2025/09/16 | 0 | 779
علي الدّندن طبيب أم تشكيلي أم فيلسوف ؟
طرق هذا الاسم ( علي واصل الدندن ) سمعي مبكرا. ، فقد كان يتداول الحديث عنه على لسان قريبي. الأديب. الاستاذ. عبدالعزيز بن حسن البقشي. متحدثا عن طالب نجيب في متوسطة اشبيليا في الراشدية بالمبرز. و. يرجى له مستقبل. زاهر في. مجالات عديدة. لتفوقه الملحوظ
لكن لم تمض إلا سُنيّات يسيرة و نلتقيه شاعرا نابغا يبشّر. بموسم جديد للشعر و يضيف إضافة نوعية عندما أبهرنا في أحد أماسي منتدى الينابيع الهجرية و ليتنبأ به و ليؤكد على هذا النبوغ الشعري استاذنا. الأديب ناجي بن داوود الحرز. فيضعه. في مقدمة. عشرة تجارب شابة مبكرة تبشّر بالشعر كما يردد
و التي أفرد لها كتاب بشائر. لها هو. ( شعراء قادمون من واحة الأحساء عام ٢٠٠٨ م )
يتوارى علي الدندن في لهوات صراع الطالب المثابر لدراسة الطب لكنه لا يتنكب طريق الشعر ، فقد كان
يطالعنا بين فينة و فينة متباعدة ليتحفنا بالجميل و الفريد و المركّز جماليا و الكثيف صورا و ها هو يقتنص. في جولة سريعة. بردة. شاعر عكاظ. بجدارة
عام ٢٠١٥ م
كان الكثير ممن يتطلعون لتجربته النّاضجة مبكرا يتحرّقون لبزوغ دواوين له لكنه تأخر كثيرا كثيرا
و مؤخرا سعدنا ببزوغ ديوانه البكر ، و الذّي احتفي به الأسبوع الماضي في خيمة المتنبي بالأحساء مع رديفيه المبدعين الأديبين إبراهيم الحاجي و صادق النمر.
************
و المرء ابن بيئته يتلمس منها معالمها و تكون عينه الذي يبصر بها ، و علي الدندن سليل بيت علم و فقاهة امتد لثلاث قرون خرّج الفقهاء و الشّعراء طوال تلك الفترة.
و أمامنا شعر قد محض تلك الأجواء محضا و لا أظن عليا يستطيع أن ينفكّ من اللّغة القرآنية و صورها
و هي لغة تلاحقه. منذ سمعت أشعاره الأولى.
و أنا الآن أتصفح ديوانه البكر تتقافز مع أول. قصيدة.
ففي الكناية أشباح مطاردة.
و في الحقيقة ربيّون قد ثبتوا
.......
قيل اتني بمحالٍ قلت غربتهم
و كل من كفروا بالحب قد بُهتوا. .
...........
ألنتُ الحديد الذي في أناي
إذا يا جبال معي أوّبي
لك الزّهو من جنتي سبأ
لي السّيل من لعنتي مأرب
...........
أمن نسوة يكبرن يوسف حيرتي
فيقطعن عندي أيديا تهب السّرا
...
أنا الرّمز و المغزى أنا البحرُ و العصا
سأعبر من ذاتي إلى ذاتي الأخرى
كما خرّ موسى خرّ في ذروة الرّؤى
دمي صعِقاُ لمّا تجلّى له المسرى.
و الشواهد على ذلك كثيرة كثيرة جدا. في ديوانه و ربما حتى في قصائده الكثيرة التي سمعناها منه قبل ذلك و لم يضمّنها هذا الديوان و ربما تصلح موضوعا لدراسة أدبية . .
*********
و يشبه علي الدندن في لغته و أدواته عمل التشكيلي البارع الذي أحكم صنعته فهو يستخدم أعرض و أعتى. فرشة بذات المهارة التي يستخدم فيها أرشق فرشاة تستخدم للرسم الديجتال.
عندما سمعت منه تلك العشية قصيدته ( إفريقية) ذكرته بحوار كتابيا مع قريبتي التشكيلية خديجة السميّن ، حيث أشرت عليها بأن ترسم وجوها أفريقية
و من يمتلك مهارة في الأدوات التشكيلية يدرك مقدار التّحدي الذي يمثله رسم الوجوه الأفريقية بأيّ أدوات سواء الرصاص أو الفحم أو الزّيت.
لكن علي الدندن يومها تمثل لي بعد سماعي كأكفأ تشكيلي ، رسم تلك الصورة لكن بريشة لغته الساحرة
و الديجتال.
هذا الشعور بالقدرة الفنية و الانتماء له ضمّنه
في قوله :
أنتمي للفن ما ألهمني
كيف أنجو من شراك الزمن ؟
............
