مسجد الامام علي بالمطيرفي ومسجد العباس بالمطيرفي ومسجد الشيخ الاوحد بالمطيرفي
2018/03/31 | 0 | 1996
الشيخ حسين العباد : مولد الإمام أمير المؤمنين (ع)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين. واللعنة الدائمة على أعدائهم أعداء الدين.
﴿رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ~ وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ~ وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِن لِسَانِي ~ يَفْقَهُوا قَوْلِي﴾. (طه: 25 ـ 28).
ولدتْهُ في حرم الإله وأمنِهِ والبيتِ حيث فناؤُهُ والمسجدُ
بيضاءُ طاهرةُ الثياب نقيةٌ طابت وطاب وليدها والمولِدُ
في ليلةٍ غابت نُحوسُ نُجومِها وبدا مع القمر المنير الأسعُدُ
ما لُفَّ في خِرَقِ القوابل مثلُه إلا ابنُ آمنةَ النبيُّ محمدُ
نبارك لكم هذه الذكرى العطرة، ألا وهي ذكرى ميلاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه، وهذه الأبيات التي استفتحنا بها الخطبة هي للسيد الحميري رحمة الله عليه.
وليد البيت الحرام :
عندما نريد أن نتحدث عن أمير المؤمنين (ع) قليلاً فإننا نحتاج إلى وقت طويل، فهذه الشخصية العظيمة ولدت في بيت الله واستشهدت في بيت الله، وولدت في أيام الله، ألا وهي أيام رجب كما تقدم في أن رجب شهر الله جل وعلا، وعاش بين يدي الله عز وجل .
وعلي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه أخفى محبُّوه فضائله خوفاً، فالجميع يعلم ويدرك ماذا جرى في التاريخ لعلي وآل علي وأصحابه وأتباعه، لذلك أخفوا فضائله خوفاً. كما أن مبغضيه أخفوا فضائله حقداً وبغضاً وحسداً، ومع ذلك خرج من بين هذين ما خرج من الفضائل . ولولا هذه العوامل من الخوف والحقد والحسد لوصل لنا الكثير من فضائله.
جاءت أمّ علي (ع) فاطمة بنت أسد إلى البيت الحرام، لتلجأ له وتتوسل برب البيت، لأنها كانت مؤمنة به ، وإذا بجدار الكعبة ينفتح لها.
ولعل البعض يسأل : لماذا لم تدخل عن طريق الباب؟ الجواب أنها لو دخلت عن طريق الباب لشكك الكثيرون بكون ذلك كرامة. فقد انفطر لها الجدار ومع ذلك أخفى مبغضوه هذه الكرامة، فكيف بها لو دخلت من الباب؟ مما لا شك فيه أن ذلك لو حصل، لأنكر ذلك حتى بعض محبيه، ولما رأوا في ذلك كرامة، ولكنها التفاتة ربانية، حيث انشقّ لها الجدار، ولم تدخل من الباب.
بل إن الباب أُغلق عليها بعد دخولها، وقد حاولوا الدخول إليها فلم يفلحوا في ذلك، وعجزوا عن فتح الباب. وبقيت في البيت ثلاثة أيام، وقد شاع خبر دخولها من الجدار في مكة المكرمة وما حولها، والجميع يعلم أن مكة المكرمة كانت محط القوافل والتجار وملتقى الكبار من التجار وغيرهم، فما أسرع أن شاع الخبر. فاجتمعوا في اليوم الأول، وازداد عددهم في اليوم الثاني، وهكذا في الثالث.
لقد ولدت هذه المرأة وليدها في جوف الكعبة، تساعدها على ذلك نساء من الجنة، وخرج الوليد المبارك من بطن أمه ساجداً لله شكراً، وتشهد الشهادات الثلاثة، لله بالوحدانية، وللرسول (ص) بالرسالة، ولنفسه بالوصية والولاية. وبذلك بانت المعجزات منذ اللحظة الأولى لتلك الولادة المباركة.
