2020/05/07 | 0 | 1906
رفقاً بنا يا عمي رسول
ما أقرب اليوم من البارحة، فما زلت أتذكره جيداً على دراجته الهوائية الهندية الصنع (الصتي ٦).. وهو يجوب طريقه للعمل بورشة الحدادة والألومنيوم من الفريج الشمالي إلى مقر جده واجتهاده هناك.
نعم، عاش يتيماً من بعد والده الحاج موسى بن محمد بن أحمد بن علي القرين، وتجلبب برداء والدته (رحمها الله)، ورعاية إخوته (أحمد، وموسى، وعلي، وحبيب، وعبد الله، وخاتون، وزينب)، (فرحم الله الحاضر منهم والراحل كذلك يا رب العالمين).
فقد نقلت لي جدتي، وكذلك أبي عنه (سلمه الله): "كان يحفظ الزيارة كاملة منذ أن كان عمره تسع سنوات بشكلٍ ملحنٍ كما هو معتاد على صغر سنه، حيث كان يردد مع المزور".
وما إن ظهرت حملة عضيده حبيب (رحمه الله) بين الحملات للحج والعمرة إلا وكان على القائمة بالمرافقة والتعليم من بدايات العام الهجري ١٤٠٠هـ
ولم أبرح أستحضر الذاكرة وكأنها بالأمس القريب في طريقنا للمدينة المنورة بين رياض الخبراء، والحناكية بالأعياد، وكذلك في موسم الحج على وجه التحديد بالباص الأصفر، والمرسيدس (اللوري)، وطبخ الربيان المجفف بالدرب!
حيث كانت البسمة ترتسم على مُحياه، والزوار يتوافدون عليه بالمساعدة كدليلٍ مبادرٍ، وكذلك اتباع خطواته للذهاب للبقيع والحرم المدني، وأحد، والقبلتين، وكذلك لمسجد قباء، والمساجد السبعة...
الغريب في هذا الرجل يستمتع بذلك التعب بشكل عجيب وملفت، والذي شكل فوق أنامله الخير الوفير، والدعاء المستنير من تعليم الفاتحة وسورة التًوحيد لهم إلى ثغر الماء القراح للوضوء وأمور الصلاة ونحوها..
ناهيك عن مسجد الشجرة(ميقات أبيار علي) ورداء الإحرام، والمسافات الشاقة والوعرة بين الأماكن المقدسة كمنى، وعرفات، ومزدلفة، ودحلة الجن وشعب بني النجار وغيرها.
فرحم الله أيادٍ حملت ماء زمزم إلى ذاك الكفيف، ورحم الله ذاك القلب الحاني الذي حينما رأى ذلك الرجل الكبير، وقد توغل في جسده الوجع، وصعوبة اتمام المناسك.. شدّ على عكازته وقال له بكل لينٍ ولهجةٍ حساوية: "وكلني عنك يا حجّي ولا عليك".. دون حفنة مالٍ مسترجعة إلا في كلمة مستوحاة بالدعاء الجليل..
فهل تذكر يا عم الحاج عبد الله الحاجي محمد وحسن الدهنين وعبد الله الخليفة ويوسف الدخلان وحجي حمزة الفهيد من الهفوف؛ وأبو سعد السيحان من قرية الفضول؛ وأبو يحيى الصقر من الشهارين؛ وحجي الديرم من الجبيل، وأبو علي المنسف من السيايرة؛ وسادة الحداد من العمران؛ وحملة شيبة بالطرف؛ وحملة الكريمي بالحليلة؟
أم أن حملةالمرحوم السيد محمد غدير (العلي) ألهبت خاطرك وتسيدت نواظرك؛ وأرفلت عليك من تمر المطيرفي رقتها وحلاوتها ولونها وفحواها ونجواها بالحنين؟
نعم، لا زلت أذكرك وقد أحللت من إحرامك للعمرة المفردة في حج عام ١٤٠٩هـ مع حملة أخرى بالتقدم لأداء الأعمال، وما إن رأيت حجاج حملة عضيدك إلا وأتممت معهم المقام لثلاث دفعات متتالية، دون كللٍ يذكر، أو مللٍ ينخر.. ليكون في ثغرك الباسم أربع تميرات التمام، والصلاة على خير الأنام.
أنا أعرف بأنه طال بنا المقام، وما ذاك الشاي المخدر الرقراق إلا مستوحىً على (صندقچة) يد الحاج المرحوم خضر القريني في شارع الحدايد بهفوف الأحساء.. فرفقاً بنا يا مشلح الطاعة، وكرم الاستطاعة بالقرى ورداء الطين..
جديد الموقع
- 2024-04-25 اترك أثراً إيجابياً.
- 2024-04-25 مؤسسة رضا الوقفية تكرم الفائزين في مسابقتها التصوير الفوتوغرافي - النسخة الثانية
- 2024-04-25 «خيوط المعازيب».. والذاكرة المنسية
- 2024-04-25 ناشط قرائي
- 2024-04-25 يحيى العبداللطيف و ( دكتوراه ) جديدة لسجل شرف ( الينابيع الهَجَريّة )
- 2024-04-25 13298 خريجًا وخريجة أمير الشرقية يرعى حفل تخرج الدفعة الـ 45 من خريجي جامعة الملك فيصل بالاحساء
- 2024-04-25 %150 زيادة الطاقة الاستيعابية لمطار الأحساء
- 2024-04-25 16 جمعية وقفية في المناطق والمحافظات
- 2024-04-25 احصل على 800 ختمة قرآنية شهرياً
- 2024-04-24 جمعية البيئة الخضراء بالأحساء تكرم البورشيد لاطلاقه (ديك الماء)