2021/03/23 | 0 | 2385
الكذبة البيضاء
انتشرت في مجتمعاتنا في الآونة الأخيرة الكثير من الظواهر والسلوكيات والأخلاقيات الغريبة نوعاً ما عن أخلاقياتنا وسلوكياتنا وقيمنا الدينية والأخلاقية والثقافية تحت مسميات وشعارات آسرة ولامعة وبراقة تحتاج إلى وقفة تأمل وتفكر ومتابعة وتفحص ومن ثم مراجعة ومعالجة.
وسوف أتناول في هذا المقال إحدى تلك الظواهر والسلوكيات وهي ما يسمى (الكذبة البيضاء) وقبل أن نتحدث عن هذه الظاهرة يجب أن نحلل معنى ومفهوم هذه المفردة وهذا المصطلح.
مفهوم الكذب:
الكذب لغة هو نقيض الصدق ويطلق الكذب على كل قول مخالف للواقع وللحقيقة.
الكذب اصطلاحاً هو الإخبار بالشيء على خلاف ما هو عليه (خلاف الواقع والحقيقة) سواء كان عمدًا أم خطأً.
بل عرفه بعضهم بأنه الإخبار بالشيء على خلاف ما هو عليه سواءً كان عمداً أو سهواً أو مزحاً وسواءً كان الإخبار عن الماضي أو عن المستقبل.
حكم الكذب:
إن الآيات القرآنية الشريفة والأحاديث المروية عن رسول الله _صلى الله عليه وآله وسلم_ وعن أهل البيت _عليهم السلام_ جميعها تؤكد على حرمة الكذب وأن الكذب من الكبائر وأنه لا يمكن للإنسان أن يكون مؤمناً وهو يتصف بالكذب، فالكذب من الخبائث فلا يكون المؤمن كذاباً.
وقد وردت خمسة وعشرون آية في كتاب الله _عز وجل_ تتحدث عن الكذب وكلها تذم الكذب وأهله وتتوعدهم بالعذاب والهلاك والخسران المبين وبعدم الفلاح، فبينت الآيات والأحاديث بأن الكذب صفة من صفات المنافقين، بل لازمة من لوازم النفاق ولا يمكن للمؤمن أن يتصف بالكذب أو يتخلق به.
قال الله تبارك وتعالى: " إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ". النحل 105.
وقال رسول الله _صلى الله عليه وآله وسلم_: "آية المنافق ثلاث: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان".
وقال _صلى الله عليه وآله وسلم_ أيضاً: "أربع من كن فيه كان منافقا، ومن كانت خصلة منهن فيه كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدَعها: من إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر، وإذا عاهد غدر".
وسئل أمير المؤمنين _عليه السلام_ بم نلت هذه المنزلة من رسول الله _صلى الله عليه وآله وسلم_ فأجاب: "بصدق الحديث وأداء الأمانة".
وقد بُعث نبينا الأكرم _صلى الله عليه وآله وسلم_ ليتمم مكارم الأخلاق، فلا يمكن أن يتخيل أحد منا بأن الكذب من مكارم الأخلاق أو أنه منقبة من المناقب أو فضيلة من الفضائل فهو لا ينتمي إلى الأخلاق الفاضلة ولا يعتبر من مكارمها، فالأخلاق تنقسم إلى قسمين فضيلة ورذيلة ولو حاولنا تصنيف الكذب تحت أحدهما فمن البدهي جداً أن يندرج الكذب تحت الأخلاق الرذيلة لا تحت الفضيلة.
وللكذب أقسام عدة وجميعها محرمة، منها: الكذب على الله، الكذب على رسول الله، الكذب على الناس، والأيمان الكاذبة.
وقد حاول البعض أن يقسم الكذب إلى قسمين: كذب أسود وكذب أبيض. وفي الحقيقة من خلال معرفة مفهوم الكذب ومعناه واستقراء الآيات والروايات التي تتحدث عن الكذب نستنتج بأن الكذب كله أسود ولا يوجد كذب أبيض.
فالكذب صفة قبيحة ذميمة فكيف للصفة القبيحة الذميمة أن توصف بالبياض والنصاعة والإشراق؟!
