2020/06/18 | 0 | 1809
دعاء الاستجابة إلى روح المرحوم الحاج: فهمي بن حسن الغانم
القصص كثيرة لمثل هذه النوعية المُوجعة والمُفجعة في آنٍ، ولكن ما حال من يكون ضمناً منها؟
فالحكايات المسموعة تختلف عن مثيلاتها القريبة في حياتنا اليومية، والمُرتهنة بالقدر المحتوم!
نعم، قد يقول البعض بأنه يصعب على الإنسان كتابة نفسه، إلا بشعورية محدودة.. وحينما يُغلفها بلسان الآخر والبُعد عن الذات بالتشبيه ليكون أكثر واقعيةً بالتأثير على المُحيط..
كالمعتاد عند كل وصولٍ بأهله الأحياء أن يقوم بزيارتهم، والسؤال عنهم، والاتصال بهم.. ولكن كيف بمن رحلوا، وقد تهشمت أطيان قُبورهم حتى من الدعاء؟!
على كلِّ حالٍّ، في زيارة الأقارب تُسترد الأتارب، وتذهب النوائب، وتغفر الشوائب..
دخلت عصر يوم الخميس المقبرة، وبيدي اليُمنى باقة من أزهار السبع المثاني، وأُخرياتها من زيزفون التوحيد، وماء الورد يتصبب من أقاحي ساكن المدينة، ولذكره صلوا عليه..
فرحت أُطالع الشواهد بالتأمل والسرحان، وإذا بشابٍ وسيمٍ يتجه نحوي بالسلام، وعلامات الصلاح تشعُّ من مُحياه، وطريقة ترحيبه بلهجتنا الحساوية:
"السلام عليكم؛ وأخبارك؛ وشلونك والأهل”!
فرددت عليه التحية بالمثل وفي داخلي استفهام من هذا ولعله شبه عليَّ!!
تبسم هذا الفتى بابتسامةٍ كالجوري وقال:
“كأنك ما عرفتنيه”
فأجبته: (بصراحة وجهك مُريح، وملامحك موب غريبة عليّه، بس الكبر شين يا ولد أهليه)!
حينها تأوه، وخبت ابتسامته وراء غيم حضوره، وراح يسرد عليّ:
“ما تذكر ابويه اللي كان يوصيني بأن أدفنه جنب قبر جدتيه الحجية وخالتيه بالقرب قبر أبوك وأمك”؟!
فقلت: "بس بس تذكرتك..
أيش دعوه أنا أعرف أبوك من ثمان طعش سنة.. أخبارك، وشلون الأهل والجماعة..
توني شايف الوالد الله يحفظه قبل أسبوع اهنه، وهوه جاي يزور الحجية قبل ما يطلع يسوي رياضة”!
فاسترد ابتسامته مرةً أُخرى، ولونها باحتقان الإجابة كالغروب:
“إيه.. قبل ثلاثة أيام انتهينا من ختمة فاتحته وعزاه”!!
حينها حار الكلام في لساني، ولم يتبقى من المشهد إلا نظرات الدهشة، وحسرات الفراق!
.. تمام المشهد الأخير في خُطواتي المُثقلة، وتساؤلاتي المُتسربلة للذكرى..
إلى أن وقفت على خاتمة أمي وأبي رحمهما الله وأنا أنظر لأيتام هذا الراحل الأربعة عند قبر جدتهم، وأنامل صغرهم تخط على التُراب معاني الرحيل..!!
باقي الرواية قابلة عندك للإكمال والاستنطاق أيها المتتبع بالدعاء والرحمة..
جديد الموقع
- 2024-04-25 «خيوط المعازيب».. والذاكرة المنسية
- 2024-04-25 ناشط قرائي
- 2024-04-25 يحيى العبداللطيف و ( دكتوراه ) جديدة لسجل شرف ( الينابيع الهَجَريّة )
- 2024-04-25 13298 خريجًا وخريجة أمير الشرقية يرعى حفل تخرج الدفعة الـ 45 من خريجي جامعة الملك فيصل بالاحساء
- 2024-04-25 %150 زيادة الطاقة الاستيعابية لمطار الأحساء
- 2024-04-25 16 جمعية وقفية في المناطق والمحافظات
- 2024-04-25 احصل على 800 ختمة قرآنية شهرياً
- 2024-04-24 جمعية البيئة الخضراء بالأحساء تكرم البورشيد لاطلاقه (ديك الماء)
- 2024-04-24 الأمير محمد بن عبد الرحمن رئيساً فخرياً لجمعية أصدقاء لاعبي كرة القدم
- 2024-04-24 جود بخاري تحقق أول برونزية سعودية في البطولة الآسيوية للبلياردو