2021/12/25 | 0 | 1452
حياة بعد الممات
كلمة ادارة الحفل لتابين المرحومة هناء المهنا
لا أدري يا أبا هاني ويا أبا حسن أنعزيكم أم نهنيكم بهناء!؟
نعزيكم أم نعزي أنفسنا؟
أيها الحضور الكريم، كل كلمة ثناء ستقال لهناء هذه الليلة، فهي كذلك لشريك حياتها الذي ساند ودعم ووقف معها ولربما تنازل عن بعض حقوقه في قبال أن تنطلق وتعطي بكل قوة وثبات.
فمن هناء؟
هناء مسلم المهنأ: شخصية اجتماعية بامتياز، تربّعت على كرسي العطاء الاجتماعي بكل أبعاده وجوانبه.
وإن كان لبعض الدول صناعة تفخر بها، فهناء فخر الصناعة الإنسانية الأحسائية.
وهي بصمة العطاء الممتلئة بالمحبة والمودة، والأنموذج الواعي الذي فهم الدين حب وعطاء، والمتحرك برقي وإبداع ولمسات حانية في كل الساحات.
ويشهد على ذلك ماكتب عنها في وسائل التواصل والأقلام التي سطّرت كلمات التأبين.
وقد يعتقد البعض ويظن أن هناء قد ماتت بعد رحيلها؟
لا وربك وألف لا. يموت من لا تجد له حض من العطاء والنفع للآخرين.
" الخلق عيال الله وأحب الخلق إلى الله أنفعهم لعياله "، يموت من لا يخلِّد في تاريخه ذكريات حية وجميلة من المحبة للإنسان والإنسانية.
أما هناء فابحث عنها متربعة في قلب كل من عرفها وسمع بها، تراها وقّادة متوهجة في قلوبهم.
أسأل عضوات نادي إكسبلورر توستماسترز بالدمام ونادى هجريات إكسبلورر توستماسترز النسائي بالأحساء، من حين انطلاقته وتأسيسه في بيتها، وبكل أروقته وزواياه واجتماعاته ولقاءاته ومحطاته ومسابقاته.
أبحث عنها في يوم افتتاح النادي الأدبي بالأحساء، وفي بعض فعالياته، واسأل إدارته والشعراء هناك وضيوفه ونزلاءه، الذين استقبلتهم ورتبت سكنهم وضيافتهم.
أصغ بأذنك لفتيات نادي خطوة واعدة اللاتي التحقن به، وإبداعاتها وكلمات التحفيز التي يرن صداها في آذانهن.
سل الفقراء والمحتاجين وأحسانها للمساكين بإدارة فريق السيدة خديجة(إحسان) ومساعدتها لهم.
تفحّص حال المرضى الذين كانوا وما زالوا على السرير الأبيض وكيف كانت تبعث فيهم الأمل والحياة وهي على سرير المرض من خلال قروبات بعث الأمل.
سل عنها فريق همسات الثقافي والندوات الحوارية في جبل القارة وغيرها.
وكذا مؤتمر الخليج للدافعية والتحفيز أو مؤتمر العمل التطوعي المؤسسي.
أسأل عنها كبار الشخصيات الرسمية والاجتماعية التي كانت تقلّهم بذلك الباص المخصص لهم، لتنسق وترتب أمر وصولهم إلى مهرجان الدوخلة، أو الذين التقت بهم وعرفوها عن قرب.
أسأل عنها رحلة معرض الكتاب ومهرجان الجنادرية ومرتادوه معنا في الرحلة.
وإن شئت أن تقف وقفات ووقفات متأملة ومتفحصة لرحلات إكسبلورر المحلية والدولية، وما يصحبها من ورش ودورات، وإعدادها وتنسيقها لذلك، خصوصا ملتقى التعليم العالي للجامعات بالرياض، وكيف كان عطاؤها فيه في أعلى قمته وهمته.
أقرب من دور التنمية الاجتماعية للبنات اللاتي كانت تحبهم وتودهم وتسهر على راحتهم وتعمل الرحلات الخاصة لهم.