نعم هناك نوع آخر للكذب وهو ما خرج حكمه عن الحرمة بدليل شرعي معتبر ويسمى (الكذب المبرر) وهو الكذب للإصلاح بين الناس كالإصلاح بين زوجين متخاصمين أو بين أسرتين أو بين قبيلتين أو بين صاحبين وهذا النوع من أنواع الكذب المبرر المباح الجائز، فإذا وصفناه هنا بالبياض فيكون وصفنا هنا واقعياً منطقياً مقبولاً لا لنفس الفعل بحد ذاته وهو الكذب، وإنما لسمو غاياته وأهدافه ورفعتها والآثار العظيمة المترتبة عليها.
إذاً فما معنى (الكذبة البيضاء) وعلام يدل؟!
معنى البياض هو النقاء والإشراق والصفاء والطهارة من كل عيب أو دنس أو شائبة.
إذا فما يسمى (الكذبة البيضاء) جمع بين كلمتين متناقضتين في اللفظة وفي المعنى والمضمون.
فالكذب بمفهومه اللغوي والاصطلاحي وهو نقل ما يخالف الحقيقة والواقع بغير مسوغ شرعي ولا مبرر أخلاقي لا يخلو من العيب والدنس والخبث والسواد، فإضافة لفظة البيضاء كصفة للكذبة تضفي تناقضاً ملحوظاً؛ لأن البياض هو النقاء والصفاء والخلو من كل شائبة ودنس قد يشوه ذلك البياض.
إن من يستعملون مصطلح الكذبة البيضاء يقصدون بأن أسلوبهم في إفهام السائل (السامع أو المتلقي) خلاف ما سأل عنه تهرباً من الإجابة عن سؤاله أمر مبرر وبعيد كل البعد عن الكذب كأن يستخدمون التعريض أو التورية _على سبيل المثال_ في الإجابة عن سؤاله.
مفهوم الكذبة البيضاء
الكذبة البيضاء هي تلك المعلومة التي تعبر عن حقيقة مجتزأة يستخدمها البشر خوفاً من عواقب الأمور أو حرصاً وحفاظاً على مشاعر الآخرين، ويظن البعض بأنها ضرورية للمحافظة على توازن حياة الأفراد فالصراحة المطلقة لا يمكن أن تكون السبيل الوحيد.
إضفاء الشرعية على (الكذبة البيضاء)
إن من يستعملون هذا النوع من الكذب أغلبهم من المتدينين ممن يحسبون أنفسهم على الدين لذا فمن يتعامل مع هؤلاء ويستمع لهم لا يمكن للحظة أن يشك بأنهم يستخدمون الكذب معه أو أنهم يقومون بأمر مخالف للشريعة ولتعاليم ديننا الحنيف.
وقد برر بعضهم استعماله لما يسمى (الكذبة البيضاء) بأن نبينا الأكرم _صلى الله عليه وآله وسلم_ استعمل (الكذبة البيضاء) إذ يروى بأنه _صلى الله عليه وآله وسلم_ عند هجرته من مكة إلى المدينة سراً أو كما ذكر بعضهم بأنه _صلى الله عليه وآله وسلم_ كان في سفر مع بعض أصحابه فلقي طليعة من المشركين، فقال المشركون: ممن أنتم؟ فقال النبي _صلى الله عليه وآله وسلم_: ((نحن من ماء))، فنظر المشركون إلى بعضهم البعض، فقالوا: أحياء اليمن كثيرة، فلعلهم منهم، وانصرفوا".
ولكننا عنما نقف وقفة تأمل بسيطة عند هذه الحادثة لا يمكن أن نستنتج منها بأن (الكذبة البيضاء) أمر مشروع وجائز أو أن النبي _ صلى الله عليه وآله وسلم_ استعملها وتعامل بها، فالنبي _صلى الله عليه وآله وسلم_ عندما أجابهم بهذا الجواب فهو قد أجابهم وأخبرهم إخباراً حقيقياً لا كذب ولا لبس فيه كما يتوهم ويروج البعض لهذا الفهم، فجوابه _صلى الله عليه وآله وسلم_ يشير إلى حقيقة ثابتة وهي أصل الإنسان وخلقته كما ورد في قوله تعالى في سورة الطارق: "فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِن مَّاءٍ دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ"، فنحن من ماء تعني بأننا خلقنا من ماء.
