2025/12/12 | 0 | 181
القراءة في كتاب فاطمة الزهراء (عليها السلام)
قراءة في كتاب فاطمة الزهراء (ع)- سيدة النساء-، للمؤلف/ أعلام الهداية لجنة التأليف-. الطبعة الأولى :1422هــ.
أهل البيت في السنة النبوية: إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي وما إن تمسكتم بهما لن تضالوا بعدي ابدا. (الصحاح والمسانيد).
انطباعات عن شخصية الزهراء (ع):
الزهراء فاطمة ابنة أعظم نبي وزوجة أول إمام وبطل، وأم أينع بزغتين في تأريخ الإمامة، إنها الوجه المشرق الوضاء للرسالة الخاتمة، وإنها سيدة نساء العالمين، وهي الوعاء الطاهر للسلالة الطاهرة والمنبت الطيب لعترة رسول الله صلوات الله عليهم أجمعين.
لقد اقترن تأريخها بتأريخ الرسالة، إذ ولدت قبل الهجرة بثمان سنوات وتوفيت بعد الرسول (ص) بعدة أشهر.
وقد أشاد النبي الكريم بعظيم منزلة الزهراء الطاهرة، وبما بلغته من موقع ريادي في خط الرسالة محتذياً خُطى القرآن الكريم فيما صرح به من فضائل ومكرمات لأهل بيت الوحي (ع) بشكل عام وللزهراء (ع) بشكل خاص.
الزهراء في آيات الذكر الحكيم:
لقد مدح القرآن الكريم أناساً خلدهم بآيات تتلى أناء الليل وأطراف النهار، إكباراً لمواقفهم ولتفانيهم في سبيل الحق.
الزهراء مع النبي الكريم (ص):
إذ نرى أنه كان يعاملها معاملة الأم فيقبل يدها، ويبدأ بزيارتها عند عودته إلى المدينة، كما يودعها وينطلق من عندها في كل رحلاته وغزواته كان يتزود من هذا المنبع الصافي عاطفة لسفره ورحلته، كما نلاحظ في سيرته كثرة دخوله عليها في حالات تعبه وآلامه أو حال جوعه أو حال دخول ضيف عليه، ثم تقابله فاطمة (ع) كما تقابل الأم ولدها فترعاه وتحتضنه وتخفف آلامه كما تخدمه وتطيعه.
جهادها المتواصل:
ولدت فاطمة في حدة الصراع بين الإسلام والجاهلية، وفتحت عينيها والمسلمون في ضراوة الجهاد مع الوثنية الجائرة، لقد فرضت قريش الحصار على رسول الله (ص) وبني هاشم جميعاً، فدخل الرسول مع زوجته المجاهدة وابنته الطاهرة الشعب، وحاصرتهم ثلاث سنين وأذاقتهم فيها ألوان الحرمان، وهكذا عايشت الزهراء (ع) هذا الحصار القاسي وذاقت في طفولتها مرارة الحرمان وشظف العيش دفاعاً عن الحق وتضحية من أجل المبدأ.
ومرت سنون الحصار صعبة ثقيلة، وخرج رسول الله (ص) منها منتصراً، وشاء الله أن يختار خديجة لجواره في ذلك العام ويتوفى أبا طالب عم الرسول وحامي الدعوة وناصر الإسلام، ويأخذ الحزن والأسى من قلب الرسول (ص) مأخذه بعد أن فقد أحب الناس إلى قلبه وأعزهم عليه.
وهكذا رزئت فاطمة (ع) وهي لم تشبع بعد من حنان الأمومة ، وشاطرت أباها المأساة والألم بالرغم من أنها قد فقدت مصدر الحنان الثر، ولقد صبت قريش كل حقدها وأذاها على الرسول بعد وفاة عمه وحاميه والزهراء ترى بأم عينيها ما يقوم به سفهاء قريش وطغاتهم من انتقاص الرسول وايذائه وهو يريد إخراجهم من الظلمات إلى النور، وكان الرسول يحاول أن يخفف عنها عبء الألم ويحثها على التجلد قائلاً: «لا تبكي يا بنية، فإن الله مانع أباك وناصره على أعداء دينه ورسالته»، وهكذا يزرع الرسول في نفس ابنته روحاً جهادية عالية ويملأ قلبها بالصبر والثقة بالنصر.
