2021/01/18 | 0 | 3584
علاج قسوة القلب ( القسم الخامس) [ الموعظة ٢ ]
كلمة يوم الجمعة الشيخ أحمد حسين البخيتان
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين خير الخلائق أجمعين من بُعث رحمة للعالمين محمد وآله الطيبين الطاهرين ، واللعنة الدائمة والعذاب الأليم على أعدائهم ومنكري فضائلهم من الأولين والآخرين إلى قيام يوم الدين .
قال تبارك وتعالى :
( ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً )
آمنا بالله صدق الله العلي العظيم .
عناصر الكلمة :
١- مقدمة :
ذكرنا في الأسبوع الماضي مرتبتين من مراتب التأثر بالموعظة ، وهما :
أ- التحول من الفساد إلى الصلاح ، ومثال ذلك ما جرى بين الإمام الكاظم ( عليه السلام ) وبشر الحافي .
ب - التأثر بما يؤدي إلى الصعق والموت ، لعظم الموعظة على مستمعها ، ومثال ذلك ما جرى بين الإمام علي ( عليه السلام) في وصف المتقين لهمام العابد الزاهد .
وفي هذا اليوم نذكر باقي المراتب .
ج - التأثر الآني الوقتي ، بحيث يتأثر بالموعظة لحظة صدورها ؛ ولكن بمجرد أن يخرج من جو الموعظة يعود لغيه وظلمة وطغيانه ، ومثال ذلك ما جرى بين الإمام الهادي (عليه السلام) والمتوكل العباسي عندما أنشد الإمام (عليه السلام) :
بَاتُوا عَلَى قُلَلِ الْأَجْبَالِ تَحْرِسُهُمْ
غُلْبُ الرِّجَالِ فَلَمْ يَنْفَعْهُمُ الْقُلَلُ
إلى آخر القصيدة ، تقول بعض كتب التاريخ بأن المتوكل بكى عندما استمع لهذه القصيدة المؤثرة في النفوس ؛ ولكن هذا التأثر وقتي آني ولم يغير من سلوكه شيئاً .
ح - عدم التأثر بالموعظة أصلاً ، سواء كانت الموعظة قولية أو فعليه ؛ لأن القلوب أصبحت مظلمة سوداء بسبب كثرة الذنوب والمعاصي ، وحب الدنيا ، قال تعالى : ( كَلَّا ۖ بَلْ ۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ )(14) سورة المطففين
وقال تعالى : ( ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ۚ) سورة البقرة (74) ، ومثال ذلك ما جرى بين الإمام الحسين (عليه السلام ) وبين الذين خرجوا لقتاله .
يقول الشاعر :
قـسَـتِ القلوبُ فلم تَمِلْ لهداية ٍ
تـبّـاً لـهـاتيكَ القلوب القاسية
وشاعر آخر يصور لنا وقوف الإمام الحسين ( عليه السلام) أمام هؤلاء واعظاً لهم ، ومذكراً لهم من يكون ، وماذا كان جوابهم .
لَم أنسَهُ إذ قامَ فيهم خاطباً
فإذا هُمُ لا يَملِكُونَ خِطابا
يَدعو ألَستُ أنا ابنُ بنتِ نبيِّكم ومَلاذَكُم إن صَرفُ دَهرٍ نابا
هَل جِئتُ في دينِ النبيِّ بِبدعةِ
أم كُنتُ في أحكامهِ مُرتابا
أم لَم يوصِّ بِنا النبيُّ وأودَعَ
الثّقلينِ فِيكُم عِترةً وكِتابا
فَغَدوا حَيارى لا يَرَونَ لِوَعضهِ
إلا الأسنَّةَ والسّهامَ جَوابا
اللهم
ثبتنا على ولايتهم والبراءة من أعدائهم ، برحمتك وأنت أرحم الراحمين ، وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين .
جديد الموقع
- 2024-04-25 «خيوط المعازيب».. والذاكرة المنسية
- 2024-04-25 ناشط قرائي
- 2024-04-25 يحيى العبداللطيف و ( دكتوراه ) جديدة لسجل شرف ( الينابيع الهَجَريّة )
- 2024-04-25 13298 خريجًا وخريجة أمير الشرقية يرعى حفل تخرج الدفعة الـ 45 من خريجي جامعة الملك فيصل بالاحساء
- 2024-04-25 %150 زيادة الطاقة الاستيعابية لمطار الأحساء
- 2024-04-25 16 جمعية وقفية في المناطق والمحافظات
- 2024-04-25 احصل على 800 ختمة قرآنية شهرياً
- 2024-04-24 جمعية البيئة الخضراء بالأحساء تكرم البورشيد لاطلاقه (ديك الماء)
- 2024-04-24 الأمير محمد بن عبد الرحمن رئيساً فخرياً لجمعية أصدقاء لاعبي كرة القدم
- 2024-04-24 جود بخاري تحقق أول برونزية سعودية في البطولة الآسيوية للبلياردو