ومما يمنع أي فهم آخر لهذا الفهم قول رسول الله _صلى الله عليه وآله وسلم_ لبعض أصحابهم عندما قالوا له بأنك تداعبنا فأجابهم: "نعم، وإني لا أقول إلا حقاً". أي أنه _صلى الله عليه وآله وسلم_ حتى في المزاح لا يقول إلا حقاً فلا يمكن لأحد أن يتوهم للحظة أن الرسول _صلى الله عليه وآله وسلم_ قد يكذب أو أنه قد يستخدم الكذب تحت أي مسوغ أو ذريعة كانت.
ومن أمثلة ذلك ممازحته _صلى الله عليه وآله وسلم_ لامرأة عجوز حين قال لها: "لا تدخل الجنة عجوز" فأخذت تبكي وتندب حظها فتبسم _صلى الله عليه وآله وسلم_ وأخبرها بأن الجنة لا يوجد فيها شيوخ وعجائز فالكل يرد إلى الشباب فيدخلون الجنة شباباً، فقد أخبرها رسول الله _صلى الله عليه وآله وسلم_ بالحقيقة منذ البداية إلا أنها استنتجت من كلامه _صلى الله عليه وآله وسلم_ بأنها لا تدخل الجنة وهكذا كان كل مزحه _صلى الله عليه وآله وسلم_ حقاً.
طرق أدبية تستخدم لتمرير الكذبة البيضاء في مجتمعاتنا:
1- التعريض والمقصود بالتعريض لغةً: أن تقول كلاما لا تصرح فيه بمرادك منه، لكنك قد تشير إليه إشارة خفية، ويمكنك أن تتهرب من التزام ما أشرت به إليه إذا صرت محرجاً.
والتعريض اصطلاحاً: هو طريقة من الكلام أخفى من الكناية فلا يشترط في التعريض لزوم ذهني، ولا مصاحبة، ولا ملابسة ما بين الكلام وما يراد الدلالة به عليه، إنما قد تكفي فيه قرائن الحال.
ومن أمثلة التعريض: يروى أن امرأة وقفت على قيس ابن عبادة فقالت له: "أشكو إليك قلة الفأر في بيتي"، فقال: ما أحسن ما ورت عن حاجتها إملأوا بيتها خبزاً وسمناً ولحماً.
وكذلك صاحب المسألة عندما يلبس ثوباً خرقاً بالياً ممزقاً متسخاً فهو بذلك يعرض بحاجته للمساعدة من دون أن يصرح بها ويمد يده لطلبها من أحد.
2- التورية هي أن تحمل كلمة أو جملة معنيين أحدهما أقرب إلى الذهن لكنه غير المقصود، والثاني بعيد إذ أنه المقصود. قد تكون الغاية منها إثارة الذهن، أو التهرب. ومن أمثلته: إذا جاءك من لا ترغب في الحديث معه أو من جاءك في موضوع لا ترغب في مناقشته والتحدث فيه تضع إصبعك فوق ضرسك وتصيح ضرسي ضرسي، فيفهم الشخص بأنك تتألم من ضرسك فينصرف عنك، بينما تقصد أنت المعنى الآخر وهو معنى الإشارة إلى ضرسك أي: تعني بأن هذا الضرس ضرسي، فهو قد فهم المعنى البعيد ولم يفهم المعنى القريب وهو الإشارة لضرسك لذلك انصرف عنك.
3- الكناية هي لفظ استعمل في غير معناه الأصلي مع جواز إرادة المعنى الأصلي. ومن أمثلته: قول المتنبي :
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي *** وأسمعت كلماتي من به صمم
وهذا الكلام كذب فلا الأعمى مبصر فيستطيع النظر إلى أدبه، ولا الأصم سامع فيستطيع سماع كلمات المتنبي، ولكنه استخدم هذا التعبير للكناية عن قوة تأثير شعره وجزالة لفظه وغزارة أدبه فهو بذلك يمدح نفسه وشعره وأدبه ولا يقصد المعنى (بصر الأعمى وسماع الأصم) حقيقةً.
4- اعتبار ما كان: أي تسمية الشيء باسم ما كان عليه أو التحدث قاصداً باعتبار ما كان عليه في الزمن الماضي. كقولك لأحدهم بأنك تأكل القمح وتشرب البن وهذا الكلام بصفته هكذا يعد كذباً وليس صدقاً فلا لأحد يأكل القمح هكذا ومن المستحيل أن يشرب البن بصورته التي هو عليها فلا يمكن أن يتم شربه وأنت تقصد بقولك بأنك تأكل القمح أي: تأكل الخبز وتشرب البن أي: تشرب القهوة باعتبار ما كانت عليه قبل تحولها لخبز وقهوة.