ديوان ( كائنات المجاز ) يشبه واجهة معمارية باروكية مليئة بالتّفاصيل و تفاصيل التفاصيل ، في كل جانب تجد دقّة و دربة و ثقة عالية في الرّسم و الحفر و التوظيف الجمالي و اقتناص لوضعية مغايرة.
و هذه التفاصيل هي جميلة باتساقها و ترابطها جميلة لذا فهي عندما تُقرا تقرأ بنظرتين مرة بالاهتمام بالتفاصيل و مرة بالقراءة الاجمالية لها.
لذا أعتقد أن قصائد علي الدندن لا تقرأ قراءة سريعة.
حتى لو أبهرتك كإنبهار من يرى منظرا طبيعيا جاذبا ، بل عليه أم يتلمى فيها مرات و مرات ليشعر بالتغذية البصرية ، و أن يتمتع بمزيد من الدّهشة التي يقذفها الدندن فيها ، فهو يصرّ على إبهارك بجرأته في نظراته المختلفة للحياة ، منها نظراته لعلاقة الرّجل بالمراة و العكس.
فهنا مثلا يقول في ختام قصيدته خلاصة كثيفة صادمة ليست الوحيدة في ديوانه :
نحن الرّجال إذا نساءُ نسائِنا
و على النّساء ترفّقٌ بنسائهن
و نساء علي الدندن عابراتٌ للقارات ! ، لذا فهو في هذه القصيدة يشير لذلك :
أبصرت في ( التّبت ) النّذور و شمعة
الرّهبان جاثية أمام عنائهن.
شاهدت في ( الهند) الأساطير التي
رشحت قرابينا إلى عليائهن
و شممت في الصحراء عطر العامرية -
آية العربي من خيلائهن
و على لسان (الأفريقية) يقول :
قدمي تصبّ ( النّيل ) و( الكونجو) معا
في ( دجلة ) و الماءُ بالماءِ انعقد.
و نظراته للحياة و الموت و الخلود يعرضها.. و يعيد تأطير هذا الموضوع القلق التي تسابق الشعراء لمقاربته لكن بلغته فهو ينتصب حارسا خالدا هنا فيقول. :
أنا الآن بعد الموت أحرس طينتي
و طينة أبنائي على طينة الأرض !
إذا جرحوا أدمى و أبكي إذا بكوا
على طينهم أغفو و في مائهم أمضي
بأقدامهم أمشي بأعينهم أرى
و يخلد يالطين في حمضهم حمضي.
و علي يجبرك أحيانا على التّوقف أحيانا بكثرة
بنظرات تقلب الإطار الشائع. :
* لو جفت الكلمات يكفي ظلّها
فالسرّ في العادي لا في المذهل !
* و لي في الهوى ( نحوٌ ) قلبت. نظامه
ضربت به. ( زيدٌ ) إذا ما أتى( عمرا) !!!
* و لعين امراة واحدة
يسمل الغاوي مئات الأعينِ
خواتيم قصائد الدندن هي دهشة لاذعة في أغلبها :
لم نخلُ إلا و كان الشعر ثالثنا.
إن الكلام امرؤ و الشّاعر امرأة !
*****
يا ثاني اثنين النهاية رمية
فاختر رهانك خاسرا أو خاسرا.
****
تجلت لي الأسرار في شكل خنجر.
فهيأت أوداجي و قلت لها. نحرا. !!
جديد الموقع
- 2025-11-06 جديد الشيخ اليوسف: «السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام): مظهر العظمة ومنتهى الكمال»
- 2025-11-06 مستشفى الأمير سعود بن جلوي بالأحساء ضمن أفضل خمسة مستشفيات على مستوى المملكة في العناية بالجروح
- 2025-11-06 مجلس إدارة العيون الخيريه بالاحساء يطلق الهيكل الإداري الجديد في خطوة تطويريه لتحقيق رؤيتها المستقبليه
- 2025-11-06 "قصص الحساويات" توثيق الذاكره الشفويه للاحساء
- 2025-11-05 شفاء مريض من سرطان البروستات بمركز حمد بن عبداللطيف الجبر لعلاج الأورام بالأحساء
- 2025-11-05 منصة إلكترونية لتسويق المرشدين السياحيين في الأحساء
- 2025-11-05 (تأهل ستة قرّاء من خمس دول عربية لنهائي مسابقة أقرأ ديسمبر المقبل)
- 2025-11-05 سمو محافظ الأحساء يستقبل وكيل وزارة البلديات والإسكان
- 2025-11-05 لماذا نهتم بتراث وتاريخ الأحساء
- 2025-11-05 الطفلة ريم بنت ناصر الغزال في ذمة الله تعالى بالهفوف