2025/05/14 | 0 | 536
المسار التساؤلي الفني في نص "أنفاس الصرير" لعادل القرين
للناقد الأديب/ حميد بركي ــ المغرب
يتميز نص "أنفاس الصرير" بمسار تساؤلي يُعبِّر عن حالة من التأمل، والبحث عن إجابات وسط واقع إنساني مؤلم يتجسد في مشهد دار العجزة، حيث تتشكل البنية الفنية للنص من خلال سلسلة من التساؤلات التي تثير مشاعر القارئ وتحفزه على التفكير!
١/ البداية التساؤلية (الدهشة)
يفتتح النص بتساؤل وجودي يعكس حالة الاندهاش التي يعيشها السارد..
"أنا لا أعلم لماذا قادتني خطواتي إلى دار العجزة وكبار السن؟!".
هذه البداية تحمل طابعًا استبطانيًا، حيث يبحث السارد في دوافعه الشخصية وكأن الخطوات تقوده دون وعي منه.
٢/ تعاقب التساؤلات (التصعيد الدرامي)
يلي التساؤل الأول سلسلة من الأسئلة التي تحمل أبعادًا فلسفية وإنسانية:
"هل هي الصدفة؟! أم لحظة اختزال نواظري؟! أم لاستنطاق تلك الأجساد؟!"
هذه الأسئلة تضع المتلقي في حالة من الترقب والتفكر، لتنتقل بعدها إلى تساؤلات أشد عمقًا تتعلق بحال النزلاء ومعاناتهم هناك..
٣/ التساؤل الأخلاقي والاجتماعي:
يتناول النص جانبًا أخلاقيًا عبر تساؤلات تتعلق بالروابط الأسرية ومسؤولية الأبناء:
"أحقًا عند هؤلاء المال والبنون؟! فلما تنصب التعازي لرحيلهم؟!"
هذه الأسئلة تحمل بعدًا نقديًا يعكس استنكار السارد لتخلي الأبناء عن آبائهم وأُمهاتهم، مما يضفي على النص بعدًا اجتماعيًا وإنسانيًا واضحًا.
٤/ التساؤل المجازي (التصوير الفني)
تُظهر التساؤلات الفنية براعة في رسم المشهد بصورة مجازية، حيث يشبه السارد حال الشيوخ بـ"وسائد دموعهم" و"ارتعاشة شفاههم"، مما يعكس حزنهم العميق بصور حسية مؤثرة.
٥/ وظيفة التساؤل في النص:
التساؤلات قبل أن تكون استفسارات، هي أداة لاستفزاز المشاعر، وكشف الواقع المؤلم الذي يعيشه كبار السن في دار العجزة، كما تبرز قدرة الكاتب على استخدام التساؤل كوسيلة لتكثيف المعنى وتوسيع أفق التأويل.
يحقق المسار التساؤلي في نص "أنفاس الصرير" أثرًا مزدوجًا: فهو يثير الدهشة ويُفعّل الحاسة النقدية لدى القارئ، ويُوظّف التساؤل كأداة فنية لتكثيف الشعور بالظلم الاجتماعي الذي يعانيه كبار السن؛، ليتجاوز النص حدود السرد ليصبح نقدًا اجتماعيًا وإنسانيًا يُحرك الضمير الجمعي المستتر..
أما من حيث الصور البلاغية في نص "أنفاس الصرير" تتجلى في استعارة أنفاس الصرير ذاتها، وقد جعل الأنفاس صوتًا يوحي بنوعية التعب، مما يعكس قسوة الزمن.. والاستعارة في مكثت أشاهد وسائد دموعهم، حيث جعل الدموع وسائد مما يصور كثرة البكاء والحزن.. كما تتضح الاستعارة في زفيرهم يشعل مجامر ذكرياتهم في بخور الحكايات، حيث جعل الزفير وقودًا للذكريات مما يعكس تداخل الألم والحنين، كما تعتبر الكناية عند ذكر ما تظهر في صدورهم جنة الدنيا حيث كنى عن القلوب الطيبة والنقية التي كانت تحمل الحب والحنان وكناية أخرى في خانها بعض النسل والأحفاد، حيث عبر عن الجحود وعدم الوفاء التجسيد يبرز في أعيونهم تراقص الأحداق حيث أعطى للأعين حركة حيوية تعبر عن انتظار أو ترقب رغم الشقاء!
الصور السيميائية تحمل دلالات رمزية مثل دار العجزة التي ترمز إلى العزلة والإهمال، وصوت الصرير الذي يرمز إلى صراع داخلي، وصدى الآهات الذي يعكس الألم المتجذر في النفس كما تأتي وسائد الدموع كرمز للماضي المثقل بالندم والزفرات كبخور للحكايات؛ حيث ترمز الذكريات إلى نار كامنة في القلوب تتحول إلى رماد من الحسرة..
جديد الموقع
- 2025-10-27 كلمة تكريم وتقدير
- 2025-10-27 المرأة الريفية هل هي مدنية؟
- 2025-10-27 متقاعدون يتطلعون للتأمين الصحي وتوفير أصول مدرة للدخل
- 2025-10-27 في مجلس الأمير "عبدالعزيز بن محمد". "قبس" تُكرّم الأئمة والمعلمين والحافظين المتميزي مسيرة نور تتواصل في خدمة القرآن والسنة والخطابة (صور)
- 2025-10-27 أبناء عائلة الملاء بالاحساء يشكرون المعزين في وفاة والدهم
- 2025-10-26 أفراح العبد اللطيفف والنمير تهانينا
- 2025-10-26 مفتي عام المملكة ينوّه بدعم القيادة لجهاز الإفتاء ويُثني على جهود الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ رحمه الله
- 2025-10-26 مستشفى العمران العام يُجري أول عملية منظار لمفصل الركبة ضمن خدمات العظام والإصابات الرياضية
- 2025-10-26 أبناء "بصمات" يتألقون في ماراثون أرامكو للأمن السيبراني ضمن فعاليات التحول الرقمي برعاية مدير تعليم الأحساء
- 2025-10-26 سمو محافظ الأحساء يكرّم المتقاعدين من منسوبي المحافظة تقديرًا لجهودهم