5- اعتبار ما سيكون: وهو تسمية الشيء باسم ما سيؤول إليه. كقوله تعالى في سورة يوسف: "إني أراني أعصر خمرا" فالخمر لا يمكن أن يعصر باعتبار أنه سائل في الأصل ولكن عبر عن عصر العنب بعصر الخمر باعتبار ما سيؤول إليه العنب بعد عصره.
ومن الممارسات (للكذبة البيضاء) في مجتمعاتنا:
1- جاء شخص لمنزل صاحبه وطرق الباب فأجابته زوجة صاحبه فسألها عن صاحبه فأجابته بأنه (غير موجود) وهي تقصد بأنه غير متواجد في المكان الذي تتواجد به سماعة الجرس، تجنباً للكذب وتهرباً من استقباله في هذا الوقت لأن لدى صاحبه وزوجته موعد لزيارة أقاربهما فلم يرغبا باستقباله. وبينما همَّ الطارق بالمغادرة إذ شاهد أحد أصحابه القدامى يسكن في حي صاحبه ووقف يتحدث معه وبينما هما واقفان أمام منزل صاحبه إذ خرج صاحبه وبرفقته زوجته فتفاجأ بأن الطارق ما زال واقفاً وتفاجأ الطارق بأن صاحبه كان موجوداً في المنزل وقد كذبا عليه هو وزوجته ... ولك أن تتخيل الصدمة وسوء العلاقة بينهما فيما بعد وذلك بعد أن اهتزت صورة صاحبه في ذهنه فلم يعد يثق به ولم يعد يصدقه ولم يعد يحسن الظن فيه كالسابق.
2- شخص كان يعمل خارج مدينته فأراد أن يفاجئ زوجته بإجازة مفاجئة لمدة يومين فاتصل على زوجته وأخذ يتحدث معها كعادته ثم سألها أين أنت؟ فأجابته أنا في منزلنا (باعتبار ما كان في الزمن الماضي _كانت موجودة بالمنزل فعلاً_ أو باعتبار ما سيكون في الزمن المستقبل _ستعود قريباً للمنزل_) فلم يخبرها بقدومه حتى لا يفسد المفاجأة ولكنه عندما وصل للمنزل ودخل وجد المنزل فارغاً وزوجته غير موجودة فتفاجأ من عدم وجودها وكيف أنها كذبت عليه عندما أخبرته بوجودها في المنزل فاتصل عليها وتبين أنها كانت في بيت أهلها ولم تكن موجودة في المنزل عندما كلمها بالهاتف (فربما تحدثت معه باعتبار ما كان وما سيكون وربما تحدثت معه بأنها تقصد بمنزلنا منزل أهلها وأرادت أن يفهم منزلنا أي منزل الزوجين) ... ولكن لك أن تتخيل الصدمة والمشاكل الزوجية المستمرة وعدم الثقة بين الزوجين وسوء الظن الذي حصل بين الزوجين بعد هذا الموقف.
3- إمام مسجد وخطيب يحدث الناس عن الزهد في هذه الدنيا وكيف رقع علي بن أبي طالب _عليه السلام_ ثوبه حتى استحى من راقعه وحينما سكن إمام المسجد وخطيبه قصراً من القصور وركب أفخر أنواع السيارات الفارهة، سأله بعض المصلين ألم تحدثنا عن الزهد في متاع هذه الدنيا الفاني؟! قال: نعم ولكن الزهد ليس ألا تملكوا شيئاً من حطام هذه الدنيا، ولكن الزهد ألا تملككم هذه الدنيا. وأيضاً حدثتكم عن الهدية وأن النبي _صلى الله عليه وآله وسلم_ لم يرد هدية قط فما أصنع إذا أهدي إلي قصراً وسيارة فارهة أتروني أردها ونبينا _صلى الله عليه وآله وسلم_ لم يرد الهدية ... ولك أن تتخيل حجم الصدمة وخيبة الأمل التي شعر بها المصلون جراء (الكذبة البيضاء) التي مارسها معهم إمام وخطيب المسجد.
4- (أنا مرتبط) كلمة تستخدم للتهرب من شخص ما أو من إجابة دعوة ما، فيفهم منها بأن عندك موعد آخر وأنت تقصد بأنك مرتبط بالرباط المقدس وهو الزواج.
