أقلام وكتابات
2015/11/03 | 0 | 3682
علم الطاقة اللغز المحير
قبل عدة أيام دار النقاش حول مدعي فهم علم الطاقة، فهنالك من يراها بحثا أكاديميا، وهنالك من يراها تكاملا روحيا، وفي هذه السطور نحاول تسليط الضوء حول هذه الكمية اللغز .
يتبادر إلى ذهن القارئ عندما نتحدث عن الطاقة أننا نتكلم عن ما تعلمناه من المرحلة الأبتدائية، أنها كمية محفوظة، لا تفنى ولا تستحدث من العدم بل تتحول من شكل لآخر ، فالطاقة الكيميائية يمكن أن تتحول إلى كهربائية،و ضوئية، وحرارية، وغيرها من الأمثلة على تحولات الطاقة .
في عام 1905 وضع العالم الفيزيائي ألبرت اينشتاين تصوره حول الطاقة، و أن المادة والطاقة وجهان لعملة واحدة ، هذا السبق العلمي فتح الباب لإكتشاف الطاقة النووية التي استغلها البشر في الخير والشر .
هذا الفتح العلمي أخذ في التطور بشكل متسارع، فدخول علم ميكانيكا الكم فتح آفاق واسعة لفهم ماهية المادة وما أصلها.
النظريات الحديثة تتكلم على أن أصل المادة أوتار فائقة مهتزة في البعد الكمي تبعث طاقة تتجسد كمادة في البعد الكلاسيكي ، غير أن هذا المفهوم يخفي في طياته حقائق قد تكون صادمة، فميكانيكا الكم ترتكز على اساس الاحتمال و الصدفة، وهذا ما جعل أينشتاين إلى إنكار هذه المعلومات حينما قال له احد العلماء الفيزيائين إن قوانين الكون تماما كلعبة النرد ففي كل مره تظهر نتيجة مختلفة بالصدفة.. لم يرق لأينشتاين هذا المبدأ فرد قائلا عبارته الشهيرة " إن الله لا يلعب النرد" ولكم أن تتأملوا عبارته التي تظهر أن أينشتاين كان يؤمن بوجود قوة كبرى خفية تحكم عالمنا ولقد رفض أن تكون قوانين الكون خاضعة للصدفة والاحتمال.
هذه المعلومات الصادمة التي لم يقبلها أشهر علماء الفيزياء المعاصرين، لازالت محل البحث في إطارها العلمي الأكاديمي ببحوث محكمة في مجلات علمية معتبرة .
هذه المفاهيم العلمية وغيرها عن الطاقة، تلاقفها البعض إلى خارج الأروقة الأكاديمية وحاول أن يلوي عنقها لتلبية حاجاته النفسية والعاطفية .
أحد هذه الأمثلة ما يطرحه مدعو علم الطاقة، والبحث عن الطاقة الروحية، ومحاولة منهجتها بمناهج يراها الأكاديمي خير واقعية، وبعيدة بسنوات ضوئية عما يتداول في أبحاثه .
من خلال متابعتي المتواضعة لما يطرحه الأخوة مدعي فهم علم الطاقة، أجد أنها لا تصمد أمام البحث العلمي الأكاديمي . ورغم تداخل المفاهيم فيما يحاولون التسويق له، وتقطعها مع الحقائق العلمية في ميكانيكا الكم ، إلا أني لم أصل للزاوية التي يرون من خلالها .
واخيرا توصلت لقناعة لا تخرج من هذه الاحتمالات :
أولا : أن يكون المنهج الذي بنى عليه مدعو الطاقة قناعاتهم، غير علمي ولا يخضع لأسس علمية، وبالتالي فهو منهج غير صحيح .
ثانيا : أن يكون المنهج الذي يدعونه منهج تجريبي فلسفي تبناه أساطير الفلسفة في وقتها وهو منهج يحتمل الصحة والخطأ .
في هذه الإحتمالات يتوجب على أصحاب الإختصاص توضيح ما يرونه من هذا المنهج، ويبينوا للناس الصحيح من الجانب العلمي .
الأمر الاخر يجب أن يكون وعي الأفراد أكبر، فبعض مدعي علم الطاقة يحاولون تغليف قناعاتهم وإغاياتهم المادية والمعنوية بأطر علمية كي يسهل إقناع الناس بها .
ختاما..
علينا ان نفتح نافذة لأي معارف جديدة، لكن لا نجعل هذه النافذه بدون فلاتر فيأتينا الضار منها.
الفلاتر الفكريه مهمة ويجب أن تكون مبنية على أسس علمية كي تستطيع التمييز بين المفيد والضار .
جديد الموقع
- 2024-05-06 مدينة مصغرة لواحة الأحساء الزراعية
- 2024-05-05 مثقفون وأعيان يرصدون العطاء الأدبي للبابطين
- 2024-05-05 قصيدة (مطية الغياب)
- 2024-05-05 افراح الغزال و الدخيل في رويال الملكية بالاحساء
- 2024-05-05 شَبَه الكتابة بالرسم
- 2024-05-05 ما بعد الوظيفة (1).
- 2024-05-05 ابن الأحساء الحبيبة الفلاح الفصيح
- 2024-05-04 بيت الشعر في الفجيرة ينعى الأمير بدر بن عبد المحسن
- 2024-05-04 الأمير سلطان بن سلمان : الأمير بدر بن عبدالمحسن ترك ارثاً لا يمكن أن يحمى مهما طال الزمن
- 2024-05-04 افراح الدويل و الغزال في احلى مساء بالاحساء