2025/10/04 | 0 | 454
(سنابلُ شِعْركَ في أرضِك)
هِيَ أرضُكَ هِيَ حَزْنُكَ هِيَ نَقاك
هِيَ كثيبُكَ هِيَ عَرارُ نَجْدِكَ هِيَ توبادُك
هِيَ حَقلُ سنابلِ واديك
وادي عَبْقَرِكَ وادي الروح
في كُلِّ سنبلةٍ فيها مئةُ ديوان
مئةُ قصيدةٍ مئةُ بيت
مئةُ شعورٍ يتأجَّجُ، يستمرُّ في تأجُّجِه
مئةُ معنىً يَكمنُ تحتَ حرفٍ واحدٍ لامع
هِيَ أرضُكَ التي تتدفَّقُ منها الشِّعْريَّات
هِيَ أنتَ إنِ ارتميتَ في أحضانِها
هِيَ أنتَ إنْ وجدتَ نفسَكَ فيها
في حَبِّ فلفلِ امرئِ القيسِ في خزاماك
في ظبيةِ بانِكَ في ليلاك
في نخلِ بيشةَ في عسلِ رضوى
حتى في التمرِ المجلوبِ إلى هجَرِك
فالتمرُ تمرُكَ وهيَ هجَرُك
حتى في نعناعِ طيبَةَ الذي يجعلُكَ تتنفَّسُ الشِّعْر
تَشربُ الشايَ شُرْبَ عاشقٍ تائه
تلقَى نفسَكَ في موسيقى نصِّك
موسيقى نصِّكَ مثْلُ طيورِ الحُب
موسيقى نصِّكَ تحكي كُلَّ الأشعار
تحكي الشطرينِ وتحكي التفعيلة
تحكي النثرَ المُتأجِّجَ مِنْ شُعلةِ نار
مِنْ نارِ فؤادِكَ لا مِنْ نارِ برومثيوس
نارُ فؤادِكَ صدْقٌ، نارُ برومثيوسَ هيَ الكذبُ المحض
نارُ فؤادِكَ لن تخبوَ فيك
هي تُشبهُ لونَ رمالِ الدهناء
تُشبهُ وحياً شِعْريّاً سيَّالاً في وادي عبقر
تُشبهُ مرجاناً في عمقِ البحرِ الأحمر
تُشبهُ ما يتأمَّلُهُ الشعراءُ الشعراء
تُشبهُ حتى لونَ خيالِكَ في ذهنِك
تُشبهُ حتى طعمَ الماء.