أسأل صديقاتها، كيف كانت عشرتها معهم، وكيف تحبهم وتودهم وتبعث الأمل في أرواحهم وقلوبهم بكل مكان.
أستنطق عنها الإبداع والأناقة في كل تفاصيله، بأسلوبها وابتسامتها وكلماتها.
أدنو من الهمة والطموح ليخبراك عن كل معانيها وهي تحركهما بكل الاتجاهات.
أسأل عنها أحداث فاجعة الدالوه، وكيف كانت تنظم وتنسق زيارات الوفود والمواكب لتقديم واجب العزاء.
أسأل عنها عائلتها كيف كانت تنثر بينهم ورود الألفة والأنس في الجلسات الأسرية والعائلية.
وإن سألت وسألت فلا تنس أن تسأل عنها عالمها وروحها وحياتها فريق إكسبلورر، الذي تجلَّت فيه بكل معاني العطاء بكل ما أوتيت من جهد ووقت ومال وإبداع وحكمة وعقلانية، بكل تألق وتأنق، لترسم من خلاله كل لوحات الفن الإنساني والوطني بأبهى صوره وأنصع معانيه. هذا الفريق الذي كانت وفيةً له ولم تتخل عنه لحظة واحدة من يوم تأسيسه حتى يوم مرضها، لا في رحلاته ولا في اجتماعاته ولا برامجه وأنشطته وفعالياته، حتى بان في كل لوحة رُسِمَت فيه، لهناء فيها ريشة وألوان خاصة.
نعم أيها الأحبة: كل ذلك وهي بعفتها وشرفها، بل ملاك يمشي على الأرض بطهرها ونقائها.
أسألني عنها يوم عرفت بما جرى علي من حادث سير وأجريت لي العملية العصيبة.
اتصلت بي بعد ثلاثة أيام وهي تقول لي يابو مجتبى لا تقول ليش الكل جا واتصل وتحمد لي السلامة إلا هناء! تراني تحملت أن أطيح مريضة باللي أنت تعرفه واتحمل وأصبر، لكنني لم أتحمل أن يقال لي أنكسر عمود خيمتنا، وأخذت تبكي وتبكي وأخذتني معها في البكاء.
هذي هي روح هناء، هذي هي شخصية هناء، فهل ماتت هناء!؟.
لم تمت، بل رحلت من عالم الدنيا إلى عالم الخلود والبقاء، وبقيت روحها ترفرف في نواحينا وبين ظهرانينا.
أيها المعزون، من يحفر وينقش ويرسم في القلوب بحب إنساني حقيقي، هو ذلك الفنان الحقيقي الذي يمتلك الأدوات والمهارات والإبداعات الحقيقية، ويرسم أجمل اللوحات وبأزهى الألوان.
نعم أيها الأحبة الكرام، هناء أقامت في قلوب الجميع معارض حب وعطاء بلا أستثناء. فكانت تعبد الله وتسير إليه بحبها وعطائها، فنعم السائر والمسير.
نعمٌ إن الفراق صعب وفقد الأحبة غربة
فسلام عليها يوم ولدت ويوم ارتحلت ويوم تبعث حية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جديد الموقع
- 2024-04-28 الحاج معتوق الهدلق.. سيرة عاطرة
- 2024-04-28 بين لججِ الشك وفِخاخِ الغواية في ديوان (قبل التيه برقصة)
- 2024-04-27 أفراح سادة المكي بالمبرز تهانينا
- 2024-04-27 نادي أطياف يحتفي ب"قبل التيه برقصة"
- 2024-04-27 صدور الكتاب الرابع عشر لـ عدنان أحمد الحاجي
- 2024-04-26 الوائلي.. في أوج العلم والثقافة والأخلاق
- 2024-04-26 القراءة خارج الدائرة
- 2024-04-26 الشيخ الصفار يدعو لمواجهة تحديات الحياة بالثقة والأمل والنشاط
- 2024-04-26 مركز الملك عبدالعزيز للتواصل الحضاري يكرم بر حي الملك فهد
- 2024-04-26 فرع مركز الملك عبدالعزيز بالشرقية للتواصل الحضاري يكرم مركز بر الفيصلية .