2020/08/30 | 0 | 949
بين ركضة طويريج والتطبير معالم للإحياء
في كل عام من عاشوراء تنبش موضوعات التجديد في إحياء الشعائر بين الاصالة والتقليد، وتنبري الأقلام للهجوم والدفاع و للتبرير والتهويل حتى كاد المؤمنون في ترقب حذر من الاعتراك بوطأة التعصب والعقلانية .
ورغم أن ظاهرة التطبير رغم قدمها آيلة للانحسار حتى أصبحت علامة لمدرسة أو مدرستين فقط من جم الاتجاهات الفقهية المتعددة إلا أن موضوع التجديد في احياء الشعائر لا يزال هاجس السواد الأعظم من المجتمع الشيعي .
فكل سنة نلحظ المبادرات الفردية أو الجمعية في ابتكار طريقة تعبير ملائمة وتحظى بترقية بوجهة نظر متعهدها بالمقابل نلحظ المترصد والمراقب لأي لون من الشعائر وخضعها للقواعد الكلية لترجيح توافقها من عدمها في الاسهام الحضاري لمسيرة الشعائر .
لذا لا عجب أن نشاهد تطور ملحوظ في آليات تطوير الشعائر بما يتوافق ومستلزمات الوقت الراهن ويعزز نظرية التأقلم الذاتي للظرف الزماني والمكاني ، ولعل من أبرز المظاهر ما نشاهده من تفاوت واضح لكل بيئة ومجتمع في التعبير وبورة تنم عن مخزون حضاري لهذه البيئة الاجتماعية .
فإحياء الشعائر السنوية تتفاوت من آسيا الوسطى والهند الى تركيا ومن أوربا الى أفريقيا ومن الخليج الى اليمن . وهذا التفاوت يحمل في طياته عمق تراثي ممتد عبر الاجيال تعززه ثقافة ايمان كما تحظى باحترام من المجتمعات الأخرى فتصوب لها التغطية السنوية بالخبر المتواصل والمتابعات الحثيثة .
ولكن إذا رجعنا لمركز الثقل وقطب الرحى وهي العراق حيث مرجعية الشعائر وميزان التأرجح ، نجد أنها في صراع تفوق بين شعيرتين يمكن اعتبارهما ارثاً أصيلاً ولكل منهما جمهور يفرض نفسة كل سنة بتباين ثقافي واضح بين مؤيد ومتحفظ بصورة أصيلة أو عارضة وذلك راجع لتوجه العالم نحو مركزية الشعائر واظهارها كعلامة للشيعة بالعالم مما ولد الضرورة في صون سمعة الشيعة عن العبث وتأصيل أي لون بأسس المذهب .
فالكل يجمع أن شعيرة الادماء أو التطبير لا تتجاوز 200 سنة فقط من أصل 1400 سنة واحتلت خلال هذه المدة البسيطة نسبياً شغف العالم رغم أن بداياتها لا تمت للحضارة العربية مطلقاً بل أن العراق لم يمارسها الى بدايات القرن الماضي وبغض النظر عن أصولها وما يتعلق من دلالاتها إلا أن استئناس الكثير من الطبقة العامة من الشيعة بممارستها سنويا تعبيراً عن المواساة لمصاب آل البيت عليهم السلام جدير بالترقب ودراسة هذه الحالة من تحدي حقيقي في اظهار مظلومية الامام من عدمه وهل هذه الممارسة لائقة لتستمر الى زمن العولمة وهل ستسهب في تأجيج التعاطف تجاه قضية الامام الحسين ع من عدمه .
واقع الحال يكشف فشل الترويج لهذه الممارسة منذ بداياتها على الأقل في تناسبها وملائمتها رغم التفاوت بين مؤيد ومعارض الا أن التاريخ يحدثنا عن أعاظم الطائفة ومواقفهم في مشروعيتها من عدمه ، ووجود هذا التفاوت دليل فشلها اذ لم تحقق الاجماع المرغوب لتتربع على قمة الشعائر .
نوع آخر من الممارسات المتقاربة في نشؤ شعيرة التطبير وهي ركظة طويريج هذه الشعيرة التي ابتدأت عام 1885م ببادرة الركظ( المشي بخطوات متقاربة وسريعة ) نحو مرقد الامام الحسين يوم العاشر بعد قراءة المقتل الحسيني تعبيراً عن استجابة النداء .
إن ثبات ونماء شعيرة ركظة طويريج وأفول وانحسار التطبير دلالة على قابلية مجمل الشعائر للتجديد والتحديث متى ما مثلت القيم الحقيقية واظهرت الممارسة بلونها الحضاري الخالي من شوائب التدخل المريب أو العادات الدخيلة .
وأثبتت هذه الشعيرة مدى تجاويها مع توجيهات المرجعية ففي عام 2010م تم منع النساء من الظهور العلني في هذه الركظة كفالة للستر واقتصار ممارستهم في تجمعهم الخاص بين النساء وهذا دليل آخر على مرونة القائمين على مثل هذه الشعيرة بل ونظرتهم للحفاظ على حياض الدين من الرمي بالتهمة والتشويه وهي ذاتها علل المشرعين في التحفظ على ممارسة التطبير .
لذا ما نريد التأكيد عليه أن سبل اظهار قيم الامام الحسين عليه السلام مشروعة بالوسائل الدالة شريطة توافقها وتوجيه المشرع ولعل آليات هذا الزمن أسهل بكثير من الأزمنة السابقة وأقرب للوصول الى قلوب الملايين بل الدعوة لهذه النهضة ازدادت أهمية بتوفر الامكانات وبسطها أمام كل قاصد .
جديد الموقع
- 2024-04-20 مركز بر حي الملك فهد يقيم احتفالا للمتطوعين بعيد الفطر ١٤٤٥
- 2024-04-19 البدر توقع كتابها سُمُّكِ ترياقي
- 2024-04-19 مكتبات من بشر
- 2024-04-19 المدة والملكية والترجمة وسائل لاستغلال مؤلفي الكتب
- 2024-04-19 أفراح البخيتان بالمطيرفي تهانينا
- 2024-04-18 مكتبات ليست للقراءة فقط
- 2024-04-18 الخميس: رغبتنا صعود لدوري الكبار
- 2024-04-18 "ختام ملتقى موعود مع انطلوجيا القصة القصيرة السعودية"
- 2024-04-18 بر الفيصلية يقيم حفل معايدة لمنسوبيه .
- 2024-04-18 مختارات من الرسائل