2021/05/01 | 0 | 1583
تشاؤم مشروع
و نحن نقلب شاشات التلفاز ، خاصة في هذا الشهر الكريم نرى الكثير من المسلسلات الحديثة الدائرة أحادثها في فلك الماضي المنصرم ،
نعشق الماضي بكل ما فيه ، بشخوصه و أمكنته و أثاثه و مشاعره و حبه البريء الصادق..
ترى ما السر في ذلك العشق ؟ هل استحضار الماضي اليوم يرمرم بعض ما دمرته فينا حضارة اليوم ؟
هل استحضار الماضي يعيد فينا التوزان و الاستقرار النفسي ؟
إن أغلب قنوات اليوم في تسابق مستميت لإخراج ذلك الأرشيف العريق عن ذلك الزمن الجميل ،
ترى هل كان في يدور في خلد مقدم هذه الأعمال الفنية و البرامج الاجتماعية و الثقافية و الدينية بالأمس القريب أن يعاد عرض أعماله اليوم و يعيش بيننا بصوته و صورته ، كما كان قبل خمسين سنة ؟!
الإنسان مخلوق معقد ، و لذا يعشق البساطة ، إن في خلد كل منا خوف عميق و نفور ما بعده نفور من تبعات هذا التقدم المذهل و الحضارة السحرية ، خوف من الفقد و الرحيل و النهاية و الموت .
قال تعالى تعالى " حتى إذا أخذت الأرض زخرفها و ازينت و ظن اهلها انهم قادرون عليها أتاها امرنا ليلا او نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس ...الآية "
لذا نخاف و نرهب من كل تطور و تقدم لأنه يقودنا إلى النهاية ، و نعود للماضي و نتشبث به .
إنه الاكتئاب العام الذي يلف عالم اليوم ، في كل شبر من هذه الكوكب
لذا نجد الكثير من الدعوات إلى التامل و عيش الحاضر و اللحظة الراهنة ، لكن حاضر اليوم لا يساعد على التأمل بل يحرق الحياة حرقا سريعا ، يحرق السعادة و الحزن ، إن حاضرة اليوم حضارة غير مدركة ،
يعود الإنسان إلى الماضي لأن الحاضر لم يعد يسعده ، رغم إنجازاته السحرية الخلابة ، و تقنياته التي تفوق الخيال ، خاصة عالم الاتصال و الصورة ،
نعم لقد أسرفت علينا حضارة اليوم و أغدقت علينا بمنحزاتها لدرجة اننا اصبحنا نمتلك الماضي و الحاضر في نفس اللحظة و نتنبأ بالمستقبل بدقة عالية
إن عودتنا للماضي و إصرارنا عليه ينم عن إلحاح داخلي للعيش مع إنسان ذلك الزمان الذي رحل عن عالمنا
نرجع للماضي لنفتش عن ذلك الإنسان البسيط عن طيبته و سذاجته و حمقه و حلمه الواسع رغم صغر العالم الذي كان يعيش فيه ،
نفتش عن إنسان يندهش لاتفه شيء و يضحك من كل قلبه لأبسط نكتة يسمعها ، و يندهش من كل فكرة يقرأها، و يرقص و يتناغم من كل موسيقى يسمعها ، و يحب بقلبه لا بعقله ، و يعشق بأذنه قبل عيونه ،
نفتش عن الإنسان الذي لم تشوهه مدنية اليوم ، كلنا يحن إلى ذلك الإنسان الذي دمرناه بأنفسنا ،
إن بنا لشوق عارم إلى إعادة ذلك الإنسان إلى عالم و لو كان عن طريق الصوت و الصورة ..
نفتش عن الطفل الذي بداخلنا ، نفتش عن ذلك الطفل لأن حضارتنا اغتالت اطفالنا و سرقة منهم ضحكتهم و دهشتهم و لهوهم ..
و ها نحن اليوم نهتم بتوثيق حياتنا عن طريق الصوت و الصورة ، لأننا ندرك ان الماضي اجمل من الحاضر ، ان الماضي أصدق من الحاضر ، و أن جنة أبينا آدم خير حضارتنا ،
إن إنسان الأمس كان مشغولا بمعاشه و لقمة عيشه ، مشغولا بحقله و بناء بيته ، كان حياته عبارة عن تأمل عميق في الحياة ، نعم تأمل يقطع عنه ضجيج التفكير الموحش في الوجود ، و ينتشله من فراغ الوحدة
أما إنسان اليوم فقد أعياه التفكير في الوجود و الإله و الأديان ، يصبح مؤمنا و يمسي كافرا
جديد الموقع
- 2024-05-05 شَبَه الكتابة بالرسم
- 2024-05-05 ما بعد الوظيفة (1).
- 2024-05-05 ابن الأحساء الحبيبة الفلاح الفصيح
- 2024-05-04 بيت الشعر في الفجيرة ينعى الأمير بدر بن عبد المحسن
- 2024-05-04 الأمير سلطان بن سلمان : الأمير بدر بن عبدالمحسن ترك ارثاً لا يمكن أن يحمى مهما طال الزمن
- 2024-05-04 افراح الدويل و الغزال في احلى مساء بالاحساء
- 2024-05-04 عميدة اسرة العليو بالاحساء في ذمة الله تعالى
- 2024-05-04 فريق طبي في مدينة الإمامين الكاظمين (عليهما السلام) الطبية يجري عملية تثبيت وتعديل الفقرات القطنية لمريض بعمر (56) عام
- 2024-05-03 مستشفى اليرموك التعليمي يجري عملية قسطارية طارئة لمريض يعاني من احتشاء العضلة القلبية
- 2024-05-03 مستشفى الأمام علي (عليه السلام) العام في بغداد يجري عملية تداخل قسطاري طارئ لمريض يبلغ من العمر 48 عام