وفي اليوم الثالث انفتح لها الجدار، وخرجت بالمولود الطاهر تحمله بين يديها، فاستقبله شيخ البطحاء أبو طالب، ورسول الله (ص) ثم انطلقوا به إلى بيت أبي طالب شيخ البطحاء، ومعهم تلك المرأة الطاهرة فاطمة بنت أسد، والتف الجمع حول هذا البيت، وتحول بيت أبي طالب إلى كعبة أخرى.
كان شيخ البطحاء ينادي وهو متوجه بوليده نحو بيته : أيها الناس ولد لي ولدٌ في الكعبة، وكان من حقه أن يفتخر بهذه الحالة التي جرت في وسط البيت.
منزلة علي (ع) :
ونذكر هنا بعض الروايات التي تتعلق بهذا الأمر:
فعن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: «سألت رسول الله صلى الله عليه وآله عن ميلاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، فقال: آهٍ آه، لقد سألتني عن خير مولود ولد بعدي على سنة المسيح عليه السلام. إن الله تبارك وتعالى خلقني وعلياً من نور واحد، قبل أن يخلق الخلق بخمسمائة ألف عام، فكنّا نسبح الله ونقدسه، فلما خلق الله تعالى آدم قذف بنا في صلبه، واستقررت أنا في جنبه الأيمن، وعلي في الأيسر، ثم نُقلنا من صلبه في الأصلاب الطاهرات إلى الأرحام الطيبة، فلم نزل كذلك حتى أطلعني الله تعالى من ظهر طاهر، وهو عبد الله بن عبد المطلب فاستودعني خير رحم وهي آمنة، ثم أطلع الله تبارك وتعالى علياً من ظهر طاهر، وهو أبو طالب واستودعه خير رحم، وهي فاطمة بنت أسد».(روضة الواعظين، الفتال النيسابوري1: 177).
ما عسانا أن نقول في تلك الشخصية التي كانت ملازمة لرسول الله (ص) في الأصلاب الطاهرة والأرحام الزكية، ولم تأت من فراغ ولا اعتباطاً.
وفي يوم المباهلة نجد أن رسول الله (ص) يأتي بعلي (ع) الذي وصفه الله تعالى بأنه نفس رسول الله (ص) حيث قال: ﴿وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ﴾. (آل عمران: 61). فهذه الملازمة ليست اعتباطية، إنما كان لها أساس من الأصلاب والأرحام، حتى جاء دور الانفصال والانشطار، فانشطر علي (ع) عن رسول الله (ص) فكان رسول الله (ص) في صلب عبد الله بن عبد المطلب، وكان علي في صلب أبي طالب بن عبد المطلب شيخ البطحاء. أما الأمهات فآمنة وفاطمة. فكان رسول الله (ص) يمثل النبوة والرسالة، وكان علي (ع) يمثل الوصية والإمامة. ثم التقيا مرة أخرى في فاطمة (ع)، وأثمر اللقاء عن الحسن والحسين وزينب (ع).
وهنالك رواية أخرى تختصر لنا مقام علي بن أبي طالب (ع) فقد روي عن رسول الله (ص) أنه قال: «من أراد أن ينظر إلى إسرافيل في هيبته، والى ميكائيل في رتبته، وإلى جبرائيل في جلالته، والى آدم في علمه، وإلى نوح في خشيته، وإلى إبراهيم في خلته، وإلى يعقوب في حزنه، وإلى يوسف في جماله، وإلى موسى في مناجاته، وإلى أيوب في صبره، وإلى يحيى في زهده، وإلى عيسى في عبادته، وإلى يونس في ورعه، وإلى محمد في حسبه وخلقه، فلينظر إلى علي، فإن فيه تسعين خصلة من خصال الأنبياء جمعها الله فيه، ولم يجمعها أحد غيره». (ينابيع المودة، القندوزي الحنفي2: 307).
وهي رواية صريحة في عظمة هذا الرجل، فهذه الخصال ما اجتمعت في نبي، ولا أحد من البشر، ما خلا رسول الله (ص).
يقول رسول الله (ص): «يا علي، لا يعرفك إلا الله وأنا» فكيف نستطيع نحن أن نعرف حقيقة علي (ع)؟ ولكن لا بد أن نحاول التعرف عليها، وإن كنا لا نستطيع أن نعرفها معرفة كاملة تامة.
