2020/10/18 | 0 | 1238
رحل آخر الخوارج
لم يفارق سيجارته الكوبية، وكوب القهوة، وقلمه المحمول معه دائما في حلّه وترحاله.. وهو الذي أطلق على نفسه (آخر الخوارج) رحل رياض نجيب الريّس وفارق الحياة في بيروت التي طالما عاش فيها وحنّ إليها وهو بعيد عنها، وخرج منها في الثمانينيات نتيجة الحرب الأهلية، ورحل إلى لندن حيث مكث فيها إلى بداية الألفية الجديد، مارس خلالها عمله الإعلامي والصحفي، أنطلق من خلالها للإنتشار في أووربا و أميركا والعالم العربي، وفي بداية الألفية الجديدة رجع إلى لبنان، التي طالما عاش فيها وقت عنفوان شبابه، التي يذكرها دائما، وعندما أراد كتابة سيرته الصحافية، أطلق عنوان لكتابه، أثار فيه فضول الكثير من الكتاب والقراء عندما عنون الكتاب ب ( آخر الخوارج – أشياء من سيرة صحافية – الطبعة الأولى 2004 ). هذا العنوان حيّر الكثير من القراء والمتابعين له، بأنه أختار هذا العنوان المثير لتدوين سيرته الصحافية، أعطى إنطباعا بأن الرجل مشاكسا وخارجا عن المألوف، ولكن في كتابه يوضّح المنطلق الذي دفعه لإختيار هذا العنوان فيذكر في كتابه (أعترف أن كلمة الخوارج، أي الذين هم خارج السياق العام النمط المتعارف عليه في الحياة. أو ربما الخارج عن السائد والمألوف. وكنت قد أعترضت قبل حوالي خمسين سنة على ترجمة كلمة Outsider في عنوان كتاب أشتهر في أوساط المثقفين العرب في الخمسينيات للكاتب الأنكليزي كولين ويلسون، صدر بعنوان " اللامنتمي" (ترجمه منير بعلبكي). ومن أسباب إعتراضي أن كلمة "اللامنتمي" لا تعني في ظني تماما كلمة الخوارج، لأن اللامنتمي لفكرة أو قضية ليس هو بالضرورة الخارج عن سياق النمط العام. والخارج عن السائد والمألوف ليس بالضروري أن يكون غير منتم إلى فكرة أو عقيدة أو موقف). ثم يذكر عن أيام شبابه وصباه فيقول (كان من الطبيعي لواحد من جيلي أن يأتي لبنان في طفولته، فيدخل في مدارسه ويتعلم في جامعاته ويعيش صباه وشبابه في كنف صداقاته اللبنانية. ولم يكن لدينا أي شعور في شبابنا، بتمايز ما بيننا، نحن غير اللبنانيين وبين اللبنانيين. كان التطلع خارج الحدود القطرية العربية لكل منا أمرا طبيعيا، وكان التقوقع داخل الحدود اللبنانية أمراً انعزاليا). رياض نجيب الريّس كان طموحا وعلاقاته مع الجميع، كان منفتحا على كافة الأطياف والتوجهات الفكرية والثقافية العربية والغربية، ولم يمنعه توجهه القومي العروبي في التعاطي مع الجميع، حيث كان حاضنا للكثير من الطاقات العربية من كتاب وشعراء، فأسس شركة رياض الريس للكتب والنشر سنة 1986في لندن ونقلها لاحقا إلى بيروت، وأصدر مجلة الناقد الشهرية في لندن التي أستمرت لفترة من الزمن، ثم أغلقت فيما بعد، كانت من المجلات المتميّزة في أطروحاتها وعرضها لمختلف القضايا العربية، الناقد كانت منبرا للنقد ومناقشة كافة المواضيع برؤية جديدة، لم تكن مثل باقي المجلات الصادرة آنذاك بل أخذت موقعها ومكانتها في أوساط النخب العربية والإعلام ا لعربي. التقيت بالأستاذ رياض في لندن في الثمانينيات، كان موسوعيا وإعلاميا ومثقفا، وصاحب مبادرات، شارك في معارض الكتاب في الكثير من الدول العربية، والأوروبية، وكتبَ في مختلف المجالات الثقافية والفكرية والأدبية، وله إصدارات متعددّة.. توجّها من خلال إنشائه للدار باسمه و آخر كتاب حمل توقيعه هو (صحافة النسيان). رحل رياض في شهر سبتمبر 2020عن عمر ناهز 83 عاما، عمر حافل بالأدب والثقافة والشعر، حيث أثرت داره المكتبة العربية بالكتب المتنوعة.
جديد الموقع
- 2024-04-18 بر الفيصلية يقيم حفل معايدة لمنسوبيه .
- 2024-04-18 مختارات من الرسائل
- 2024-04-18 الأمير سعود بن طلال يرعى توقيع عقد إنشاء بوابة الأحساء
- 2024-04-17 أحدث إصدارات الشيخ اليوسف: «الإمام العسكري: الشخصية الجذابة»
- 2024-04-17 تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم في دورتها الـ 44 تنطلق في شهر صفر القادم 1446هـ بمكة المكرمة
- 2024-04-17 الطبيب أشرف العيسوي يرزق بمولود هاشم
- 2024-04-17 بعد أن تتعرض للإهانة اكتب مشاعرك على قصاصة ورق ثم تخلص منها وهذا من شأنه أن يحد من مستوى شعورك بالغضب
- 2024-04-17 التركيز رأسًا على فوائد الانتظار قد يساعد الناس على تحسين ضبط النفس
- 2024-04-17 الدراما المحلية بين المجتمع والتاريخ
- 2024-04-17 العيد ووقت الفراغ