2021/08/01 | 0 | 2406
بشرى الفرح وبشرى الوجع وبشرى الصابرين
فقد الولد وجعٌ قد لا يعرف قدره إلا والدٌ مثكول بولده أو والدة مثكولة بولدها، ولد لا فرق على الوالدين أن يكون ذكراً أو أنثى، في القلب ، في النفس، في المشاعر، في الآمال، في الطموح، قد تختلف الصورة في بعض تفاصيلها بحكم الدور والوظيفة التي أوجدها الله للأنثى أو للذكر لكنها تحتفظ بكينونتها عند الوالدين.
للولد الأكبر خصوصية في القلب، في النفس، في المشاعر ..... هو الحالة الأولى التي تتوالى بعدها صور الفرح والوجع والقلق والخوف والأمل، صور تكبر، تصغر، تتضخم، تتلاشى، تتحطم، تتدمر حسب ظروفها مع كل لحظة يكبر فيها الولد.
بشرى الفرح كانت أول الصور عند تكونها في رحم أم بشرى، بقيت صورة الفرح تكبر مع كل لحظة في حياتها ، فرح دائم تتخلله أوقات ألم وأوقات وجع وأوقات قلق وأوقات خوف وأوقات أمل وأوقات حلم، تكبر بشرى وتتحرك معها كل الصور المتناقضة إلى أن جاءت صورة الوجع الأعظم التي محت معها كل الصور السابقة وحطمت معها كل الآمال الكبيرة والأحلام الوردية التي كانت تنتظرها أو ينتظرها والديها - حادث مروري أليم يعتصر له القلب - حَدَثْ يتكرر علينا كل حين يختطف أحبابنا الواحد بعد الآخر.
بشرى الفرح والقلق والألم والأمل الممتد بحجم الآمال والأحلام الذي رافقها طفلة ملاك صغيرة في البيت وطفلة في الروضة وطالبة في التعليم الأساسي ثم طالبة مغتربة لسنوات أنهتها بشهادة بكالوريوس في جامعة كارديف ببريطانيا ورائدة أعمال وموظفة في شركة أرامكو.
لحظة أبو بشرى،
لحظة أم بشرى،
في كل لحظة فرح وبهجة وأمل وحلم امتدت بطول عمرها القصير وانقطع بموتها المفجع هناك فواجع لحظة بلحظة عاشها والدين قد ثكلا في لحظة فرح لم تتعدَ لحظتها أمهات وآباء فقدوا أولادهم أجنةً في الأرحام أو أطفالاً في المهد أو شباباً في عمر الزهور أو كهول وشيوخ.
هناك ملايين من البشر في هذه اللحظات وفي كل لحظة فرح بعمر بشرى يعيشون الجوع والعطش والخوف والهلع والموت من قذائف المدافع وأطنان القنابل التي تتساقط في كل مكان.
أطفال وشباب وكهول وشيوخ تتهدم عليهم منازلهم، فيشتمون روائح الموت من جثث أحبابهم.
لحظة أبو بشرى،
لحظة أم بشرى.
هناك في التاريخ، كان لنا أسوة حسنة ، هناك كان لنا قائد عظيم، هو والدٌ قد فُجع بقتل ولده وكانت معه والدة فُجعت بقتل رضيعها وهو يتضوى عطشاً وجوعاً لم يرحمه الأعداء ولم يرحموا والديه،
هناك في التاريخ، كان لنا قائد عظيم، والدٌ قد فُجع بولده الشاب مقطع بضرب السيوف وطعن الرماح في لحظة وجع كبرى لم يشهد التاريخ بحجم وجعها ولم تعرف الإنسانية لها مثيل في أوجاعها.
مهلاً أبا إبراهيم ، مهلاً أم إبراهيم،
إبراهيم وعبدالله وأخوات بشرى شموع فرح وقناديل نور تبدل وجع اللحظات بأمانة المسؤوليات في طريق الأمل والثقة بما يعده الله لعباده الصابرين المحتسبين كما جاء في قوله سبحانه وتعالى:-
{"وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَ الْجُوعِ وَ نَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَ الْأَنْفُسِ وَ الثَّمَراتِ وَ بَشِّرِ الصَّابِرِينَ ¤ الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ ¤ أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ رَحْمَةٌ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ"}.
نسأل الله أن يربط على قلبيكما ويلهمكما الصبر ويوفيكما أجور الصابرين ، ونسأله تعالى أن يتغمدها بواسع رحمته ويعوضها عن شبابها وما فقدته من عمرها ومن نعيم الدنيا الزائل نعيماً دائماً ورحمةً ورضواناً وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والسلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أصحاب الحسين ورحم الله من يقرأ سورة الفاتحه لروحها وأرواح المؤمنين والمؤمنات.
إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
جديد الموقع
- 2024-04-20 إنقاذ ما يمكن إنقاذه بالشعر
- 2024-04-20 افراح المبارك والموسى تهانينا
- 2024-04-20 مركز بر حي الملك فهد يقيم احتفالا للمتطوعين بعيد الفطر ١٤٤٥
- 2024-04-19 البدر توقع كتابها سُمُّكِ ترياقي
- 2024-04-19 مكتبات من بشر
- 2024-04-19 المدة والملكية والترجمة وسائل لاستغلال مؤلفي الكتب
- 2024-04-19 أفراح البخيتان بالمطيرفي تهانينا
- 2024-04-18 مكتبات ليست للقراءة فقط
- 2024-04-18 الخميس: رغبتنا صعود لدوري الكبار
- 2024-04-18 "ختام ملتقى موعود مع انطلوجيا القصة القصيرة السعودية"