2025/08/31 | 0 | 728
الكيفية في تقدير العمل
{ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ }
المثقال ما يوزن به الأثقال، والذرة ما يرى في شعاع الشمس من الهباء، وتقال لصغار النمل.
تفريع على ما تقدم من أراء تهم أعمالهم ، فيه تأكيد البيان في أنه لا يستثنى من الآراء عمل خير أو شر كبيراً أو صغيراً حتى مثقال الذرة محسوب ، وبيان حال كل من عمل الخير والشر في جملة مستقلة لغرض إعطاء الضابط وضرب القاعدة .
ذكرت الآية الكريمة العمل وهذا ما يهمنا في هذا الموضوع البسيط , وقد أحببت أن أتطرق إلى ظاهرة جميلة منتشرة في الكثير من المجتمعات المحلية ولا سيما في منطقتنا الحبيبة وما يحيط بها , ولله الحمد تنتشر في مناطقنا المساجد والحسينيات انتشاراً ملحوظاً , وهي جاذبة للكثير من الناس المؤمنين الذين يسعون ويبادرون إلى فعل الخير .
لحظة تأمل :
الآيه الكريمة تقول "من يعمل مثقال ذرةٍ" وكم هو مقياس هذه الذرة الصغيرة مقارنة بمقياس العمل الذي سوف يُحاسب علية الإنسان , ولو كان بمقياس ذرة الغبار التي تطير في الهواء ونراها في أشعة الشمس تلمع كالعمل الطيب .
ما يهمنا في مضمون هذه الأية الكريمة هو توضيح طريقة العمل لا نوع العمل خيراً كان أم شرا , قد لا نلاحظ أو نقدر حجم العمل الذي نأتي به في طاعة من الطاعات لله عز وجل , وقد نراه جداً صغيراً أو لا قيمة له , وهذا قد يُشعرنا بعدم الرغبة بالقيام بهذا العمل , "مثقال ذرة" مثقال هذه الذرة الصغيرة لها موازين مختلفة في يوم القيامة , يوم لا تغيب عن الله عز وجل صغيرة ولا كبير إلا أحصاها في كتاب , وهنا سوف نعرف بأن صغائر الأعمال التي نستهين بها في الدنيا لها مقام كبير وعظيم في نقل الإنسان من درجة إلى درجة أخرى في الآخرة , ولو كان حجمها بحجم ذرة الغبار .
" العمل الصالح يرفعه " , العمل الصالح الخالص لله عز وجل , ثوابه كبير وآثاره جميلة على الإنسان , فلا نجعل أحداً يسبقنا لفعل الخير , ولنكن نحن السباقين فيه .
وسوف أضرب مثلاً بسيطاً قد يستفيد منه القاريئ وأتمنى أن أكون قد أوصلت الفكرة بطريقة واضحة .
نحن نصلي صلاتنا اليومية الخمس صلوات الواجبة , ويوجد فيها الكثير من المستحبات في الصلاة كصلاة الجماعة , والصلاة في الصف الأول , والصلاة خلف الإمام مباشرة , والمستحبات في الصلاة , من دعاء وتسبيح , وغيره وغيره . كل هذه المستحبات أعمال , لها أجر كبير جداً عند الله عز وجل وترفع الإنسان درجات في الآخرة . وهذا يوضح مثقال العمل الذي نقوم فيه وإن كا صغراً بحجم درة الغبار .
"خيراً يره" فالعمل مُثاب أو مُعاقب فاعله لا مَحال .
وقد تطرقت إلى هذه النقطة لتكون واضحة للقاريئ ومفهومةً لديه , فالعمل إذا كان خالصاً لوجه الله عز وجل وخالياً من الرياء فهذا هو العمل المحمود والذي يثاب عليه صاحبه أفضل الثواب , وأما إذا كان العمل بقصد الرياء والعُجب بالذات , فهذا العمل يُرد على صاحبه بلا ثواب . ولا يُعاقب عليه .
فالثواب مشروط بنوع العمل والإخلاص فيه , وعليه فإن تقدير قيمة العمل متعين بالكيفية لا بالكمية وقبوله مرتبط بالإخلاص وصدق النية .
وصلى الله على سيدنا محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين
جديد الموقع
- 2025-12-29 ارتفاع ملفت في وفيات النوبات القلبية خلال موسم الأعياد ورأس السنة
- 2025-12-29 ارتفاع ملفت في وفيات النوبات القلبية خلال موسم الأعياد ورأس السنة
- 2025-12-28 تكريم العبدرب الرضاء نظير جهوده 3 سنوات مشرفاً لخدمات المرضى للقطاع الشرقي التابع لتجمع الأحساء الصحي
- 2025-12-28 165 متبرعاً يختتمون حملة "عطاء الفضول" للتبرع بالدم
- 2025-12-28 بين الكتب والخبز
- 2025-12-28 (الرحلات الآمنة) بمستشفى الملك عبدالعزيز بالأحساء
- 2025-12-28 الجلطات الدماغية بمستشفى الملك عبدالعزيز بالأحساء
- 2025-12-28 إطلاق خدمة تصوير الرنين المغناطيسي للأجنة بمستشفى الولادة والأطفال ببريدة
- 2025-12-27 جمعة وفاء وتقدير في ضيافة جمعية البر مركز المطيرفي
- 2025-12-27 العالم الرقمي و خصوصيتنا