2020/12/18 | 0 | 1852
حروب وكلاء المرجعية نذير تعرية وتراجع
تعتمد طبيعة الحركة الرسالية على عناصر أساسية ومهمة أحد أكثر مقوماتها حالة التعاضد لتحقيق غايات التبليغ عبر خلق محيط مستوعب للمنبع وقادر على تكوين انعكاس حقيقي للأصل وذلك من خلال مراحلة تدريبية وتأسيسية تؤهل هذا الانعكاس لنيل ثقة الأصل في التبليغ بالمقاييس الحقيقية .
هذه القاعدة استخدمها الانبياء في تهذيب أصحابهم واستخدمها الائمة في بسط رقعة التبليغ وتحقيق صوت العدالة سيما أن الآليات المتواضعة آنذاك ملحة لهذا الاتجاه ، كما أنه ورغم اجتهاد الأنبياء و الائمة في تنشئة هذه الفئة من الوكلاء والعكوف على جميع جوانب الكمال التهذيبي والعلمي والاخلاقي الا أن التاريخ يحدثنا عن سقطات للبعض في أتون الفتنة والشك بل والانحراف كنتيجة لتعارض النفس البشرية والمغريات المحيطة حتى تكونت مذاهب منافسة لمدرسة آل البيت كنتيجة لهذا الانزلاق .
لابد من الاقرار أن مثل هذه النماذج المتقلبة لا تعكس حقيقة اجتهاد المصدر في التنشئة لأن المخلوق قد ينقلب على علة خلقة فينتهج الالحاد والكفر في تحد للقانون الطبيعي في رجوع المخلوق للخالق ، إذن فأي تطرف وانزلاق ما هو الا مسؤولية فردية بحته لا تخص نظام التداول وآليات الاستخلاف الطبيعي .
التاريخ بثقله حاضر بنماذج مذهلة لحالة الانقلاب والتفسخ من القيم ولعلل باهته لا ترقى لمستوى التضحية ، حتى نمت سلوكيات غريبة عن مستوى التمثيل الرسالي زادت من حصرها وعزلتها بل وانكفائها فظهرت نتيجة لذلك مجموعات جعلت من التملق في البيوت العلمية وسيلة للتقرب ونيل الثقة وعلى حساب ذمم الآخرين طمعاً بامتيازات واهية بعيدة عن واقعيتها الحقيقية في زمن زهو الحقيقة وسطوعها بالامكانات المتعددة والتي قد تفوق سلم الكلاسيكيات .
ان ما أصاب فقد النبي (ص) من حالة انقلاب وبتأكيد القرآن وما تبعه من آثار على أهل بيته (ع) وعلى مدى 250 سنة كفيل برسم ملامح واضحة لآليات التمييز بين الوهم والحقيقة ، وبين الاخلاص والنفاق . فالفجوة المتسعة في حين والمنحسرة في حين آخر بين أصحاب الانبياء والاولياء وما نجم من فوارق واختلافات في الفهم بعضها بدوافع صادقة رغم زيف مخرجاتها بل وانحرافها عن المنهج السليم في المعالجة ، لا زالت هذه الفجوة ماثلة حتى يومنا هذا عبر ما ينجم بين فترة وأخرى من خلافات بين وكلاء المرجعية يصل بعضها الى حد كسر العظم وبدوافع واهية لا ترقى لمستوى ثقة المجتمع برموزها أو ثقة المرجعية الرشيدة بوكلائها .
إن هذه الحالة الرجعية نذير شؤم لتطلعات المؤمنين حول تطوير هذه المؤسسة وزيادة ثقة المؤمنين بها والتي استمرت بعفويتها على مدى قرون حتى وفرت الحد الادنى من الثبات وساهمت في استمرار المذهب وتعزيز وجودة ، الا أن اسلوب المواقف الانفعالية تجاه مواطن الاختلاف بين الاقران في الوكالة خلق حالة الفرز الاجتماعي واسهم في تمزيق المؤمنين بل وعزز من الصدام مما تسبب بآثار قد تطول مدة التئامها ومعالجتها .
من هنا يتطلع المؤمنون الى مؤسسة المرجعية الرشيدة في سن قواعد تضمن صيانة الوكلاء من حالة التعدي بل ويزداد الأمل في تحول المرجعية لنظام مؤسسي يعتمد الاختصاص في فنون المهارات القيادية ويعزز من الشفافية بل ويكافح فرط العدوانية بين المؤمنين خاصة ما ينشأ من بواعث فهم الدين وفي إطار الممكن والمستند على الاصول العلمية المعتد بها في المحافل العلمية .
إن اهمال واقع المزايدات بين اتباع المرجعية الرشيدة سيفاقم وضع التراجع من هذه المؤسسة العريقة ويمهد لواقع الانفصال مما سيسهم في تعريتها من حزام اصطفاف المؤمنين وبالتالي سنفقد رافد حيوي مهم لاجتماع الامة وتقدمها ، فالعقد الاخير شهد حالة انقلاب حقيقي من الدفاع عن ثوابت المذهب ورد الافتراءات الخارجية نحو اختلاق الخلافات داخل المدرسة وبين المراجع بل وبين وكلاء المرجعية الواحدة بدوافع شخصانية بحته جلها رغبة الاستئثار بالطبقة الاجتماعية .
ختاماً ، ان الرغبة الجامحة للمؤمنين في تحييد المجتمع من تبعات هذا الصراع بل وسن قوانين تضمن حصر أي ادعاء ومزايدة باسم المرجعية والتأكيد على حماية المؤمنين من حالة الخلاف المستفحل باسم الدفاع عن شخوص واهمالها للقيم الاصيلة والثابتة والتي تنسجم ومواقف المرجعية الرشيدة التاريخية مع المخالفين فكيف بأبناء المدرسة واتباع المذهب .
جديد الموقع
- 2024-03-29 تنمية مهارات التعامل مع الآخرين.
- 2024-03-29 شجنة من نور محمد السبط المجتبى (ع) (في فلك حديث عالم الأنوار)
- 2024-03-29 هموم وتطلعات المرأة السعودية - في المجموعة القصصية « 10 أيام في عين قسيس الإنجيلي » لرجاء البوعلي ..
- 2024-03-28 نادي الباحة الأدبي يناقش (كينونه) كأول تجربة عربية لمسرح الكهف.
- 2024-03-28 البيئة تطلق خدمة الحصاد المجاني للقمح لمساحات 30 هكتارًا
- 2024-03-28 جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل تطلق مشروع الحديقة المركزية على مساحة 15 ألف متر مربع السعودية الخضراء .. مبادرة تاريخية ملهمة لتحقيق المستقبل الأخضر العالمي
- 2024-03-28 جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل تتصدر المؤشر الوطني للتعليم الرقمي في فئة (الابتكار)
- 2024-03-28 رئيس جمعيــة المتقاعديــن بالمنطقة الشرقية يقدم الشكر والتقدير لرواد ديوانية المتقاعدين
- 2024-03-28 نائب أمير الشرقية يستقبل رئيس مجلس إدارة جمعية تعافي
- 2024-03-28 نائب أمير الشرقية يطلع على برامج جمعية ترابط