2025/11/05 | 0 | 121
(تضييق)
هناك مَنْ يُحقِّقُ مجْدَهُ حين يُضيِّقُ عليك
يضعُ أمامَ طريقِكَ العقبات
يشعرُ بالفوزِ باللذةِ بالنشوةِ إذا فعَلَ ذلك
فهو لا تاريخَ أَلَقٍ لهُ يَستندُ إليه
ولا توازنَ يُنعشُ نفسيَّتَهُ المضطربة
هو بالضبطِ مِثْلُ مَنْ يسلبُ الشِّعْرِيَّةَ عن القصائدِ الحيَّة
عن القصائدِ التي يحفظُها الناسُ في صدورِهم
عن الأبياتِ التي تحفرُها الحسناواتُ عليها
على معلَّقاتِ سلاسلِ قلائدِهنَّ البرَّاقة
كما يسلبُ الشِّعْرِيَّةَ عن كُلِّ نصٍّ لهُ حضورٌ مُطْلَق
عن كُلِّ مبدعٍ لهُ حضورٌ لدى مَنْ نظنُّهم أبعدَ الناسِ عن الشعر
عن السيَّابِ بعدما دفنَ أساطيرَ الإغريقِ في مدخلِ سوقِ الصفارين
في مدخلِ المكانِ الذي استلهم منهُ الخليلُ أنغامَ الأشعار
منه التقطَ مستفعلن ،ومنه التقطَ متفاعلن
ومنهُ أخذَ السيَّابُ موسيقى نصوصِهِ الداخليَّة
مِنْ تأجُّجها الفاعل ِفي النصوصِ منهُ أخذَها لا منها
حتى كأنَّ تمثُّلاتِها بمثابة لزومِ ما لا يلزمُ في شِعْرِهِ الحر
حتى لغته صارتْ أكثرَ صفاءً بعدما دفنَ أساطيرَهم
صارتْ كلماتُهُ عذبةً خفيفةً على القلبِ، وصار لها أعماق
هي مثْلُ حنجرةِ فتاةٍ هنديَّةٍ حين تشدو بالكلمات
تجعلُ الحرفَ الواضحَ ذا إيحاءات
تمدُّهُ مدَّاً لتسرحَ معه العقولُ قبلَ القلوب
وكذلك نحن نسرحُ مع نشوةِ الطفلِ إذا خاف مِنَ القمر
مع تكرارِ كلمةِ مطرْ، مطرْ، مطرْ
حتى مَسَّ مَنْ قدَّمَ لمختاراتِهِ ما مَسَّه مِنَ الجنون
مِنْ جنونِ حَسَدِ أهلِ الكار على فرضِ أنَّهُ منهم
فقد حسدَ السيَّابَ على لغتهِ الواضحة المؤثِّرةِ ياللهول
عدَّها منقوصةَ الشِّعريَّةِ وعدَّ نفْسَهُ صانعَ دستورِ الشعراء
صانعَ رؤى الشِّعْرِ التي ينبغي علينا أن نؤمنَ بها
أن نُصدِّقَهُ فيما يقول
فهو في نظرِ نفْسِهِ حَذَام
وهو إذا قال إنَّ لغةَ الشِّعْر لا تُفْهَمُ إلا بعدَ أجيالٍ قلنا نعم
وإذا قال إنَّ شِعْرِيَّةَ السيَّابِ منقوصةٌ قلنا منقوصة
هو يضعُ العقباتِ أمامَ كُلِّ شاعرٍ يسعى إلى التألُّق
يُريدُ منه ألا يكونَ كالسيَّابِ فيفقدَهُ توازنَه
يُريدُ منه ألا يجمعَ بين الحُسنيين
حُسْنِ العمقِ وحُسْنِ التأثيرِ في الجمهور
حُسْنِ محبَّةِ الناسِ العاديين لشِعْرِه
حُسْنِ انشغالِ أهل الاختصاصِ بقراءةِ نصوصِه
ولذا يضعُ العقبةَ التي تصدُّ الشعراءَ عن سبيلِ الإبداع
يُقدِّمُها بصورةِ مفهومٍ جديدٍ للشِّعْريَّة
وهو أيضاً يُسلِّي نفْسَهُ بها ويواسيها
يُمنِّي نفسَهُ بالأماني التي لن تتحقَّق
هو يحيا علَّةَ التوحُّدِ مع نصوصِهِ المترنِّحة
ويحيا الناسُ مع أنشودةِ مطرِ السيَّاب
مع ظبيةِ البانِ ترعى في خمائِلِهِ
ومع موسيقى بعضِ نصوصِ النِّفَّرِيِّ العذبة
موسيقى نصوصِهِ التي لا يرقى إليها نصٌّ منجزٌ أجَد.
جديد الموقع
- 2025-11-06 جديد الشيخ اليوسف: «السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام): مظهر العظمة ومنتهى الكمال»
- 2025-11-06 مستشفى الأمير سعود بن جلوي بالأحساء ضمن أفضل خمسة مستشفيات على مستوى المملكة في العناية بالجروح
- 2025-11-06 مجلس إدارة العيون الخيريه بالاحساء يطلق الهيكل الإداري الجديد في خطوة تطويريه لتحقيق رؤيتها المستقبليه
- 2025-11-06 "قصص الحساويات" توثيق الذاكره الشفويه للاحساء
- 2025-11-05 شفاء مريض من سرطان البروستات بمركز حمد بن عبداللطيف الجبر لعلاج الأورام بالأحساء
- 2025-11-05 منصة إلكترونية لتسويق المرشدين السياحيين في الأحساء
- 2025-11-05 (تأهل ستة قرّاء من خمس دول عربية لنهائي مسابقة أقرأ ديسمبر المقبل)
- 2025-11-05 سمو محافظ الأحساء يستقبل وكيل وزارة البلديات والإسكان
- 2025-11-05 لماذا نهتم بتراث وتاريخ الأحساء
- 2025-11-05 الطفلة ريم بنت ناصر الغزال في ذمة الله تعالى بالهفوف