وهاجرت الزهراء (ع) بعد هجرة أبيها إلى المدينة في جو مكة المرعب مع ابن عمها علي بن أبي طالب (ع) الذي كان مستهيناً بكبرياء قريش وغرورها، ليلتحق بالرسول (ص) في «قباء» بعد أن تورمت قدماه من مواصلة السير على قدميه.
وانتقلت الزهراء إلى بيت زوجها المتواضع في المدينة بعد أن أرسى أبوها دعائم دولته المباركة ، وشاركته في جهاده صابرة على قساوة الحياة ومصاعب الجهاد في سبيل الله، وهي تحاول أن تقدم صورة الحياة العائلية الفريدة ، ولعبت الزهراء دوراً بارزاً وشاقاً في نصرة الحق والدفاع عن وصية الرسول (ص) حينما وقفت موقفاً لا مثيل له إلى جانب علي بن أبي طالب (ع) في أحرج أيام حياته مؤكدة أن الجبهة الداخلية في حياة علي صامدة لا تشعر بالضعف، ولكنها تترك تقدير الظروف وانتخاب الموقف لقائدها وزوجها الإمام، يقرر ويصمم ويأمر فيطاع .
لقد كانت الزهراء (ع) تأتي قبور الشهداء كل غداة سبت وتترحم عليهم وتستغفر لهم، وهذه البداية لأعمال الأسبوع تفصح عن مدى تقدير فاطمة للجهاد وللشهادة، وتعبر بوضوح عن حياتها العملية التي تبدأ بالجهاد وتستند على الجهاد والتضحية إلى درجة الاستشهاد.
وقال عبد الحميد بن أبي الحديد المعتزلي: وأكرم رسول الله (ص) فاطمة إكراماً عظيماً أكثر مما كان الناس يظنونه ... حتى خرج بها عن حبّ الآباء للأولاد، فقال لمحضر الخاص والعام مراراً لا مرة واحدة وفي مقامات مختلفة لا في مقام واحد : «إنّها سيدة نساء العالمين وإنّها عديلة مريم بنت عمران، وإنها إذا مرّت في الموقف نادى مناد من جهة العرش : يا أهل الموقف غضوا أبصاركم لتعبر فاطمة بنت محمد»، وهذا من الأحاديث الصحيحة وليس من الأخبار المستضعفة ، وكم قال لا مرة: «يؤذيني ما يؤذيها ويغضبني ما يغضبها، وإنها بضعة مني يريبني ما رابها».
قال الشاعر:
أَتُـــــــرَى كــــنـــتِ تُـــدِيــرِيــنَ الــــرَّحَـــى
أَمْ تـــديـــريـــنَ بـــيُــمــنــاكِ، الـــحـــيــاةْ؟!
هـــــل غَـــزَلْــتِ الـــصُّــوفَ فـــــي مِــغْــزَلِـهِ
أَمْ غَـــزَلْـــتِ الـــحُـــبَّ بـــيـــن الــكـائـنـاتْ؟!
كــــــلّ مَــــــنْ حَـــوْلَـــكِ قـــــد رَبَّــيْـتِـهِـمْ
ثــــــمَّ رَبَّــــــوْا بِــــــكِ أجـــيـــالاً تُـــقَـــاةْ
كـــــنــــتِ أمًّــــــــا لَــــهُــــمُ واحــــــــدةً
وتَـــــوَزَّعْـــــتِ عـــلـــيــنــا أمَّـــــهــــاتْ
جديد الموقع
- 2025-12-29 ارتفاع ملفت في وفيات النوبات القلبية خلال موسم الأعياد ورأس السنة
- 2025-12-29 ارتفاع ملفت في وفيات النوبات القلبية خلال موسم الأعياد ورأس السنة
- 2025-12-28 تكريم العبدرب الرضاء نظير جهوده 3 سنوات مشرفاً لخدمات المرضى للقطاع الشرقي التابع لتجمع الأحساء الصحي
- 2025-12-28 165 متبرعاً يختتمون حملة "عطاء الفضول" للتبرع بالدم
- 2025-12-28 بين الكتب والخبز
- 2025-12-28 (الرحلات الآمنة) بمستشفى الملك عبدالعزيز بالأحساء
- 2025-12-28 الجلطات الدماغية بمستشفى الملك عبدالعزيز بالأحساء
- 2025-12-28 إطلاق خدمة تصوير الرنين المغناطيسي للأجنة بمستشفى الولادة والأطفال ببريدة
- 2025-12-27 جمعة وفاء وتقدير في ضيافة جمعية البر مركز المطيرفي
- 2025-12-27 العالم الرقمي و خصوصيتنا