5- (أنا ملتزم) كلمة تستخدم للتهرب من شخص ما أو من إجابة دعوة ما، فيفهم منها بأن عندك التزام آخر وأنت تقصد بأنك ملتزم دينياً.
الزوج وزوجته والصديق وصديقه والإمام والمأموم وهكذا تتكرر المواقف الجار مع جاره والأخ مع أخيه وأخته والولد مع أبيه والعكس والأخت مع أختها وأخيها والبنت مع أمها والعكس والعمة مع أبناء وبنات أخيها والخالة مع أبناء وبنات أختها والعم والخال ... ولك أن تتخيل الصدمات والأزمات المتكررة وتزعزع الثقة بين الجميع وغياب حسن الظن وعدم تصديق بعضهم البعض وقطيعة الأرحام وتقطع الأواصر وشيوع الفوضى في المجتمع بشيوع ما يسمى (الكذبة البيضاء) والاستخدام الخاطئ لبعض الأساليب التي تميزت بها لغتنا العربية، نعم إن حجم الدمار في المجتمع عبر شيوع المشاكل الأسرية والمشاكل الاجتماعية التي تخلفها (الكذبة البيضاء) على نسيجنا الأسري والاجتماعي وعلى الثقة بيننا كفيل ببيان سواد وزيف وسوء هذه الكذبة وعدم بياضها.
همسة أخيرة: إذا أردت أن تكون إنساناً مؤمناً ومتديناً ورسالياً داعياً إلى الله _عز وجل_ ووجدت نفسك تكذب (سواءً باستعمال الكذبة البيضاء أو غيرها من أنواع الحيل والمكر والخداع) فاعلم بأنك قد انحرفت عن الجادة وغصت في بحر الكذب وانغمست فيه وقد تملكتك صفة من صفات المنافقين وأنك إذا استمريت ناهجاً هذا النهج وسائراً في هذا الطريق ومستخدماً هذا الأسلوب فأنت تساهم في تمزيق المجتمع وخلخلته ونشر الفوضى فيه وفي صفوف أبنائه بمختلف أطيافهم وشرائحهم وتساهم في خلق جيل منافق يستخدم الكذب في كل أمور حياته متوسلاً بالــ(الكذبة البيضاء وغيرها)، ومشرعاً لها، ومعتقداً بها، وداعياً إليها.
وليتذكر كل فرد منا بأنه مهما برر لنفسه هذا الكذب واختلق الأعذار والمبررات له وحرَّف وغيَّر في المسميات وأوَّل وفسَّر الأحكام الواضحات فهذا لا يعني بأن ما يقوم به صحيح وبأنه على حق فربنا _عز وجل_ يقول: "بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره" فكل فرد منا شهيد على نفسه ، عالم بما فعله واقترفه، ولو اعتذر وأنكر، وسوف نُسأل جميعنا في يوم تشخص فيه الأبصار عن تحليل الكذب واستساغته وهو من الكبائر ومن أشد الموبقات والمحرمات ومن أخطر الأمراض فتكاً بالمجتمعات وعن المسوغات التي سقناها لذلك فماذا سنجيب ربنا يومئذٍ؟!!
جديد الموقع
- 2024-05-17 (نادي ابن عساكر) يستضيف الباحث (المطلق) في فعالية (الآراء التاريخية الشاذة)
- 2024-05-17 أفراح الجزيري تهانينا
- 2024-05-17 الكتاب الذي ينسيك أنك تقرأ
- 2024-05-17 انقطاع العلاقات بعد التقاعد.
- 2024-05-16 خطط مرحلية لإنجاز مشاريع ( سفلتة مخططات المنح ) بالأحساء
- 2024-05-16 سمو محافظ الأحساء يستقبل وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان للتخصيص والاستدامة المالية
- 2024-05-16 " لوحات تفاعلية " في المواقع الحرجة مرورياً بالاحساء
- 2024-05-16 مكافحة متلازمة المحتال والهدف هو مساعدة الطلاب الذين لا يثقون بأنفسهم محاضر في علم النفس يركز على مكافحة العقلية السلبية
- 2024-05-16 24 مشروعا رياديا في ختام برنامج منشآت بالأحساء
- 2024-05-16 الخطوط الفنية والعملية مع كتاب عقلية فقيه (مع الشيخ حبيب بن قرين الأحسائي ) للمؤلف / الشيخ عبد الجليل البن سعد)