وعن ابن عباس، عن رسول الله (ص) أنه قال: « ما أنزل الله ﴿يا أيها الذين آمنوا إلا علي أميرها وشريفها، ولقد عاتب الله أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم في غير مكان، وما ذكر علياً إلا بخير». ( المعجم الكبير، الطبراني11: 211). وعن ابن عباس أنه قال: «نزلت في علي ثلاثمائة آية». (تاريخ بغداد، الخطيب البغدادي6: 219). إنه علي، وما أدراك ما علي.
ليلة النصف من رجب:
هذه الليلة أيها الأعزاء هي ليلة النصف من رجب، وهي ليلة عظيمة من ليالي العبادة والإحياء. فعن رسول الله (ص) أنه قال: «إذا كان ليلة النصف من رجب، أمر الله تعالى خُزّان ديوان الخلائق، وكتبة أعمالهم، فيقول لهم : انظروا في ديوان عبادي، وكلَّ سيئة وجدتموها، فامحوها وبدلوها». (إقبال الأعمال ،السيد ابن طاوس2: 655).
فهذه الليلة ليلة عبادة، وقد ورد فيها الغسل وزيارة الحسين (ع) والإحياء، أي بتلاوة القرآن والصلاة والأدعية الواردة في خصوص هذه الليلة.
أما يوم النصف من رجب، فهو أيضاً من الأيام التي أُكّدَ عليها بالإحياء، وفيها مستحبات، الغسل وزيارة الحسين (ع) وكذلك الصوم وغير ذلك.
في الختام أود أن أذكّر أن ليلة النصف من رجب تصادف أيضاً ذكرى شهادة السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب سلام الله عليها، وهي أم المصائب، حيث عاشت وفاة رسول الله (ص) وعاشت شهادة علي بن أبي طالب، وشهادة أمها فاطمة (ع) وما جرى عليها من عصر ولطم وغير ذلك. كل هذا عاشته تلك المرأة العظيمة زينب الكبرى، كما عاشت كربلاء، وما أدراك ما كربلاء، من قتل الحسين (ع) إلى السبي وما جرى فيه من مشقة. فقد خرجت من كربلاء إلى الكوفة، ثم إلى الشام، ثم عادت إلى كربلاء، ثم غادرت إلى المدينة في تلك الظروف القاسية. فما عسى أن يكون قد مر بها من مشقة؟!
كما عاشت قبل ذلك مأساة الإمام الحسن (ع) وما جرى عليه، ولم يمض عليها سوى سنة واحدة من واقعة الطف، حتى انتقلت إلى الشام، ثم انتقلت إلى ربها جل وعلا. في الخامس عشر من رجب . فهو يوم مصيبة وحزن.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.
جديد الموقع
- 2024-05-14 جمعية دار الرحمة تزور وكيل الأمين للخدمات بأمانة الأحساء
- 2024-05-14 حسن الصوت ليس من مستلزمات الغناء الغربي
- 2024-05-14 التجربة الشعرية في أطباق أحمد الرمضان الشهية
- 2024-05-14 اكتشاف وحدة تحكم رئيسة للجهاز المناعي مما قد يفتح الباب على مصراعيه لاكتشافات واعدة لإدارة وعلاج الكثير من الاضطرابات والأمراض المناعية
- 2024-05-14 أمير الشرقية يدشن عدة مباني لجمعية التنمية الأهلية بالمنطقة
- 2024-05-14 أمير الشرقية يطلع على التقرير السنوي لشركة مطارات الدمام
- 2024-05-14 المهندس علي سلمان الخليفة يلتحق بكفاءات ابناء المطيرفي تهانينا
- 2024-05-14 أبناء عائلة السلطان يشكرون المعزين في وفاة والدهم
- 2024-05-14 عمادة تطوير التعليم الجامعي بجامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل تكرم 40 عضو هيئة تدريس بشهادة الزمالة المهنية
- 2024-05-14 ياسر جمال رئيسًا للجمعية الدولية خبرة 4 عقود عن اكتشاف وتحديد وتصحيح الجنس حاضرة في مؤتمر عالمي