المملكة كأعلى تسجيل للطلاب طلاب "تعليم الرياض" يفوزون بـ13 ميدالية في أولمبياد "أذكى"
- 2024-04-29 جمعية العمران الخيرية بالاحساء للخدمات الاجتماعية تحظى بتكريم مرموق من مركز الملك عبد العزيز للتواصل الحضاري .
- 2024-04-29 مبادرة خطوة قبل الشكوى تبدأ فعالياتها بتأهيل اناث الدمام
- 2024-04-29 افراح الشبيب والعبدالسلام في قاعة الفارس بالاحساء
- 2024-04-28 الحاج معتوق الهدلق.. سيرة عاطرة
- 2024-04-28 بين لججِ الشك وفِخاخِ الغواية في ديوان (قبل التيه برقصة)